موسكو – رويترز
أعلنت وزارة الدفاع في بيلاروس، أن روسيا ستمدد تدريبات عسكرية كان من المقرر أن تنتهي الأحد، في خطوة قال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إنها جعلته أكثر قلقاً بخصوص غزو روسي وشيك لأوكرانيا، في وقت ألغى الرئيس جو بايدن سفره إلى بولاية ديلاوير.
وقالت وزارة الدفاع في بيلاروس، إن قرار التمديد اتُخذ بسبب النشاط العسكري قرب حدود البلدين والوضع في منطقة دونباس شرقي أوكرانيا.وزادت حوادث القصف عبر الخط الفاصل بين القوات الحكومية الأوكرانية والانفصاليين المدعومين من روسيا في تلك المنطقة.ولم تذكر بيلاروس إلى متى يمكن أن تبقى القوات الروسية في أراضيها.
ويقول حلف شمال الأطلسي إن لدى روسيا قوات عددها 30 ألف جندي في بيلاروس الواقعة شمالي أوكرانيا. وقال وزير دفاع بيلاروس، فيكتور خرينين، إن الهدف الرئيسي من المناورات التي تقرر تمديدها هو «ضمان رد كاف وإضعاف الاستعدادات العسكرية لمن يضمرون الشر قرب حدودنا المشتركة».
ويقول حلف شمال الأطلسي، إن بالإمكان استخدام هذه القوات لمهاجمة أوكرانيا. وتنفي موسكو أن لديها مثل هذه النية.
وقال بلينكن إن الدلائل تشير إلى أن روسيا على وشك الغزو، لكن روسيا نفت ذلك مراراً.
وتسبب تصاعد حدة التوتر حول أوكرانيا في تغيير جدول أعمال زعماء وسياسيين في الغرب.وأعلن البيت الأبيض إن الرئيس بايدن لن يسافر إلى ويلمنجتون بولاية ديلاوير، وسيظل في واشنطن.وفي أوتاوا، قالت وزيرة خارجية كندا ميالاني جولي أيضا، الأحد، إنها أجلت زيارة مقررة إلى فرنسا بسبب التوتر، وستعود إلى كندا على الفور.
ومن جانبه، قال بلينكن إن خططه للاجتماع مع نظيره الروسي سيرجي لافروف ما زالت قائمة هذا الأسبوع ما دامت موسكو لم تمض قدماً في الغزو.
واكد مستشار للرئيس إيمانويل ماكرون، إن فرنسا وروسيا اتفقتا على ضرورة عقد اجتماع لمنظمة الأمن والتعاون في أوروبا مع ممثلين من أوكرانيا وروسيا الإثنين.وقال رئيس وزراء التشيك، بيتر فيالا، في مقابلة تلفزيونية:«ليس من المبالغة القول بأن أوروبا على بعد خطوة من الحرب، وهو أمر كان من الصعب تصوره قبل فترة غير بعيدة».
وقال ميخائيلو بودولياك، وهو أحد مستشاري الرئيس الأوكراني، إن تمديد التدريبات في بيلاروس يؤكد أن الوعود الرسمية من موسكو لا تعتبر ملزمة.
وقال المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف إن التحذيرات الغربية المتكررة من غزو روسي لأوكرانيا مثيرة للاستفزاز وقد يكون لها عواقب وخيمة. وتقول روسيا، إن الغرب يزيد التوتر بإرساله تعزيزات من حلف شمل الأطلسي إلى شرق أوروبا خلال الأزمة.
وتجهز الدول الغربية عقوبات تقول إنها ستكون بالغة الأثر ضد الشركات الروسية والمواطنين الروس في حالة وقوع غزو.
وقال وزير خارجية أوكرانيا دميترو كوليبا، إن الغرب يجب أن يفرض بعض العقوبات دون انتظار غزو.
وأضاف: «يتعين ردع روسيا الآن. إننا نشهد الكيفية التي تتطور بها الأحداث».
وانتقلت بؤرة التوتر في الأيام الماضية إلى قطاع من شرق أوكرانيا سيطر عليه متمردون مدعومون من موسكو في عام 2014 وهو نفس العام الذي ضمت فيه روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا. وقُتل أكثر من 14 ألف شخص في الصراع في شرق أوكرانيا.
ويشعر الغرب بالقلق من أن تستخدم روسيا التصعيد ذريعة لصراع أوسع. وسمعت انفجارات وسط مدينة دونيتسك بمنطقة دونباس التي يسيطر عليها الانفصاليون، فضلا عن قصف عنيف في أماكن أخرى بالمنطقة في وقت سابق اليوم.
وتلقى سكان دونيتسك رسائل نصية تدعو الرجال للتقدم لأداء الخدمة العسكرية.
وقالت وكالة «تاس» للأنباء، نقلا عن السلطات في منطقة روستوف الروسية، إن أكثر من 30 ألف شخص من دونيتسك ولوجانسك المجاورة عبروا الحدود الروسية خلال 24 ساعة الماضية. وبدأ الانفصاليون في إجلاء السكان الجمعة، قائلين إن أوكرانيا تخطط لشن هجوم.
وقالت القوات المحلية في لوجانسك الانفصالية الأحد، إن مدنيين اثنين قُتلا، وتضررت مبان في قصف للجيش الأوكراني.
كما وردت أنباء عن مقتل جنديين أوكرانيين وجرح أربعة السبت.وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن خدمات المياه تعطلت عن ما يزيد على مليون شخص في المنطقة، ودعت الأطراف إلى الابتعاد عن الإضرار بالبنية التحتية المدنية.
ويستعد مسنون من الرجال والنساء، الذين تجاوز بعضهم سن التقاعد، للقتال على جانبي الصراع الانفصالي في أوكرانيا ويأتي تجدد القتال، بعد حشد القوات الروسية على مدى عدة أسابيع شمالي وشرقي وجنوبي البلاد. ويقدر الغرب وجود 150 ألف جندي روسي أو أكثر بالقرب من حدود أوكرانيا.
وفي لندن، قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون، إن الالتزام الذي قطعه بوتين أمام نظيره الفرنسي ماكرون إشارة تحظى بالترحيب على أن بوتين على استعداد للانخراط في حل دبلوماسي.