اقتحمت قوات الأمن السريلانكية ليلًا مخيم الاعتصام الرئيسي للمتظاهرين في العاصمة وقامت بتفكيك الخيم وإخراج النشطاء من الموقع في عملية أثارت قلقاً دولياً، فيما أصيب 50 متظاهراً، على الأقل، بينهم بعض الصحفيين الذين تعرضوا للضرب على أيدي قوات الأمن، في حين أدى رئيس الوزراء الجديد دينيش غوناواردينا اليمين أمام رئيس البلاد.
وداهم عناصر من الشرطة والجيش المخيم ليل الخميس الجمعة حاملين عصياً ومسلحين ببنادق هجومية واستهدفوا المتظاهرين المعتصمين أمام مبنى سكرتارية الرئاسة. وأزال مئات من عناصر الوحدات الأمنية العوائق التي وضعها المتظاهرون أمام المبنى المطل على البحر، وقاموا بتفريق آخر المعتصمين الذين بقوا في الموقع وبعضهم كانوا جالسين على الأدراج.
وجاءت العملية قبل ساعات من أداء رئيس الحكومة الجديد وأعضاء حكومته، أمس الجمعة، القسم أمام رئيس البلاد رانيل ويكريميسينغه. والرجلان يتزعمان حزبين سياسيين مختلفين عقائدياً. فبينما يدعم ويكريميسينغه السوق الحرة ويؤيد الغرب، يؤيد غوناواردينا السنهالي القومي المتشدد الاشتراكية ويدعو إلى سيطرة أكبر للدولة على الاقتصاد. ويطالب المحتجون المتبقون، والذين تضاءل عددهم بكثير عن الآلاف الذين اقتحموا مباني حكومية في وقت سابق هذا الشهر، باستقالة ويكريميسينغه أيضاً ويتهمونه بحماية عائلة الرئيس السابق غوتابايا راجابكسا التي هيمنت على السياسة لفترة طويلة خلال العقدين الماضيين.
وبحلول الصباح كان عناصر الشرطة والجيش المسلحون ببنادق هجومية، يفرضون طوقاً أمنياً على المجمع الرئاسي، فيما تم إغلاق الطرق الرئيسية المؤدية إلى المنطقة. وتظاهر مئات النشطاء في منطقة مجاورة للتنديد بإجراءات السلطات، وطالبوا باستقالة ويكريميسينغه وحل البرلمان تمهيداً لانتخابات جديدة.
وقالت الشرطة في بيان: إن «قوات الشرطة والأمن تصرفت لإبعاد المتظاهرين الذين يحتلون سكرتارية الرئاسة والبوابة الرئيسية والمناطق المحيطة. تم توقيف تسعة أشخاص، اثنان منهم أصيبا بجروح». ودانت اقتحام مخيم الاعتصام رئيسة نقابة المحامين النافذة في سريلانكا ساليا بيريس التي حذرت من أن تلك العملية يمكن أن تضر بصورة الحكومة الجديدة على المستوى الدولي.
وقالت بيريس في بيان مقتضب: إن «الاستخدام غير المبرر للقوة الغاشمة لن يساعد هذا البلد وصورته على المستوى الدولي» مضيفة أن من بين الموقوفين محام.
وقالت السفيرة الأمريكية في كولومبو جولي تشانغ إنها تشعر بقلق بالغ إزاء الإجراءات العسكرية. وكتبت على «تويتر»: «نحض السلطات على ضبط النفس وإتاحة العناية الطبية للجرحى فوراً».
وبدوره قال السفير الكندي ديفيد ماكينون إنه «من الضروري أن تعمد السلطات إلى ضبط النفس وتتجنب العنف».
وحضت منظمة العفو الدولية السلطات السريلانكية على احترام الأصوات المعارضة، ودانت اللجوء إلى القوة ضد صحفيين، من بينهم مصور في هيئة بي بي سي، كان يغطي الإجراءات العسكرية.(وكالات)