أكد مسؤول أفغاني، أمس الجمعة، أن سلطات بلاده أنهت البحث عن ناجين بعد الزلزال المدمر الذي أوقع آلاف الضحايا والمشردين، ودعا إلى إرسال معدات طبية للناجين، لافتاً إلى أن أفغانستان ليس لديها إمدادات طبية كافية لمعالجة هؤلاء المصابين، في وقت وقعت هزات أرضية جديدة قرب المناطق التي وقع فيها زلزال الأربعاء وأودت بحياة خمسة آخرين.
وأنهت السلطات في وقت سابق عمليات البحث عن ناجين في المناطق الجبلية النائية جنوب شرقي البلاد. وقالت هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية إن الهزة الارتدادية، التي وقعت أمس الجمعة في المكان نفسه تقريباً، كانت بقوة 4.3 درجة. وقال مسؤول بوزارة الصحة إن الهزات أسفرت عن مقتل خمسة أشخاص من دون ذكر حجم الأضرار والإصابات الجديدة.
وقال محمد نسيم حقاني المتحدث باسم وزارة الكوارث، إن نحو ألفي شخص أصيبوا ودمر عشرة آلاف منزل جزئياً أو كلياً في الزلزال. وأضاف «لا تملك وزارة الصحة أدوية كافية، نحن بحاجة إلى مساعدات طبية وغيرها من الضروريات، لأن الكارثة كبيرة». وكان مركز الزلزال في منطقة جبلية قاحلة تنتشر بها تجمعات سكنية صغيرة كثيراً ما شهدت اشتباكات خلال الحروب في أفغانستان على مدى عقود. وعرقل سوء الاتصالات وعدم توافر الطرق الملائمة، جهود الإغاثة في بلد يواجه بالفعل أزمة إنسانية تفاقمت منذ استيلاء حركة طالبان على السلطة في أغسطس/آب الماضي. وقال صيت الله غورزيوال وهو من سكان بيرمال الواقعة في إقليم بكتيكا الأكثر تضرّراً، «ليس لدينا بطانيات ولا خيم ولا ملاجئ… نحن بحاجة إلى طعام ومياه. شبكة توزيع المياه بأكملها دُمّرت. كلّ شي منهار، المنازل مدمّرة. الناس لا يمكنهم سحب موتاهم (من تحت الأنقاض) ودفنهم».
وأعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إرسال أطنان من الإمدادات وعاملين ذوي خبرة لدعم جهود الإغاثة. وقالت المتحدثة باسم المفوضية شابيا مانتو، أمس الجمعة: «أربعة عقود من الصراع وعدم الاستقرار في أفغانستان تركت الملايين على شفا الجوع والمجاعة»، فيما حذرت منظمة الصحة العالمية التابعة للأمم المتحدة، من أن الكارثة قد تؤدي إلى تفاقم تفشي مرض الكوليرا المنتشر بالفعل في أنحاء أفغانستان.
وأفاد ممثل المنظمة في أفغانستان الطبيب دابينج لو بأن حوالي 500 ألف شخص كانوا يعانون بالفعل أعراض الكوليرا في مايو/ أيار.
وقبل الهزات الأرضية التي وقعت، أمس الجمعة، ذكر حقاني أن البحث عن ناجين توقف، وذلك بعد نحو 48 ساعة من وقوع الكارثة. وتابع «انتهت عمليات البحث (عن ناجين)» دون أن يوضح سبب ذلك. وفي أماكن أخرى، تم انتشال ناجين من تحت الأنقاض بعد مرور فترات أطول بكثير.
(وكالات)