كييف – أ ف بتواصلت المعارك في أوكرانيا، لا سيما حول مدينة ليسيتشانسك الاستراتيجية في شرق البلاد وفي الجنوب، حيث أدى قصف صاروخي على مبانٍ إلى مقتل 21 شخصاً على الأقل بالقرب من أوديسا، بحسب كييف.ويستمر القتال حول ليسيتشانسك آخر مدينة رئيسية لم تسيطر عليها روسيا بعد في منطقة لوغانسك إحدى مقاطعتين في حوض دونباس الصناعي تسعى موسكو للسيطرة عليهما بالكامل.وكتبت وزارة الدفاع الروسية، في بيان الجمعة، أن «القوات (الروسية) وصلت إلى بوابات ليسيتشانسك، والجيش الأوكراني يتكبد خسائر فادحة».وأكد سيرغي غايداي حاكم منطقة لوغانسك، أن الروس «يحاولون تطويق جيشنا من الجنوب والغرب» بالقرب من هذه المدينة.من جهته، اعترف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن الوضع ما زال «صعباً جداً» في ليسيتشانسك.وذكرت وزارة الدفاع البريطانية أن القوات الروسية «تؤكد أنها استولت على قرية بريفيليا» الواقعة شمال غرب هذه المدينة. وأضافت أن «القتال العنيف مستمر للاستيلاء على المرتفعات المحيطة بمصفاة النفط على الأرجح».وهذه القراءة للوضع كررها المعهد الأمريكي لدراسة الحرب (آي اس دبليو) ومقره في واشنطن. وقال المعهد، إن «القوات الروسية تحاول على الأرجح عبور الركن الشمالي الشرقي من المصفاة للتقدم باتجاه ليسيتشانسك».ورأت هيئة أركان الجيوش الفرنسية أنه حتى إذا «مارست القوات الروسية ضغوطاً شديدة على ليسيتشانسك»، فإنها لا تهدد «في هذه المرحلة التماسك العام للنظام الدفاعي الأوكراني في دونباس». لكنها تحدثت أيضاً عن «تعزيز للقدرات المدرعة الروسية وتكثيف للدعم الجوي، وضربات على الصفوف الخلفية للقوات الأوكرانية».وأشار المعهد الأمريكي نفسه إلى جهود بذلها الجيش الروسي لاستعادة السيطرة على بلدات في شمال مدينة خاركيف (شمال شرق) التي أعلن حاكمها أوليغ سينيغوبوف سقوط أربعة قتلى وثلاثة جرحى خلال الساعات الـ24 الأخيرة في المنطقة (ثلاثة قتلى وجريحان في إيزيوم، وقتيل واحد وجريح في شوهيف).—————————لا هدف عسكرياً————————–أما منطقة خيرسون التي تسيطر عليها روسيا وحلفاؤها الانفصاليون، فهي لا تزال، حسب المصدر نفسه «موضع نزاع عسكري وسياسي، وتواصل القوات المسلحة الأوكرانية استهداف المواقع العسكرية الروسية».وأكد الجيش الأوكراني أنه ضرب «حشداً لقوات العدو والمعدات العسكرية» بالقرب من بلدة بيلوزيركا، وأعلن سقوط «35 قتيلاً» بين الجنود الروس وتدمير دروع.من جهة أخرى، قال حاكم منطقة أوديسا ماكسيم مارتشنكو على تطبيق تيليجرام، إن «العدو أطلق ثلاثة صواريخ على قرية سيرغييفكا في إقليم بيلغورود دنيستروفسكي». وأضاف: «دُمّر مبنى واحد وكذلك مجمع سياحي».وأوضح مارتشنكو أن «21 شخصاً قتلوا بينهم طفل في الثانية عشرة من العمر، و38 آخرين يعالجون في المستشفى بينهم خمسة أطفال اثنان منهم في حالة خطِرة».وأكد حاكم أوديسا أنه «لم يكن هناك أي هدف عسكري» في المكان الذي تعرض للقصف، وهو ما تنفيه روسيا التي تؤكد على الدوام أنها «لا تستهدف أي مدنيين».وكانت قيادة المنطقة الجنوبية في الجيش الأوكراني ذكرت أن طائرات توبوليف من طراز تو-22، وهي قاذفات استراتيجية تعود لحقبة الحرب الباردة ومصمّمة لحمل شحنات نووية، أطلقت من البحر الأسود صواريخ «كيه اتش 22» استهدفت مباني مدنية في مدينة ساحلية صغيرة في أوديسا.وقال زيلينسكي خلال استقباله رئيس الوزراء النرويجي يوناس غار ستور: «إنها ضربة روسية متعمدة، وليست مجرد أخطاء أو ضربة عرضية».من جهته، كتب وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا في تغريدة: «ندعو شركاءنا إلى إمداد أوكرانيا بمنظومات دفاعية مضادة للصواريخ بأسرع وقت ممكن». وأضاف: «ساعدونا في إنقاذ أرواح».وفي برلين، دانت الحكومة الألمانية الهجوم. وقال المتحدث باسمها شتيفن هيبشترايت، إن «الجانب الروسي الذي يتحدث مرة جديدة عن أضرار جانبية، يقبل عمداً موت المدنيين» داعياً «الشعب الروسي إلى مواجهة هذه الحقيقة في النهاية».لكن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أكد رداً على سؤال عن الضربات أن «القوات المسلّحة الروسية لا تستهدف منشآت مدنية» في أوكرانيا.————————-مساهمة أمريكية جديدة————————–جاءت هذه الضربات الجديدة غداة انتهاء قمة في مدريد لحلف شمال الأطلسي (ناتو) أكدت خلالها الدول الأعضاء، وعلى رأسها الولايات المتحدة، دعمها الثابت لأوكرانيا في مواجهة روسيا وأعلنت عن مساعدات عسكرية جديدة.وقدمت وزارة الدفاع الأمريكية، الجمعة، مساهمة جديدة بقيمة 820 مليون دولار تشمل صواريخ وقذائف ومعدات متطورة للدفاع الجوي (ناسامز) ستساعد في مكافحة الطيران الروسي، بما في ذلك طائرات مسيرة وصواريخ كروز.وأعلنت النرويج بدورها عن مساعدة قدرها عشرة مليارات كرونة (نحو مليار يورو).وكان الروس أعلنوا الخميس انسحابهم من جزيرة الثعبان في البحر الأسود، ما اعتبره الأوكرانيون انتصاراً لهم. وتقع هذه الجزيرة جنوب غرب أوديسا وقبالة مصب نهر الدانوب.وتقع بلدة سيرغييفكا الساحلية التي قصفها الروس الجمعة على بعد حوالي ثمانين كيلومتراً جنوب غرب أوديسا، في أقرب جزء من الساحل الأوكراني إلى هذه الجزيرة الأساسية للتحكم في حركة المرور البحرية، ولا سيما لتصدير ملايين الأطنان من الحبوب التي تظل عالقة في الصوامع الأوكرانية.وفي آخر حلقة في حرب الحبوب هذه، طلبت أوكرانيا من تركيا اعتراض سفينة شحن روسية طولها 140 متراً من ميناء بيرديانسك، تشتبه في نقلها آلاف الأطنان من الحبوب من جانب روسيا.وأكد الجيش الأوكراني داعماً روايته بتسجيلات فيديو في المساء، أن الجيش الروسي «قصف جزيرة الثعبان مرتين حوالي الساعة 18:00 بقنابل فوسفورية»، على الرغم من أنه أكد الخميس أن انسحابه تعبير عن «حسن نية»، وليس تحت وطأة القصف المدفعي الأوكراني.
أخبار شائعة
- الكويت.. التضخم السنوي يرتفع خلال نوفمبر الماضي
- بكين: واشنطن "تلعب بالنار" بدعمها تايوان
- كيف غيّر الذكاء الاصطناعي عالم الموضة والجمال في 2024؟
- سلوك نادر لرئيس أميركي.. ترامب قد يطلب تسليم قناة بنما
- بعد هجوم قازان.. زاخاروفا تتحدث عن "أسامة بن زيلينسكي"
- أفراد الجيش السوري السابق يسلمون أسلحتهم لهيئة تحرير الشام
- أوكرانيا تواصل هجمات المسيرات على مقاطعات روسية
- الجيش الأميركي يعلن عن سقوط طيارين فوق البحر الأحمر