بعد نحو أربعة عقود على انطلاقتها تصل بطولة العالم لألعاب القوى أخيراً إلى الولايات المتحدة الأمريكية من خلال النسخة الـ18 للبطولة التي تستضيفها مدينة يوجين بولاية أوريجون في الفترة من 15 إلى 24 يوليو الحالي.
وتقام البطولة للمرة الأولى في الولايات المتحدة برغم هيمنة رياضيي أمريكا على جدول الميداليات في معظم النسخ الماضية منذ إقامة البطولة بشكل رسمي في 1983، وكان مقرراً إقامة هذه النسخة في أغسطس 2021 لكنها تأجلت لمدة نحو عام بسبب جائحة كورونا.
وتسبب هذا التأجيل في غياب رياضيي روسيا وبيلاروسيا عن فعاليات هذه النسخة نتيجة الأزمة في أوكرانيا وقرار الاتحاد الدولي لألعاب القوى عدم مشاركتهم في هذه النسخة التي تشهد مشاركة نحو 2000 رياضي ورياضية يمثلون أكثر من 192 دولة ويتنافسون في 49 مسابقة وسباقاً مختلفاً.
وتشهد هذه النسخة من البطولة اختلافاً مهماً عن النسخ الماضية بعدما أعلن الاتحاد الدولي في مارس الماضي منح تتويج إضافي للبعثة التي يحصد رياضيوها أكبر عدد من النقاط خلال المنافسات «الفردية».
وطبقاً لهذا الطرح سيحصل كل رياضي أو رياضية على رصيد من النقاط طبقاً لترتيبه في المسابقة التي يخوضها، على أن يتم تجميع هذه النقاط لرياضيي كل بعثة مشاركة لتحصل البعثة الفائزة بأكبر عدد من النقاط على التتويج الخاص الذي ابتكره الاتحاد الدولي كنوع من التحفيز إضافة لمنح كأس أيضاً للبعثتين صاحبتي المركز الثاني والثالث في جدول النقاط.
ويحصل الفائزون بالمراكز من الأول إلى الثامن على رصيد من النقاط بواقع 8 نقاط للفائز بالميدالية الذهبية وتتناقص النقاط تدريجياً حتى تصل لنقطة واحدة لصاحب المركز الثامن.
وإلى جانب حافز النقاط، سيحصل الفائزون بالمراكز الثمانية الأولى في كل سباق أو مسابقة بالبطولة على جوائز مالية ليحصل الفائز أو الفائزة بالميدالية الذهبية على 70 ألف دولار وتتناقص الجائزة المالية تدريجياً لتصل إلى 5 آلاف دولار لصاحب أو صاحبة المركز الثامن.
وعلى مستوى منافســات التتابع، يحصل الفريــق الفائـــز باللقـــــــب علـى 80 ألـــف دولار وتتناقص الجائـــــــزة حتى تصـــــــل إلى 4 آلاف دولار للفريق الفائز بالمركز الثامن.
وبعد نســـختين غير رســـميتين في 1976 و1980، أقيمت النســـخة الرسمية الأولى من بطولات العالم لألعاب القوى في العاصمة الفنلندية هلسنكي عام 1983 وفازت بها ألمانيا الشرقية حينها والتي توجت أيضاً بالنسخة الثانية في 1987.
وبداية من النسخة الثالثة فرضت الولايات المتحدة هيمنتها على ألقاب البطولة، ولم تكسر هذه الهيمنة سوى روسيا في النسخة الثامنة عام 2001 وكينيا في النسخة الـ15 عام 2015.
وإلى جانب استحواذها على ألقاب 13 من 17 نسخة سابقة للبطولة تمتلك الولايات المتحدة النصيب الأكبر من الميداليات في تاريخ البطولة سواء كان على مستوى الميداليات المتنوعة (381 ميدالية) أو الذهبية (170 ميدالية ذهبية). وتأتي كينيا في المركز الثاني برصيد 151 ميدالية منها 60 ذهبية.
وعلى مدار 17 نسخة سابقة دونت 102 دولة اسمها في جدول ميداليات البطولة من خلال الفوز بميدالية واحدة على الأقل.
وعلى مستوى الرياضيين والرياضيات لا يزال العداء الجامايكي أوسين بولت هو أكثر الرياضيين الرجال حصداً للميداليات في تاريخ البطولة برصيد 14 ميدالية متنوعة (11 ذهبية وفضيتان وبرونزية واحدة) علما بأنه اعتزل عقب نسخة 2017.
وعلى مستوى الرياضيات، تتفوق الأمريكية أليسون فيليكس التي حصدت 18 ميدالية متنوعة (13 ذهبية و3 فضيات وبرونزيتان).