القاهرة: «الخليج»
وصف الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ثورة يوليو/تموز، بأنها كانت تتويجاً لنضال طويل قاده الشعب المصري دفاعاً عن حقه في وطن مرفوع الرأس، مشيراً في كلمة متلفزة في مناسبة الذكرى السبعين للثورة، إلى أنها استطاعت أن تؤسس الجمهورية الأولى لمصر، وتغير وجه الحياة بشكل جذري، ليس فقط في مصر؛ بل في المنطقة بأسرها، بما قدمته من إسهامات ملهمة في الحركة العالمية لتصفية الاستعمار، وترسيخ حق الشعوب في تقرير المصير، حيث تغيرت الخريطة الدولية، وارتفعت رايات الحرية والاستقلال فوق معظم الدول العربية والإفريقية.
وثمن السيسي في كلمته، تاريخ القوات المسلحة المصرية الحافل بالبطولات والإنجازات الوطنية، وعلى رأسها ثورة يوليو المجيدة التي حملت القوات المسلحة لواءها، عندما خرجت طلائعها ليلة الثالث والعشرين من يوليو منذ سبعين عاماً، لتلتف حولها وتساندها جموع وجماهير هذا الشعب، لتعلن قيام الثورة التي ردت للوطن عزته وللمواطن كرامته. وقال السيسي إن التاريخ سطر بهذه الثورة الملهمة، نموذجاً للعلاقة بين الشعب وجيشه، اتسمت عبر عقود طويلة بالتلاحم والثقة العميقة المتبادلة، مضيفاً: «إنها علاقة فريدة من نوعها بين شعب أبي عظيم، وجيش يمثل نموذجاً للمؤسسة الوطنية التي تدرك مهمتها وتؤديها على الوجه الأكمل ولا تحيد عنها».
ووجّه السيسي تحية تقدير واعتزاز خلال هذه الذكرى العطرة، إلى الأبطال الذين تقدموا لقيادة الثورة، وحملوا أرواحهم على أكفهم، ليصنعوا لوطنهم فجراً جديداً، وعلى رأسهم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والرئيس الراحل محمد أنور السادات، والرئيس الراحل محمد نجيب، مشيراً إلى أن الجمهورية الجديدة في مصر، تصر بإرادة صلبة لا تلين، على تحقيق الغايات الكبرى، من أجل النهوض بالوطن الغالي وتغيير واقعه إلى الأفضل، لتبقى مصر قادرة على توفير حياة كريمة لأبنائها من الأجيال الحالية والقادمة، أخذاً في الاعتبار متغيرات العصر المتسارعة وشواغله الجديدة.
وقال السيسي إن مصر بموقعها الجغرافي ودورها الإقليمي والدولي، لا تستطيع أن تعزل نفسها عن التحديات والمتغيرات التي تجتاح العالم، وطالت تداعياتها الجميع، مشيراً إلى أنه لا سبيل إلى التغلب على تلك التحديات، سوى بالعمل الجاد والمستمر. وقال السيسي إنه لولا جهود الدولة في مجال الإصلاح الاقتصادي التي تحملها الشعب، وكذلك المشروعات التنموية العملاقة على امتداد رقعة الدولة المصرية، لما كان من الممكن أبداً الصمود أمام تلك الأزمات العاتية التي تجتاح العالم منذ ثلاث سنوات، مشيراً إلى الإنجازات المتلاحقة التي تحققت في مصر على مدار السنوات الأخيرة، لا سيما في مجالات البنية الأساسية والتجمعات العمرانية الجديدة والطاقة وتوطين الصناعة، وأنها تقف اليوم شاهداً على قوة الإرادة المصرية للتقدم وبناء مستقبل أفضل، وتكوين اقتصاد قومي قوي وراسخ.
ودعا السيسي إلى أن يكون الاحتفال بالذكرى السبعين لثورة يوليو المجيدة، بمثابة قوة دفع متجددة للعمل والسهر على النهوض بوطننا العزيز، وتحقيق طموحات شعبه الكريم في مستقبل مشرق يظلله الأمن والاستقرار، وتزدهر فيه التنمية.