أعلن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي «ناتو» ينس ستولتنبرغ، في بروكسل أمس الاثنين، اعتزام الحلف زيادة عدد قوات الرد السريع من 40 ألفاً إلى 300 ألف جندي، ما يقرب من سبعة أضعاف، فيما أجرى محادثات مع رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، حول حلول لرفع الفيتو التركي عن عضوية بلادها، قبل اجتماع اليوم في مدريد مع الرئيس رجب طيب أردوغان.
وقال ستولتنبرغ، إن دول «الناتو» ستزيد عديد القوات عالية التأهّب إلى «أكثر بكثير من 300 ألف» جندي، في وقت تعزز دفاعاتها على خلفية العملية الروسية في أوكرانيا. وأضاف: «أظن أن الحلفاء سيعلنون بوضوح أنهم يعتبرون روسيا التهديد الأكثر أهمية والأكثر مباشرة لأمننا».
وأضاف: «هذه القمة ستكون نقطة تحوّل وسيتم اتخاذ عدة قرارات مهمّة فيها»، مؤكداً: «سنعزّز مجموعاتنا القتالية في الجزء الشرقي من التحالف إلى مستويات ألوية». وفيما تمّ إنشاء ثماني مجموعات قتالية مقرّها ليتوانيا وإستونيا ولاتفيا وبولندا ورومانيا والمجر وسلوفاكيا وبلغاريا، أوضح ستولتنبرغ أنّه سيتمّ تعزيزها بوحدات «محدّدة سلفاً» في دول الحلف الأخرى، والتي سيتم استدعاؤها للتدخّل في هذه البلدان حيث سيجري وضع الأسلحة الثقيلة مسبقاً.
وأضاف أنّ الحلف سيعمل أيضاً على «إحداث تحويل في قوة الاستجابة» التي يبلغ قوامها 40 ألف جندي، وزيادة عدد قواته عالية التأهب إلى «أكثر بكثير» من 300 ألف جندي. وأكد أنّ «هذه الإجراءات مجتمعة تشكل أكبر إصلاح لدفاعنا الجماعي ووجودنا منذ الحرب الباردة. وللقيام بذلك، يجب أن نستثمر أكثر».
من جانب آخر، لم يحسم ستولتنبرغ بإمكانية التوصل إلى اتفاق مع تركيا بشأن سماحها بانضمام فنلندا والسويد إلى الحلف. وقال، في مؤتمر صحفي مع رئيسة الوزراء السويدية ماغدالينا أندرسون، إنه «ما زال من السابق لأوانه القول ما إذا كنا سنحقق تقدماً حتى موعد قمة مدريد». واستقبلت أندرسون في مقر الحلف في بروكسل؛ حيث تم عقد اجتماع رفيع المستوى مع ممثلين من تركيا والسويد وفنلندا.
وحذر أمين عام الحلف من أنه «عندما تشارك عدة بلدان في العملية، لا يمكن لأي منها أن تعد باسم الآخرين إذا ما سيتم التوصل إلى اتفاق ومتى». وقال: «الشيء الوحيد الذي يمكنني أن أعد به هو أننا نعمل بجد وبنشاط لإيجاد حل في أسرع وقت ممكن». وأضاف، «لن أقطع أي وعود أو أتكهن بمهل محددة». ويلتقي الرئيس التركي رجب طيب أردوغان نظيره الفنلندي سولي نينيستو ورئيسة الوزراء السويدية في مدريد، اليوم الثلاثاء، مع بدء قمة الحلف الأطلسي، التي تعقد في العاصمة الإسبانية بحضور ستولتنبرغ، لكن الرئاسة التركية حذرت من الإفراط في التفاؤل.(وكالات)