تسلم فرحات بن قدارة، الرئيس الجديد للمؤسسة الوطنية للنفط، أمس الخميس، مهامه رسمياً، بعد يوم من تعيينه في هذا المنصب من قبل رئيس الحكومة عبدالحميد الدبيبة، رغم اعتراض الرئيس المقال مصطفى صنع الله. وتسلم قدارة مهامه بدعم من قوة مسلحة، انتشرت في محيط مقر المؤسسة الوطنية للنفط بالعاصمة طرابلس، وأجبرت الرئيس المقال مصطفى صنع الله، الذي رفض التخلي عن منصبه، على المغادرة.
وفرحات بن قدارة، الرئيس الجديد لمؤسسة النفط الليبية، هو مصرفي بارز، تقلد عدة مسؤوليات ومناصب في ليبيا وخارجها منذ عهد الزعيم الراحل معمر القذافي، أبرزها توليه منصب محافظ البنك المركزي بين عامي 2006 و2011. وتعهد بن قدارة في كلمة ألقاها خلال مراسم تسلمّه منصبه، بالعمل على إبعاد مؤسسة النفط عن الصراعات السياسية في البلاد، ودعمها من أجل العودة للعب دور حيوي في دعم الموارد الوطنية. وقال إن أولويات مجلس إدارته ستكون استعادة الطاقة التصديرية للنفط والغاز في هذه الفترة التي تشهد فيها أسعار الطاقة ارتفاعاً، وفك الاختناقات التي تواجهها محطات وخطوط الإنتاج والتصدير وحلحلة المشكلات الأمنية.
وأثار قرار رئيس الوزراء عبد الحميد الدبيبة عزل رئيس المؤسسة الوطنية للنفط المخضرم مصطفى صنع الله، وتعيين محافظ البنك المركزي السابق فرحات بن قدارة مكانه، معارضة واسعة من الفصائل المنافسة. وقالت الهيئتان التشريعيتان في ليبيا، واللتان أيدتا أطرافاً متعارضة في التنافس المحموم بين الشرق والغرب على مدار سنوات من الحرب، إنهما ترفضان تحرك الحكومة لاستبدال مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط.
ورفض صنع الله إقالته في خطاب شديد اللهجة، قائلاً إن الدبيبة لا يتمتع بأي سلطة لأن تفويض حكومة الوحدة الوطنية انتهى. وقال البرلمان في بيان إن مجلس إدارة صنع الله مازال شرعياً، في حين طالبت الهيئة التشريعية الأخرى، المجلس الأعلى للدولة ومقره طرابلس، الدبيبة بإلغاء قرار تعيين رئيس جديد للمؤسسة الوطنية للنفط.
من جانبه، أعرب السفير الأمريكي لدى ليبيا، ريتشارد نورلاند، عن «قلقه البالغ» إزاء استبدال حكومة طرابلس رئيس مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط.
وقال نورلاند في بيان نشرته السفارة الأمريكية في طرابلس «إننا نتابع بقلق بالغ التطورات المحيطة بالمؤسسة الوطنية للنفط، التي تعتبر حيوية لاستقرار ليبيا وازدهارها، والتي ظلت مستقلة سياسياً وكفؤة تقنياً تحت قيادة مصطفى صنع الله». وحذّر نورلاند من أن «قرار استبدال مجلس إدارة المؤسسة الوطنية للنفط قابل للطعن، ولكن يجب ألا يصبح موضوع مواجهة مسلحة»، داعياً المسؤولين الليبيين إلى إعادة إطلاق إنتاج النفط والغاز «من أجل معالجة القضايا الملحة التي تؤثر في حياة كل ليبي».
(وكالات)