طوكيو – أ ف ب
صوت اليابانيون لصالح الائتلاف الحاكم، الأحد، في انتخابات مجلس الشيوخ، وفقاً لنتائج جزئية، في انتخابات طغى عليها اغتيال رئيس الوزراء السابق شينزو آبي، قبل يومين خلال تجمّع انتخابي في نارا بغرب البلاد.
ويتوقع فوز الائتلاف الحاكم المؤلّف من الحزب الليبرالي الديمقراطي الذي ينتمي إليه آبي، وحليفه «كوميتو»، وفقاً لتوقعات قناة «إن إتش كاي» العامة، بنحو 83 مقعداً من أصل 125 التي تم التصويت لتجديدها الأحد، في انتخابات تجري كل ثلاث سنوات، وتشمل نصف مقاعد مجلس الشيوخ ال248 بالإجمال.
وفي الساعة 18,00، أي قبل ساعتين من إغلاق صناديق الاقتراع، بلغت نسبة المشاركة 27.38 في المئة، وهي نسبة أعلى بشكل طفيف من انتخابات مجلس الشيوخ السابقة. وندّد رئيس الوزراء الياباني الحالي فوميو كيشيدا، بالهجوم «الهمجي» على آبي، مشدّدًا على أهمّية «الدّفاع عن الانتخابات الحرّة والنزيهة التي تشكّل أساس الديمقراطيّة». وأكد: «لن نستسلم للعنف أبداً».
وكان لاغتيال آبي، أحد أشهر سياسيّي الأرخبيل والذي حكم البلاد أكثر من ثماني سنوات، وقع الصدمة في اليابان وخارجها وتواردت رسائل التعازي من أنحاء العالم، بما في ذلك من الصين وكوريا الجنوبيّة اللتين يخيم التوتر في كثير من الأحيان على علاقاتهما باليابان.
مجموعة دينيّة
ويعتزم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن الذي يزور حاليا آسيا، التوقف في طوكيو لتقديم التعازي.
وأعلن مكتب آبي، أن مراسم تأبين ستقام الاثنين، وستجري الجنازة الثلاثاء بحضور أسرته وأقاربه فقط، وذلك في معبد زوجوجي في طوكيو. وأقرّ منفّذ الهجوم، بأنّه استهدف آبي عمدًا، موضحاً للشرطة أنّه كان ناقماً على منظّمة اعتقد أنّ آبي على ارتباط بها. وذكرت سائل إعلام أنّ الأمر يتعلّق بمجموعة دينيّة.
وأوردت وسائل إعلام، أنّ منفّذ الهجوم البالغ 41 عاماً، ويُدعى تيتسويا ياماغامي هو عنصر سابق في سلاح البحريّة الياباني، وقال لقوات الأمن إنه استخدم سلاحاً يدويّ الصنع. وقال القاتل للمحققين إنه توجه الخميس إلى أوكاياما بنية اغتيال آبي الذي كان يشارك في حدث هناك، لكنه عدل عن الخطة لأنه كان يفرض على المشاركين الإفصاح عن أسمائهم.
وبعد تعليقها فترةً وجيزة، بعد اغتيال آبي، استؤنفت الحملة الانتخابيّة، السبت، وسط إجراءات أمنيّة مشدّدة، في حين أقرّت الشرطة في منطقة نارا بوجود ثغرات أمنيّة «لا يمكن إنكارها» في تأمين آبي.
«رأسمالية جديدة»
وتُهيمن مخاوف على الانتخابات، وفي طليعتها ارتفاع الأسعار والمخاطر المتعلّقة بإمدادات الكهرباء في ظل موجة حرّ تطال اليابان منذ نهاية يونيو/ حزيران، مثيرة القلق من انقطاع الكهرباء. وقال شيغيرو كاتو (75 عاماً) لدى خروجه من مركز اقتراع في طوكيو، إن «الاقتصاد العالمي في ركود، واليابان أيضاً تواجه أزمة اقتصادية على أكثر من صعيد، فيما الأجور لا تزيد»، مضيفاً أن «اليابان ستغرق أكثر» في الأزمة إذا لم يتم اتخاذ أي تدابير.
وفي بلد غالباً ما يُنتقد لضعف التمثيل النسائي في مؤسساته، وفي قيادة شركاته، تميزت الانتخابات هذه السنة بنسبة قياسية من المشاركة النسائية بلغت 33% من المرشحين ال545.
وفي حال تحقيقه فوزاً كبيراً في انتخابات مجلس الشيوخ، سيتمكن رئيس الوزراء الحالي كيشيدا من تعزيز سلطته، بعدما دعا إلى سياسة اقتصادية تتضمن توزيعاً أكثر عدالة للثروات، أطلق عليها اسم «الرأسمالية الجديدة»، عند أبواب مرحلة من ثلاث سنوات لا تتضمن أي استحقاق انتخابي.
وحظي تعاونه الوثيق مع الغرب بهدف الضغط على روسيا بتأييد واسع في بلاده، كما حققت خطته لزيادة ميزانية الدفاع بشكل «كبير» تأييداً شعبياً، في وقت تؤكد الصين طموحاتها الجغرافية في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.