عاد الهدوء الحذر، أمس السبت، إلى مختلف المدن الليبية بعد تظاهرات ليلية خرجت في غرب وشرق وجنوب البلاد تطالب بإنهاء استمرار الأجسام السياسية الموجودة في البلاد وخروج المرتزقة، كما ترفض استمرار تدهور الأوضاع السياسية والأمنية والاقتصادية، فيما طالبت البعثة الأممية في ليبيا بأهمية ضبط النفس،وأكد المجلس الرئاسي متابعته للأحداث الأخيرة،وأنه في حالة انعقاد دائم، في حين اعتبر سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه ساباديل التظاهرات بأنها تأكيد على رغبة الناس في التغيير من خلال الانتخابات، داعياً إلى الاستماع إلى أصواتهم.
وقالت الممثلة الأممية في ليبيا، ستيفاني وليامز، في تغريدة على «تويتر»: «ينبغي احترام وحماية حق الشعب في الاحتجاج السلمي، لكن أعمال الشغب والتخريب كاقتحام مقر البرلمان في وقت متأخر يوم أمس الأول في طبرق غير مقبولة على الإطلاق. من الضروري للغاية الحفاظ على الهدوء وتعامل القيادة الليبية بمسؤولية تجاه الاحتجاجات وممارسة الجميع لضبط النفس».
بدوره، أصدر المجلس الرئاسي بياناً، أمس السبت، أكد فيه متابعته للأحداث الأخيرة على كامل التراب الليبي، وأن المجلس في حالة انعقاد مستمر ودائم حتى تتحقق إرادة الليبيين في التغيير وإنتاجِ سلطة منتخبة.
وأكد المجلس أنه لن يخيّب آمال وإرادةَ الشعب في العيش في دولة تنعم بالأمن والاستقرار الدائم.
التأكيد على حق التظاهر السلمي
من جانبه، أكد مجلس النواب حق المواطنين في التظاهر السلمي والتعبير عن رأيهم .
وأوضح في بيان أن رئاسة المجلس تقدر حجم المعاناة التي يعيشها المواطن في حياته اليومية وحقه المشروع في المطالبة بإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
وأضاف أنه في الوقت الذي تؤكد فيه رئاسة البرلمان حق المواطنين في التظاهر السلمي.. فإنها تدين بشدة قيام البعض بأعمالِ التخريب وحرقِ مقار الدولة والعبثِ بمقدرات الشعب ، وذلك باعتبارها جرائم يعاقب عليها القانون.
الدبيبة مع رحيل جميع المؤسسات
من جهته، أعرب رئيس حكومة الوحدة المنتهية ولايتها عبدالحميد الدبيبة عن دعمه للمتظاهرين وموافقته على رحيل جميع المؤسسات بما في ذلك الحكومة.
وخلص إلى القول إن الانتخابات هي الحل الوحيد لإنهاء الأزمة في ليبيا. في الأثناء، أكد رئيس الحكومة الليبية فتحي باشاغا أن رئيس حكومة الوحدة المنتهية الولاية عبدالحميد الدبيبة وآخرين يتصرفون لمصلحتهم الشخصية وهم سبب إعلان المؤسسة الوطنية للنفط للقوة القاهرة.
التغيير من خلال الانتخابات
إلى ذلك، قال سفير الاتحاد الأوروبي لدى ليبيا خوسيه ساباديل في تغريدة «نحن نتابع عن كتب الأحداث في جميع أنحاء ليبيا، والتي تؤكد أن الناس يريدون التغيير من خلال الانتخابات، ويجب أن تسمع أصواتهم».
ولفت إلى ضرورة أن تتم الاحتجاجات بشكل سلمي،داعياً إلى ضبط النفس، وخاصة في ضوء الوضع الهش.
وشهدت مدن ليبية عدة، مساء أمس الأول الجمعة، احتجاجات غاضبة عبرت عن رفضها للمرتزقة والفصائل المسلحة وتناحر السياسيين والوضع المعيشي القائم.
وفيما اقتحم محتجون مبنى البرلمان في طبرق ، نظم آخرون غرب البلاد أكبر تظاهرة منذ سنوات في طرابلس.
كما اندلعت احتجاجات أخرى في كلٍ من بنغازي والبيضاء ومصراتة، وتواصلت ليلاً في أجدابيا ومسلاتة وبدر وسلوق.
وطالب المتظاهرون بسقوط كل الحكومات والكيانات السياسية بسبب تدني مستويات معيشتهم، واتهموا المسؤولين بالخيانة وسرقة المال العام، ودعوا إلى إجراء الانتخابات.(وكالات)