أعربت الأمم المتحدة عن قلقها البالغ إزاء التظاهرات التي شهدتها مدن ليبية بما فيها طرابلس وطبرق وبنغازي، مطالبة الجميع بضبط النفس، فيما شدد31 حزباً ليبياً على ضرورة احترام إرادة الشعب وتنفيذ مطالبه بإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت، في حين تجددت الاحتجاجات الشعبية مساء أمس الأول السبت، في مناطق متفرقة من البلاد، وسط دعوات إلى اعتصامات في ميادين التظاهر الرئيسية بالمدن. ودعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، جميع الأطراف الفاعلة في ليبيا للنأي عن أي أفعال من شأنها أن تزعزع الاستقرار. وطالب بيان، صادر عن المتحدث الرسمي باسمه ستيفان دوجاريك أمس الأحد، القوات الأمنية بممارسة أقصى درجات ضبط النفس، مشدداً في الوقت نفسه على حق التظاهر السلمي.
وأكد أن وجود الأمم المتحدة والمستشارة الخاصة للأمين العام «ستيفاني وليامز» لتقديم المساعي الحميدة والوساطة بين الأطراف لإيجاد مخرج من الانسداد السياسي عبر تنظيم الانتخابات على إطار دستوري متين في أقرب فرصة ممكنة. وأشار البيان إلى أن اجتماعات القاهرة وجنيف الأخيرة برعاية الأمم المتحدة بشأن التوافق على إطار دستوري لتنظيم الانتخابات، أحرزت تقدماً ملحوظاً، يتعين البناء عليه.
مؤشر لعدم الرضا
من جانبه، أكد وزير خارجية مصر سامح شكرى أن الاضطرابات في ليبيا مؤشر لعدم رضا الشعب عن الانسداد الراهن. ودعا خلال مؤتمر صحفى مشترك مع نظيره النمساوي ألكسندر شالنبيرج الأطراف الليبية إلى تجاوز الخلافات للوصول إلى إجراء الانتخابات وبين أن هناك قطاعات عريضة ليبية غير راضية عن استمرار الأزمة الحالية.
وأشار شكري إلى أن بلاده تدفع دائماً لحل الأزمة بحل ليبى ليبى وشدد على رفضه للحلول العسكرية، وأن الحوار هو السبيل الوحيد لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في أقرب وقت بما يتوافق مع مصالح ليبيا وسيادتها.
31 حزباً تحذر
إلى ذلك،شدد 31 حزباً ليبياً على ضرورة احترام إرادة الشعب وتنفيذ مطالبه بإجراء الانتخابات رئاسية وبرلمانية في أسرع وقت، محذرة في بيان مشترك، من تجاهل الإرادة أو الاستهانة بها.
وكانت الاحتجاجات الشعبية قد تجددت مساء السبت، في مناطق متفرقة من ليبيا، ودعا «تيار بالتريس» الشبابي، المحرك الرئيسي للمظاهرات،إلى اعتصامات في ميادين التظاهر الرئيسية بمدن البلاد.
ونشرت مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو لمجموعة شباب اعتصموا أمام مقر المجلس الرئاسي في منطقة النوفليين بطرابلس وهم يحملون لافتات تطالبه بالرحيل أيضاً، مع كل الأجسام السياسية الحالية.
وجاء الرد الأمريكي على هذا الطرح على لسان السفير الأمريكي في ليبيا، ريتشارد نورلاند، في مكالمة لرئيس المجلس الرئاسي، محمد المنفي، قال فيها: «من الواضح أنه لا يوجد كيان سياسي واحد يتمتع بالسيطرة المشروعة في جميع أنحاء البلاد، وإن أي جهد لفرض حل أحادي الجانب سيؤدي إلى العنف».
وأضاف: «فقط الحوار والتسوية بين الفاعلين الرئيسيين هي التي تحدّد معالم الطريق للانتخابات والاستقرار السياسي في البلاد».
وعبرت واشنطن عن قلقها العميق بشأن الجمود السياسي والاقتصادي والمالي في ليبيا، والذي أدى إلى مشاهد الاضطرابات في الشارع.
وأبدى السفير ترحيب بلاده بدعوة المجلس الرئاسي إلى مثل هذه التسوية.
عقيلة يرفض مقترح نورلاند
وكان رئيس البرلمان، عقيلة صالح، أوضح أن الخلاف بشأن المسار الدستوري بين مجلسي النواب والأعلى للدولة يتعلق بترشح مزدوجي الجنسية والعسكريين.
وقال عقيلة «لن نمنع أي ليبي من المشاركة في الانتخابات»، وتابع: «لم أغير اتفاقي مع خالد المشري»، وأوضح: «أكثر من 20 شخصاً يحملون جنسية مزدوجة تقدموا لانتخابات الرئاسة».
واستكمل: «لا إقصاء لأحد، ويجب أن نسمح للجميع بالترشح، والليبيون سيقررون لمن سيصوتون»، وأكد رفضه «تدخل» السفير الأمريكي في الشأن الليبي، موضحاً أن مقترحه بشأن الانتخابات «دعوة لاستمرار الانقسام».
وأكد ضرورة عرض القاعدة الدستورية للانتخابات للاستفتاء الشعبي.(وكالات)