بدأ آلاف الحجيج في الوصول إلى مدينة مكة المكرمة، أمس الجمعة، من بين ما يقارب المليون يتوقع أن يؤدوا مناسك الحج هذا العام، فيما دعا المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام، إلى استثمار وقتهم في أيام الحج المعدودة في الإكثار من الدعاء والتقرب إلى الله.
وأدى المئات الطواف حول الكعبة المشرفة، مرتدين ملابس الإحرام، فيما يمسك بعضهم مظلات تقيهم حرارة الشمس.
كما أدى ضيوف الرحمن أمس بالمسجد الحرام صلاة أول جمعة من شهر ذي الحجة في أجواء روحانية مطمئنة.
وجندّت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي 400 موظف لاستقبال قاصدي بيت الله الحرام، وتوجيههم إلى صحن المطاف والمصليات المخصصة، وتنظيم الدخول والخروج من المسجد الحرام وإليه، وتحديد مسارات ذوي الاحتياجات الخاصة.
وقال أحمد محمود، وهو أحد الحجاج المصريين:«الحمد لله.. من المستحيل أن أصف شعوري الآن. وجودي في الحرم وفي أرض الحرمين يسعدني جداً».
وفي المدينة المنورة أدى جموع المصلين في المسجد النبوي الشريف أمس، صلاة آخر جمعة قبل الحج، وسط أجواء إيمانية، وخدمات متكاملة هيأتها مختلف الجهات المعنية بخدمة ضيوف الرحمن في المدينة المنورة.
ودعا المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء الرئيس العام للبحوث العلمية والإفتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ، ضيوف الرحمن حجاج بيت الله الحرام، إلى استثمار وقتهم في أيام الحج المعدودة في الإكثار من الدعاء والتقرب إلى الله جل جلاله الذي قال في كتابه الكريم «ليَشْهَدُوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات»، وطالبهم باستحضار النية والإخلاص ومجاهدة النفس.
وحث في كلمة له، ضيوف الرحمن على استشعار عظمة العبادة، فالحج شعيرة من شعائر الإسلام العظمى، وأن يكون كل ما يقومون به من مناسك وأعمال في المشاعر المقدسة، ابتغاء لوجه الله سبحانه وتعالى واتباعاً لسنّة نبيه صلى الله عليه وسلم، مشيراً إلى أن هذه الأيام هي أيام غفران ورحمة، ويجب ألا تضيع سدى.
وحذر المفتي من الوقوع فيما يفسد الحج، من اللغو والرفث والمعاصي والمنكرات من الأقوال والأفعال، كما طالب كل الحجاج بضرورة الالتزام بالضوابط والإجراءات التي وضعتها سلطات الحج للتيسير على ضيوف الرحمن وتسهيل أداء المناسك في أمن وسلامة، وعلى رأسها الالتزام بالإجراءات الصحية وبالمواعيد المخصصة للتحركات والتفويج والوسائل المرتبطة بذلك تحقيقاً لمصالح الحجاج، مشدداً على أن طاعة ولي الأمر بالتقيد بعدم الحج إلا بتصريح رسمي هي طاعة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم.
وأضاف أنه لا يجوز شرعاً لأي حاج أن يضر نفسه أو يسعى لإيصال الضرر إلى الآخرين، محذراً من استغلال المناسك في إحداث الفوضى أو إيذاء الحجاج أو تعمد التدافع، أو رفع الشعارات السياسية والحزبية والنعرات القومية والتعصبات المذهبية، مؤكداً أن كل هذه الأمور مخالفة لمقاصد شعيرة الحج وغايتها الأساسية، التي أمرنا الله فيها بالخضوع والتذلل له جل جلاله.
واختتم كلمته داعياً الله تعالى بأن يحفظ بلاد الحرمين الشريفين وأن يعينها على تيسير الحج لضيوف الرحمن من حجاج بيت الله الحرام، وأن يوفق الحجيج في أداء المناسك على أحسن وجه، وأن ييسر لهم تلبية الشعيرة، ويتقبل منهم السعي والطواف ويهديهم إلى طاعته «قل بفضل الله وَبِرَحْمَتِهِ فبذلك فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مما يَجْمَعُونَ».
وسمحت السعودية هذا العام بدخول حجاج من خارج أراضيها، بعد عامين لم يحضر الحج فيهما سوى بضعة آلاف من السعوديين والمقيمين، بسبب تفشي فيروس كورونا والفوضى التي أحدثها في العالم، وفرضه قيوداً على السفر.
لكن السلطات قالت إن مليون شخص فقط، يمكنهم أداء الحج هذا العام، وهو أقل من نصف الأعداد قبل الجائحة.(وكالات)