الشارقة:عصام هجو
أكد عمار الدوخي لاعب نادي الشعب السابق، المحلل الرياضي، أن القرار الخاص بتقليص قوائم الأندية من 30 لاعباً إلى 25 لاعباً الذي سيتم تطبيقه اعتباراً من الموسم الجديد 2022 2023 يعتبر من القرارات الجريئة والشجاعة والواقعية، ويمثل بداية قوية لتصحيح المسار نظراً لإيجابياته المتعددة للاعبين وللأندية.
قال الدوخي: «القرار سيضمن للاعبين الانتقال إلى أندية أخرى يحصلون فيها على فرصة اللعب الكافية، وربما يكون هناك لاعبون لم يحصلوا على الفرصة الكافية لإظهار إمكاناتهم مع أنديتهم، وربما تتفجر هذه الإمكانات مع أندية ومدربين آخرين، فكرة كرة القدم خطط وربما يكون لاعب ما، لا يصلح لخطة مدرب ما، وربما ينجح مع نادٍ ومدرب آخر، إضافة إلى ذلك فالقرار يجبر الأندية على الترشيد في الصرف على لاعبين أصلاً لا يشاركون، وبالتالي يقلل من الصرف المالي للأندية، وبما أننا لاعبون سابقون في الأندية نعرف جيداً أن اللاعب الذي لا يشارك غالباً ما يكون مصدر مشاكل وإزعاج للإدارة والمدرب».
وتابع: «لتأكيد صحة ما ذهبنا إليه، هناك أمثلة عديدة حققت نجاحاً كبيراً مع أندية أخرى بعد الانتقال. فعلى سبيل المثال خالد الظنحاني كان لا يشارك مع الوحدة، وبعد الانتقال إلى الشارقة تفتحت مواهبه وبرز بشكل لافت، وحالياً هو أفضل لاعب طرف أيمن في الدولة بلا منازع، وهناك ناصر عبد الهادي وأحمد عبدالله جشك مع فريق اتحاد كلباء، وغيرهم من اللاعبين، وبنفس القدر هناك لاعبون انتقلوا ولم تكن لهم بصمة مع ناديهم الأول وناديهم الثاني، ومثل هذه الحالات تعتبر المشكلة في اللاعب، حيث أثبت أنه غير مؤهل لفرض نفسه على الأجهزة الفنية».
وأوضح الدوخي: «من إيجابيات القرار أنه سيسهم في رفع من المستوى في دوري المحترفين، ويجعل كل لاعب على أهبة الاستعداد للمشاركة في كل مباراة، ويكون متحفزاً للعب في أي وقت، وأيضاً اللاعب المغادر سيجد حظه وفرصته مع نادٍ آخر في المحترفين، ومن لم يحصل على فرصة في دوري الأضواء والشهرة سيتجه صوب أندية الدرجة الأولى، وبالتالي يسهم القرار في تقوية دوري الهواة، وهكذا يكون التسلسل. فعدما ينتقل اللاعب السابق في دوري المحترفين إلى دوري الدرجة الأولى، فعلى الأقل سينقل معه شيء من الفكر الاحترافي إلى دوري الهواة من خلال التعامل مع زملائه ومع المدربين وإدارات الأندية».
وتناول الدوخي في تحليله للقرار الذي اعتبر أنه يصب في مصلحة اللعبة، مسألة إعارة اللاعبين. وقال: «بلاشك تعتمد على العلاقات بين الأندية، ولكن يجب أن يتم التعامل معها باحترافية أكبر، ويجب أن نقف في المقام الأول على رغبة اللاعب وإتاحة الفرصة له لاختيار النادي الذي يرغب في الانتقال إليه، لضمان راحته النفسية، وأن يكون منتقلاً برغبة وحب في اللعب أكثر من حب المال، وأيضاً هناك نقطة مهمة؛ إذ أتمنى أن يقرر الاتحاد إلغاء الاتفاقيات الداخلية التي يراها البعض اتفاقيات «جنتلمان»، فأحياناً يكون من شروط الموافقة على الإعارة أن يتضمن العقد شرطاً بعدم مشاركة اللاعب مع ناديه الجديد ضد ناديه السابق، وهذا خطأ فمن مصلحة النادي الأول للاعب أن يلعب لاعبه المعار أكبر قدر من المباريات، وفي النهاية المستفيد من العدد الكبير لمشاركات اللاعب هو النادي واللاعب نفسه، ولهذا يجب أن ننهي الجدل الخاص بهذه الجزئية، وأن تكون هناك كلمة لاتحاد الكرة بالتعميم على الأندية بعدم حرمان المعارين من اللعب ضدها؛ لأن كرتنا بحاجة إلى أن نتيح الفرصة الكافية للمشاركة لأي لاعب، خاصة أن الموسم الماضي شهد جدلاً كبيراً حول مشاركة اللاعب المعار من عدمها».
6 ملايين درهم سنوياً
يقول عمار الدوخي: بحسبة بسيطة، لو افترضنا جدلاً أن متوسط عقد اللاعب حوالي 100 ألف درهم شهرياً، فإن ذلك يعني أن اللاعب يتقاضى سنوياً مليوناً و200 ألف درهم، وهو رقم لا يعد ضخماً، حيث أصبح من المعلوم أن رواتب اللاعبين أصبحت كبيرة، لكننا سنفترض ذلك قياساً إلا أن اللاعب الذي لا يشارك في المباريات عادة ما يكون عقده أقل من نظرائه الأساسيين، ويعني ذلك أن تخفيض القائمة من 30 إلى 25 لاعباً وفر على النادي 6 ملايين درهم سنوياً، وهو رقم بلا شك يمثل مكسباً يمكن استثماره في دعم الفريق بشكل أفضل.