رويترز، ا ف ب
اعترف الرئيس فولوديمير زيلينسكي، الأحد، بانسحاب القوات الأوكرانية من ليسيتشانسك في دونباس، لكنه تعهد باستعادة السيطرة على المنطقة بفضل خطط الجيش، والحصول على أسلحة جديدة، في وقت أكد المستشار الألماني أولاف شولتس، أن بلاده قدمت الكثير لمساعدة كييف عسكرياً.
وعقب ساعات من نفيه نبأ سقوط المدينة، أقر زيلينسكي بالهزيمة، وقال في خطابه الليلي: «إذا قام قادة جيشنا بسحب الجنود من نقاط معينة في الجبهة؛ حيث يتمتع العدو بأكبر ميزة فيما يتعلق بقوة النيران، وهو ما ينطبق أيضاً على ليسيتشانسك، فهذا يعني شيئاً واحداً فقط. وهو أننا سنعود، بفضل تكتيكاتنا وبفضل زيادة الإمدادات من الأسلحة الحديثة».
وجاء الاعتراف عقب ساعات من تصريح لزيلينسكي قال فيه، إنه من المستحيل القول إن ليسيتشانسك تحت السيطرة الروسية، مؤكداً استمرار القتال في ضواحي هذه المدينة.
وأوضح خلال مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيزي: «لا يمكننا القول إن ليسيتشانسك تحت السيطرة الروسية، هناك قتال في ضواحي هذه المدينة المحاصرة منذ أسابيع».
وأضاف زيلينسكي: «هناك خطر احتلال كامل لمنطقة لوغانسك. هناك خطر ونحن نفهم ذلك»، معتبراً أن ليسيتشانسك تشكل الوضع الأكثر صعوبة والأكثر خطورة بالنسبة إلى أوكرانيا.
وتابع: «الأفضلية ليست لنا هناك، هذا صحيح. إنها نقطة ضعفنا، لكننا نتقدم في نقاط أخرى. لم تنته الحرب بعد وقسوتها تشتد في بعض الأماكن ولا يمكن أن ننساها».
وأكد زيلينسكي، أن إعادة إعمار أوكرانيا تحتاج إلى استثمارات ضخمة، مليارات وتكنولوجيا جديدة ومؤسسات جديدة وبالطبع، إصلاحات.
وجاء الانسحاب الأوكراني بعد أسابيع من القتال العنيف وكان بمثابة اختراق حاسم لروسيا؛ إذ تعد ليسيتشانسك آخر مدينة كبيرة تخضع لسيطرة الأوكرانيين في لوغانسك في حوض دونباس وتشكل السيطرة عليها مؤشراً إلى تقدّم روسي كبير في المنطقة.
من جهته، أكد المستشار الألماني أولاف شولتس في مقابلة بثتها شبكة «سي بي إس»، الأحد، أن ألمانيا واحدة من الدول التي تقوم بالكثير لمساعدة أوكرانيا عسكرياً، مدافعاً عن مهل ألمانيا لتسليم الأسلحة لكييف.
وعزا شولتس، هذه المهل الطويلة لتسليم الأسلحة الألمانية، مقارنة بسرعة واشنطن في إرسال الأسلحة، بضرورة تدريب جنود أوكرانيين على استخدامها في ألمانيا.
وأضاف: «وإذا أخذتم ذلك في الاعتبار ما نرسله بعد أسبوعين أو ثلاثة أو أربعة أسابيع من الآن، سترون أن ألمانيا هي واحدة من البلدان التي تبذل أكبر جهد من أجل أوكرانيا، لأن ما نرسله هو أحدث التقنيات».
وتابع: «يجب فهم الفرق مع بلد مثل الولايات المتحدة التي تنفق الكثير في موازنتها الدفاعية. يشكل ذلك استثماراً كبيراً ولديها مخزون ضخم من الأسلحة. قذائف الهاون التي تم تسليمها من قبل العديد من البلدان لأوكرانيا لم تكن الأحدث، لكنها كانت متوفرة في المخزون».