أعادت فكتوريا ميروشنيتشنكو، فتح متجر الألعاب الذي تمتلكه في مدينة كراماتورسك القريبة من خطوط الجبهة الأمامية في شرقي أوكرانيا، على الرغم من دوي القصف الذي يسمع يومياً على مسافة غير بعيدة. وتقول وهي تقف خلف طاولة البيع: «الوضع مخيف إلى حد ما، لكننا نعتاد على الأمر».
وتؤكد صاحبة المتجر الذي يبيع دمى ودراجات وغيرها من ألعاب الأطفال إن عملها توقف لنحو ثلاثة أشهر من دون أن تتلقى أي إعانة حكومية كافية.
وقد أغلق نشاطها التجاري والكثير من الأنشطة الأخرى في كراماتورسك،لكن في الأسابيع القليلة الماضية عاودت المتاجر فتح أبوابها وعاد الأهالي إلى المدينة الواقعة في إقليم دونباس بشرقي أوكرانيا.
وتضيف ميروشنيتشنكو: «في شارعي الذي يضم قرابة 300 منزل، غادر غالبية السكان. والآن عادوا جميعهم تقريباً».
ويعود نبض الحياة إلى كراماتورسك المدينة الكبيرة الواقعة في قلب ما تبقى من المناطق التي لا تزال تحت السيطرة الأوكرانية من إقليم دونباس.
وبحسب أوليغ ماليمونينكو الذي أعاد للتو فتح مطعمه، فإن لا خيار للناس سوى العودة لديارهم. وقال الرجل البالغ 54 عاماً: «في 99 في المئة من الحالات، يعودون لأنهم بحاجة إلى تناول الطعام الجيد وتسديد فواتيرهم».
أما بالنسبة لنتاليا كيريتشنكو، فإن الجنود يشكلون مصدراً ثميناً للدخل. وتقول الموظفة في متجر إن العسكريين يترددون باستمرار على المحل ويشترون معظم السلع وخصوصاً السكاكين والخناجر.
وعلى الرغم من تلقيها مساعدة حكومية خلال فترة إغلاق المتجر لثلاثة أشهر، لم يكن هذا الدعم كافياً لسد حاجاتها.
ودفعت صعوبة التنقل في كراماتورسك بفولوديمير بوزولوتين إلى إعادة فتح متجر للدراجات. وقال من الطابق السفلي لأحد المباني: «كثيرون سألوني على قناتي على يوتيوب متى سنعيد فتح المتجر. فالبعض خائفون من التنقل بالسيارة، فيما آخرون ليس لديهم الوقود أو لا يريدون التوقف في طوابير انتظار طويلة أمام المحطات».
وأضاف: «يأتون لشراء دراجة أو لتصليح دراجاتهم». ويقطع بوزولوتين يومياً أربعة كيلومترات على دراجة للتنقل بين عمله ومنزله.
لم يغادر بوزولوتين كراماتورسك أثناء الحرب، وقال إنه أصبح معتاداً على سماع دوي القصف الذي نجت منه المدينة حتى الآن.(أ.ف.ب)