بعد موجة الاستقالات الجماعية التي ضربت حكومته فاقمها رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، بإقالة أحد وزرائه البارزين.
وقال كريس ماسون المحرر السياسي في هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون أقال الوزير البارز مايكل جوف وزير الدولة لشؤون الإسكان والمجتمعات.
وفيما يصر جونسون على الاستمرار في رئاسة الوزراء، رغم تمرد متزايد داخل حزب المحافظين ضد قيادته، انضمت وزيرة الداخلية بريتي باتيل، التي كانت من حلفائه إلى معسكر المطالبين له بترك منصبه.
لكن رئيس الوزراء يقول إن لديه “تفويضاً ضخماً” من انتخابات 2019 وإنه “سيستمر”، مشيرًا إلى أن ترك منصبه حاليا ستمثل خطوة “غير مسؤولة”.
وفي جلسة أسبوعية بالبرلمان للرد على الأسئلة، كافح بعض أعضاء حزبه لكتم ضحكاتهم عندما سخر آخرون من رئيس الوزراء، الذي تعرض لاحقا لانتقادات شديدة مما تسمى لجنة الاتصال، حيث استجوبه كبار السياسيين بشأن سلوكه السابق ودوافعه وبعض الفضائح التي شكلت جزءا كبيرًا من فترة ولايته.
محاولة.. ولكن
وفي وقت سابق، حاول إعادة تثبيت أركان سلطته من خلال تعيين ناظم الزهاوي، النجم الصاعد في حزب المحافظين الذي يُنسب إليه الفضل على نطاق واسع في نجاح عملية توزيع لقاحات كوفيد-19، وزيرا للمالية، لكن “بي.بي.سي” ذكرت أن مجموعة من وزراء الحكومة، ومن بينهم الزهاوي، سيدعونه إلى الاستقالة.
ولدى مثوله أمام لجنة الاتصال وأمام البرلمان، كان واضحا أمام جونسون مستوى الغضب في حزبه، وسأله أعضاء البرلمان عن حزب المحافظين مرارا عما إذا كان سيفعل الشيء الصحيح ويذهب إلى لجنة الاتصال.
وفي المقاعد الخلفية، وقف وزير الصحة السابق ساجد جاويد ليشرح بالتفصيل الفضائح والعثرات والأخطاء التي حدثت خلال ولاية جونسون حتى الآن.
وقال جاويد أمام برلمان صامت بينما كان جونسون يستمع بوجه لا تبدو عليه أي تعبيرات “في مرحلة ما علينا أن نقول كفى. أعتقد أن هذه النقطة قد حان أوانها الآن”.
يركل ويصيح
في ظهور لاحق أمام رؤساء لجان مختارة، سُئل رئيس الوزراء عن سياساته الدفاعية وموقفه من أوكرانيا وخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبدا أنه يستبعد الرغبة في الدعوة لانتخابات مبكرة.
وسُئل في وقت ما عما إذا كان يعاني من فقدان الذاكرة عندما عجز عن الإجابة على سؤال، في إشارة إلى المبرر الذي ساقه لتعيين شخص واجه اتهامات بسوء السلوك الجنسي.
وقال عضو برلماني من حزب المحافظين لرويترز طلب عدم نشر اسمه “أظن أننا سنضطر إلى جره وهو يركل ويصيح من داوننج ستريت. لكن لو كان علينا أن نفعلها بهذه الطريقة فسنفعلها”.
وسرعان ما أفسح الفوز الساحق للصحفي السابق ورئيس بلدية لندن، الذي أصبح وجه خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، في انتخابات 2019 الطريق لنهج قتالي وفوضوي في الحكم في كثير من الأحيان.
وغرقت قيادة جونسون في سلسلة من الفضائح خلال الأشهر القليلة الماضية، إذ فرضت عليه الشرطة غرامة لانتهاكه قوانين الإغلاق المتعلقة بكوفيد-19 ونُشر تقرير دامغ حول سلوك المسؤولين في مكتبه في داوننج ستريت الذين انتهكوا قواعد الإغلاق الخاصة بهم.
تحولات سياسية
كما أن هناك أيضا تحولات في السياسة، ودفاعا عن مشرع انتهك قواعد جماعات الضغط، وانتقادات بأنه لم يقم بما يكفي لمعالجة التضخم حيث يكافح العديد من البريطانيين للتعامل مع ارتفاع أسعار الوقود والغذاء.
وشهدت الفضيحة الأخيرة اعتذار جونسون عن تعيين مشرع في دور يتعلق بانضباط الحزب، حتى بعد اطلاعه على أن هذا السياسي كان محور شكاوى تتعلق بسوء السلوك الجنسي.
وتغيرت رواية داوننج ستريت عدة مرات حول ما كان يعرفه رئيس الوزراء عن السلوك السابق للسياسي، الذي أُجبر على الاستقالة، ومتى عرف ذلك. وألقى المتحدث باسمه باللوم على مشكلة في ذاكرة جونسون.