تونس – الخليج: –
بدأت تونس تحضيراتها اللوجيستية لاستقبال نحو مليون جزائري عبر الحدود البرية هذا الصيف، إثر قرار السلطات الجزائرية فتح الحدود، بعد فترة إغلاق استمرت أكثر من عامين، وكانت لها تداعيات على قطاع السياحة التونسي.
كان قرار فتح الحدود قد اتخذ خلال مراسم احتفال الجزائر قبل أسبوع بالذكرى الستين لاستقلالها، والتي حضرها الرئيس قيس سعيد. وجاء بعد فترة اتسمت بالبرود في العلاقات بين البلدين، على الرغم من الترحيب العلني بالتعاون بين البلدين.
وبينما تمسكت الجزائر بالأسباب المرتبطة بجائحة «كورونا» وراء غلق الحدود، فإن متابعين في تونس رجحوا أن تكون هناك دواعٍ أخرى ترتبط بالأمن وأنشطة التهريب تبرر القرار الجزائري.
وتعتمد تونس بشكل كبير على السياح الجزائريين في إنعاش هذا القطاع الحيوي، الذي يوفر قرابة مليون فرصة عمل بشكل مباشر وغير مباشر. ويتوافد أغلب السياح الجزائريين عبر الحدود البرية، وقد ناهز عددهم في 2019 قبل تفشي وباء «كورونا» قرابة ثلاثة ملايين، أي حوالي ثلث السياح الذين استقبلتهم تونس.
وشارك وزيرا الداخلية في البلدين، الاثنين، في عمليات تفقد المعابر والتحضير لإعادة فتح الحدود يوم 15 من الشهر الجاري، وسط ترقب كبير من المؤسسات السياحية في المدن التونسية.
وقال وزير الداخلية التونسي توفيق شرف الدين، إن السلطات التونسية ستوفر كل شروط الراحة للجزائريين عند المعابر الحدودية، والبالغ عددها تسعة معابر.
ومن جهته قال وزير الداخلية الجزائري كمال بلجود: «سيتم فتح الحدود خلال أيام، ونحن متواجدون بمركز أم الطبول رفقة إخواننا التوانسة؛ من أجل تقديم خدمات تريح المواطنين الجزائريين والتونسيين على طول المعابر الحدودية التسعة».
في الأثناء، كشفت النقابة الوطنية للوكالات السياحية في الجزائر أن مليون سائح جزائري على الأقل سيزورون تونس هذا الصيف، مضيفة أن عدداً كبيراً من الجزائريين اتصلوا بالوكالات السياحية للاستفسار عن برنامج الرحلات والعروض المقدمة، وهذا مباشرة بعد تداول خبر فتح الحدود.
ويتوقع بداية توافد الجزائريين خلال الأسبوع الجاري مع انقضاء عطلة عيد الأضحى، حيث تفضل نسبة كبيرة من بينهم استئجار المنازل في المناطق السياحية، لا سيما في مدن نابل والحمامات وسوسة وجربة وطبرقة على طول الشريط الساحلي التونسي، ما يُسهم في تحريك الحياة الاقتصادية في تلك المناطق.