عقد وزيرا الخارجية الأرميني والأذربيجاني، السبت في العاصمة الجورجية تبيليسي، محادثات ثنائية مباشرة هي الأولى بينهما منذ الحرب التي اندلعت في العام 2020 بين البلدين للسيطرة على إقليم ناغورني قره باغ.
وتشكل المحادثات استكمالاً لاتفاق بين البلدين الواقعين في منطقة القوقاز تم التوصل إليه بوساطة الاتحاد الأوروبي في مايو «للدفع قدماً بالمحادثات» حول إبرام اتفاقية سلام.
وقالت وزارة الخارجية الأرمينية في بيان إن الدبلوماسيين «ناقشا مجموعة واسعة من المواضيع المتعلقة بتطبيع العلاقات بين البلدين».
وشدد وزير الخارجية الأرميني أرارات ميرزويان خلال اللقاء «على أهمية الحل السياسي للنزاع في قره باغ من أجل بناء سلام دائم في المنطقة».
ودعا وزير الخارجية الأذربيجاني إلى «انسحاب القوات المسلحة الأرمينية من الأراضي الأذربيجانية»، في إشارة إلى قره باغ التي لا تزال تحت سيطرة الانفصاليين الأرمن.
4000 مفقود
كما أكد «ضرورة الكشف عن مصير حوالى أربعة آلاف أذربيجاني مفقود»، بحسب بيان الوزارة الصادر في باكو، مشيراً إلى أن «الوزيرين تعهدا مواصلة الحوار المباشر بين أذربيجان وأرمينيا».
وعُقد اللقاء بين وزير الخارجية الأرميني ونظيره الأذربيجاني جيحون بيرموف في جو متوتر على خلفية اتّهامات متبادلة بين وزيري الدفاع في البلدين حمّل فيها كل منهما الطرف الآخر مسؤولية إطلاق النار عبر الحدود ليل الجمعة إلى السبت.
وبعد حرب أولى في التسعينيات، تواجهت أرمينيا وأذربيجان في خريف العام 2020 للسيطرة على منطقة ناغورني قره باغ الجبلية التي انشقت عن أذربيجان بدعم من يريفان.
وأسفرت الحرب الأخيرة عن مقتل نحو 6500 شخص وانتهت بهدنة تم التوصل إليها بوساطة روسية.
وفي إطار اتفاق الهدنة، تخلّت أرمينيا عن مساحات شاسعة من الأراضي التي كانت تسيطر عليها، ونشرت روسيا قوة لحفظ السلام قوامها نحو ألفي عسكري مكلفين مراقبة التقيّد بالهدنة الهشة.
واعتبر هذا الاتفاق في أرمينيا إذلالاً وطنياً، وتنظم عدة أحزاب معارضة تظاهرات منذ منتصف إبريل ضد رئيس الوزراء نيكول باشينيان المتهم بأنه يريد التنازل عن مزيد من الأراضي لباكو.
تبليسي – أ ف ب