قبل نحو 62 عاماً وبالتحديد في 14 يوليو/تموز 1960 تعرض جد رئيس الوزراء الياباني الراحل شينزو آبي إلى محاولة اغتيال مع فارق جوهري هو أن الجد لم يفارق الحياة بعد طعنه عدة طعنات، بينما أودت الرصاصات القاتلة بحياة الحفيد أثناء إلقائه خطاباً خلال تجمع انتخابي في مدينة نارا غربي البلاد.الحفيد والجدكان جده نوبوسوكه كيشي يهم بمغادرة منزل رئيس الوزراء لاستضافة حفل في الحديقة عندما هاجمه رجل عاطل يدعى تايسوكي أراماكي، ويبلغ من العمر 65 عاماً، تبين أنه ينتمي إلى مجموع سياسية يمينية، وقام بطعنه ست مرات في الفخذ، ما أدى إلى نزيف غزير مع تهتك الشرايين الأساسية، الأمر الذي استدعى 30 غرزة لإغلاق جروحه. وسرعان ما تبين أن أراماكي، كان عضواً في مجموعة ضغط خارج البرلمان تابعة لزعيم الحزب الليبرالي الديمقراطي، بانبوكو أونو؛ حيث شعر العديد من السياسيين أن أونو كان يأمل علناً أن يخلف كيشي رئيساً للوزراء، وربما تم الطعن بأمر مباشر منه. ومع ذلك تكتم الجد كيشي على محاولة الاغتيال وظل يلتزم الصمت بشأن الهجوم في مذكراته، حتى أنه خصص له سطرين فقط، وقال إنه لا يعرف السبب.التاريخ يعيد نفسهاليوم، يبدو وكأن التاريخ يعيد نفسه؛ إذ تعرض الحفيد شينزو الذي تولى منصب رئيس الوزراء أطول فرة ممكنة في تاريخ البلاد، إلى رصاصات قاتلة أودت بحياته على يد شاب في الأربعينات من العمر وإن لم تعرف دوافعه بعد. لكن هذه الرصاصات أنهت رحلة رجل كان الأكثر تأثير في الحياة السياسية اليابانية. فقد تقلد شينزو آبي مقاليد الحكم وعمره 52 عاماً ليصبع أصغر رئيس وزراء سناً في تاريخ البلاد؛ حيث شغل المنصب في عام 2006 لمدة عام، ثم من 2012 إلى 2020 عندما اضطر للاستقالة لأسباب صحية. حينذاك، كان يُنظر إليه على أنه رمز للتغيير والشباب، لكنه مثل أيضاً الجيل الثالث من سياسيين ينتمون إلى عائلة محافظة من النخبة. وعلى الرغم من أن بداية عهده كانت مضطربة، وشهدت الكثير من الفضائح والخلافات انتهت باستقالته فجأة، فإنه قال أولاً إنه يتنحى لأسباب سياسية، معترفاً في نفس الوقت بأنه يعاني مرضاً تم تشخيصه لاحقاً على أنه التهاب تقرحي في القولون. وبعد أشهر من العلاج عاد إلى السلطة، في عام 2012، لافتاً إلى أنه تغلب على المرض بمساعدة دواء جديد.الاقتصاد والإصلاحاتوخلال ولايته الثانية التي بات فيها رئيس الوزراء الذي بقي في المنصب أطول مدة في تاريخ اليابان، هيمنت عليها في الداخل استراتيجيته الاقتصادية التي أطلق عليها «آبينوميكس»، وتجمع بين زيادة الميزانيات والليونة النقدية والإصلاحات الهيكلية. وسعى أيضاً إلى زيادة معدل الولادات بجعل أماكن العمل أكثر مراعاة للآباء وخصوصاً للأمهات. وعمل على فرض ضريبة استهلاك مثيرة للجدل في 2019 تهدف إلى المساعدة على تمويل أماكن في دور الحضانة، للأطفال بعمر الثلاث سنوات وما دون، وكذلك للمساهمة في نظام الضمان الاجتماعي الذي تجاوز طاقته. لكن اقتصاد اليابان بدأ في التراجع حتى قبل أزمة فيروس كورونا التي قضت على المكاسب المتبقية. واعتبرت طريقة تعاطيه مع الأزمة بطيئة ومربكة، ما أدى إلى تراجع نسبة التأييد له إلى أدنى المستويات خلال فترة حكمه. وكان من المقرر أن يبقى في المنصب حتى سبتمبر/أيلول 2020، لكن يبدو أن مشاكله الصحية تمكنت منه مجدداً، وأعلن في 2020 استقالته بسبب المرض.السياسية الخارجيةعلى المسرح الدولي اتخذ موقفاً حازماً من كوريا الشمالية، لكنه سعى ليكون صانع سلام بين الولايات المتحدة وإيران. وجعل من أولوياته بناء علاقة شخصية وثيقة مع دونالد ترامب، سعياً للحفاظ على أهم تحالفات اليابان، على الرغم من شعار «أمريكا أولاً» الذي كان يرفعه الرئيس الأمريكي السابق، وحاول إصلاح العلاقات مع روسيا والصين. لكن هنا أيضاً لا يخلو الأمر من تضارب. فقد بقي ترامب مصمماً على إجبار اليابان على دفع مبلغ أكبر للقوات الأمريكية المنتشرة على أراضيها. وأخفقت طوكيو في تحقيق تقدم في حل قضية الجزر الشمالية المتنازع عليها مع روسيا، فيما فشلت خطة لدعوة الرئيس الصيني شي جين بيغ لزيارة رسمية، وسط تصاعد مشاعر الاستياء الداخلي تجاه بكين. وخلال ولايته تصدى لفضائح سياسة من بينها اتهامات بالمحسوبية، أدت إلى تراجع نسبة التأييد له، لكن لم تتمكن من المسّ بسلطته، لأسباب منها ضعف المعارضة السياسية في اليابان. كما تمسك بنهج متشدد تجاه كوريا الجنوبية بشأن خلافات مستمرة من فترة الحرب، وواصل الدفع بخطط لتعديل الدستور السلمي لليابان.
أخبار شائعة
- ترامب يعين المنتج "المبتدئ" مبعوثا خاصا إلى بريطانيا
- تنكيس الأعلام في ألمانيا حدادا على ضحايا هجوم "عيد الميلاد"
- قصف إسرئيلي "غير مسبوق" على مستشفى كمال عدوان في غزة
- تعادل مثير بين قطر والإمارات في افتتاح مشوارهما بكأس الخليج 26
- الجيش الأميركي يقصف مواقع عسكرية في صنعاء
- زلزال عنيف يهز فاناتو بالمحيط الهادئ
- القادسية بطل كرة الماء الشاطئية المفتوحة
- فيديو.. لحظة اعتقال منفد هجوم "أعياد الميلاد" في ألمانيا