قضت محكمة فرنسية، أمس الأربعاء، بالسجن مدى الحياة دون أي إمكانية للإفراج المشروط، على صلاح عبدالسلام العقل المدبر لاعتداءات باريس 2015 بعد أن أدانته بتهمتي الإرهاب والقتل في أسوأ هجمات شهدتها فرنسا.
ويُعتقد أن عبدالسلام هو العضو الوحيد الباقي على قيد الحياة في المجموعة التي نفذت أعنف هجوم شهدته فرنسا في وقت السلم.
ونفذت هجمات باريس، التي وقعت يوم 13 نوفمبر 2015، بالأسلحة والقنابل.
والسجن المؤبد هو أشد عقوبة صرامة في فرنسا التي ألغت عقوبة الإعدام عام 1981. وهذا يعني أن عبدالسلام، البالغ من العمر 32 عاماً، سيقضي بقية حياته في السجن.
وحكمت المحكمة على باقي المتهمين بالسجن من سنتين إلى مدى الحياة.
واستغرقت المحاكمة، التي جرت في قاعة محكمة مصممة خصيصاً في قصر العدل التاريخي في العاصمة الفرنسية باريس، تسعة أشهر، وشارك فيها أكثر من ألفي مدع وأكثر من 300 محام.
وأعلن تنظيم داعش الإرهابي مسؤوليته عن الهجمات التي قُتل فيها 130 شخصاً وجُرح المئات.
ويحاكم في هذه القضية 14 شخصاً حضورياً، علماً بأن ستة آخرين، بينهم خمسة من كبار المسؤولين في تنظيم داعش المتشدد، يُفترض أنهم لقوا حتفهم، يحاكمون غيابياً.
كما قضت المحكمة على المتهمين العشرين الذين يحاكمون منذ سبتمبر/ أيلول في القضية نفسها بعقوبات بالسجن لفترات تتراوح من سنتين إلى مدى الحياة. وحكم خصوصاً على محمد عبريني الذي كان «يتوقع» أن يشارك في الهجمات لكنه تراجع عن ذلك، بالسجن المؤبد على ألا تقل المدة عن 22 عاماً. وجرت محاكمة ستة من المتهمين غيابياً.
وبعد محاكمة اتسمت بالروايات المرعبة لنحو 400 من الناجين أو أقرباء الضحايا، بينهم نحو 2600 طرف مدني، طلب الادعاء أحكاماً بالسجن للمتهمين العشرين لفترات تراوح بين 5 سنوات والسجن مدى الحياة، لاسيما بالنسبة ل«المتواطئين» في الهجمات، وجميعهم أعضاء الخلية المتطرفة نفسها التي كان بإمكان عناصر وحداتها «الحلول مكان بعضهم بعضاً»، بحسب المدعين العامين.
وطلب الادعاء أيضاً الحكم بعقوبة السجن مدى الحياة من دون إمكان إفراج مشروط لأسامة عطار، المسؤول الإرهابي الكبير، في تنظيم «داعش» الذي يعتقد أنه مدبّر الهجمات، وقتل على الأرجح في سوريا. (وكالات)