رفضت المعارضة البرلمانية الفرنسية فكرة حكومة ائتلافية وحملت الرئيس إيمانويل ماكرون مسؤولية ايجاد غالبية للخروج من المأزق السياسي.
وقالت النائبة الاشتراكية العضو في التحالف اليساري فاليري رابو «هو في مأزق وليس نحن (…) إذا بقي على مشروعه فلن تكون له أغلبية مطلقة وهو الذي سيكون في موقع صعب وسيعطل عجلة فرنسا».
وبعد اربعة أيام من الدورة الثانية للانتخابات التشريعية، تشهد فرنسا حالة من عدم اليقين السياسي، ما يجبر ماكرون الذي أعيد انتخابه في أبريل لولاية رئاسية ثانية، على البحث عن تحالفات للخروج من الأزمة الناجمة عن خسارته الأغلبية المطلقة. وسيساهم ذلك أيضا في طرح تساؤلات عن قدرته على تنفيذ مشروعه الإصلاحي.
وفي خطاب إلى الفرنسيين مساء الأربعاء، أقرّ رئيس الدولة بوجود «تصدّعات» كشفتها الانتخابات التشريعية، ودعا الطبقة السياسية إلى «تعلّم الحكم والتشريع بشكل مختلف».
وقال «اعتزم وأنا مصمم على مراعاة إرادة التغيير التي طلبتها البلاد بوضوح» مشيرًا إلى اتفاقيات في كل حالة على حدة بشأن النصوص التشريعية أو ائتلاف أوسع.
وردّ زعيم اليسار الراديكالي جان لوك ميلانشون على الفور على دعوات ماكرون، معتبراً أنها «غير مجدية»، وطالب بإجراء تصويت على الثقة في رئيسة الوزراء إليزابيت بورن في الجمعية الوطنية التي تتمتع بشرعية أكبر من شرعية الرئيس. وأضاف: «لا جدوى من تبديد واقع التصويت عبر تغطيته باعتبارات ونداءات من كل الأنواع، السلطة التنفيذية الآن ضعيفة، لكن الجمعية الوطنية قوية بكل شرعية انتخاباتها الأخيرة».
وقالت مارين لوبن التي تستعد لتولي قيادة كتلة التجمع الوطني القوية في الجمعية الوطنية (89 نائباً): «باختياره إما عقد تحالف وإما البحث عن أغلبية لكل مشروع على حدة (يطرح على التصويت في البرلمان)، يحاول الرئيس إنقاذ ما تبقى من الوظيفة الرئاسية». ووعدت بأن يدرس نواب كتلتها النصوص في ضوء مصلحة الفرنسيين وفرنسا. ورفض الزعيم الجديد لتكل «الجمهوريين» اليميني أوليفييه مارليه منح «شيك على بياض، لمشروع غير واضح». كما وعد بأن تقدم مجموعته مقترحات بشأن القوة الشرائية الأسبوع المقبل. وتحدثت تحليلات عن احتمال حصول تحالف بين ماكرون وحزبه «معاً» والجمهوريين من أجل تشكيل أكثرية في البرلمان، لكن ذلك لم يتبلور. كما رفض الشيوعي فابيان روسيل تصريحات ماكرون، معتبراً أن حديثه عن الأسلوب يهدف إلى التهرّب من مسؤوليته وعدم تغيير أي شيء من مشروعه.
وقال الاشتراكي أوليفييه فور: «لا، لا يتعين على التشكيلات السياسية الرد عليه إلى أي مدى هي مستعدة للذهاب في منحه شيكاً على بياض». (وكالات)