كانت الطبيعة المدمجة لمونديال 2022 من الشعارات التي اعتمدت عليها قطر في ترويجها لملف ترشحها، وبات الأمر واقعاً مع نشر أماكن إقامة المنتخبات ال32 المشاركة ومراكز التمارين.
ونشر الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» الثلاثاء لائحة أماكن إقامة المنتخبات ال32 المشاركة، مركزاً على الطبيعة المدمجة للمونديال القطري الذي يقام في نوفمبر وديسمبر المقبلين.
وأبرز فيفا في بيانه أن «24 منتخباً يقيمون في دائرة نصف قطرها 10 كيلومترات فقط»، مضيفاً «ستتمكن المنتخبات ال31 الوافدة إلى قطر من السكن في معسكرات كأس العالم الأكثر قرباً من بعضها بعضاً منذ النسخة الافتتاحية للبطولة سنة 1930».
وتابع «سيقيم كل منتخب في نفس المنشأة طيلة أيام المنافسة، إذ لا حاجة لتنقل البعثات في رحلات جوية محلية، كما ستتميز هذه النسخة من البطولة بقدرة الفرق على استعمال مواقع تدريب رسمية في اليوم الذي يسبق مبارياتها».
ورأى بيان الاتحاد الدولي أن إقامة 24 منتخباً من أصل 32 في مساحة شعاعها 10 كيلومترات فقط «سيصنع أجواء خاصة ومفعمة بالحيوية في الدوحة والمناطق المحيطة بها، ويزيد من بهجة المشجعين المحليين والدوليين».
ووقع خيار البلد المضيف على فندق العزيزية بوتيك أوتيل في منطقة أسباير في العاصمة الدوحة، فيما ستتواجد السعودية في شاطئ سيلين، من منتجعات مروَب (مسيعيد، 57 كلم جنوب الدوحة).
أما بالنسبة لممثلي العرب الآخرين، فسيكون المنتخب التونسي في ويندهام غراند الدوحة ويست باي بيتش في العاصمة، فيما سيتواجد المنتخب المغربي في ويندهام الدوحة ويست باي (منطقة الأعمال والتسوّق في الدوحة).
وسيكون المنتخب الفرنسي حامل اللقب في المسيلة قرب الدوحة، وهو منتجع يتميز «بأجواء القصر» ويمكن أن تبلغ تكلفة الليلة الواحدة في إحدى فيلاته أكثر من 2500 دولار.
وستكون ألمانيا، الفائزة بأربعة ألقاب عالمية آخرها عام 2014 في البرازيل، في منطقة الزلال المطلة على الخليج في اقصى الشمال والتي تعتبر أكبر منتجع صحي في الشرق الأوسط.
وتبلغ تكلفة الليلة الواحدة في الجناح الملكي للمنتجع، أكثر من 10 آلاف دولار.
وسيكون الحارس القائد مانويل نوير وزملاؤه في الفريق الأبعد عن الدوحة، على بعد 100 كيلومتر بالسيارة من العاصمة.
ويشتهر المنتجع ب«الطب التقليدي العربي والإسلامي» ولديه قاعدة صارمة تمنع تناول المشروبات الكحولية.
وقال مدير عام الزلال دانييلي فاستولو إن الكثير من الفرق زارت المنتجع لأن ذلك سمح لها بأن تكون «في فقاعة» بعيداً عن ازدحام الدوحة.
ورأى أن وجود مدخل واحد يعتبر إضافة هامة في ما يتعلق بالمسألة الأمنية، موضحاً «لن يأتِ المشجعون الى هنا لإزعاج الضيوف أو الفريق بطلبات الصور والتوقيعات. وبالتالي، أعتقد أن بإمكانهم أن يكونوا معزولين حقاً».
وسيتمكن المشجعون من الوصول بسهولة إلى استاد الشمال القريب حيث سيخوض المنتخب الألماني تمارينه والذي تم تصميمه على شكل حصن.
واختارت بلجيكا فندق هيلتون سلوى على الساحل المقابل، للاستفادة من شاطئه الخاص إضافة الى منتزه الألعاب المائية والفيلات التي تصل تكلفتها إلى 7 آلاف دولار في الليلة الواحدة.
ويعتبر فندق هيلتون سلوى وجهة مفضلة خلال عطلة نهاية الأسبوع للعائلات الغنية في الدولة الخليجية التي تتمتع بأحد أعلى معدلات الدخل الفردي في العالم.
أما المنتخب الإنجليزي، فسيكون في فندق سوق الوكرة، حيث تخطط السلطات لإغلاق جزء من الشاطئ العام القريب من مقر إقامة هاري كاين وزملائه في منتخب «الأسود الثلاثة».
وقال المدير التنفيذي لعمليات كأس العالم في «فيفا» كولين سميث «ستكون نهائيات قطر 2022 مختلفة عن مثيلاتها، إذ ستستفيد المنتخبات من تقارب المنشآت وكرم الضيافة المحلية القطرية، كما سيحظى اللاعبون بمزيد من الوقت للتدرب والراحة أثناء المنافسة، والاستمتاع بالإثارة التي تفرضها الطبيعة المدمجة للبلد المضيف، حيث سيتجمع لاعبون ومشجعون من الدول ال 32 في منطقة واحدة».
أما الرئيس التنفيذي لمونديال قطر 2022 ناصر الخاطر، فركز بدوره على «كما جرت عليه العادة في مشاريع كأس العالم، فقد كان التخطيط للإرث أحد أهم أهدافنا، إذ ستستفيد أنديتنا ومجتمعنا المحلي لاحقاً من أغلب مواقع التدريب التي شُيّدت، كما ستساهم الفنادق الجديدة في ازدهار السياحة القطرية بعد 2022».
واختارت البرازيل فندق وسبا ذا ويستن وسط الدوحة والذي يقع بالقرب من طريق رئيسي، بينما سيتمتع ليونيل ميسي ورفاقه في المنتخب الأرجنتيني وإسبانيا بطلة 2010 بالإقامة «الفاخرة» لجامعة قطر حيث يمكن الوصول إلى ملعب التمارين مشياً.
ومن المتوقع أن يزور قطر أكثر من مليون مشجع لمتابعة النهائيات الأولى في منطقة الشرق الأوسط والتي تبدأ في 21 نوفمبر وتختتم في 18نوفمبر.
وسيختار بعض المشجعين التمتع برفاهية فنادق بتكلفة ألفي دولار في الليلة، لكن العدد الأكبر لن يتحمل هذه التكلفة وسيذهب إلى الخيار الأقل ثمناً المؤمن له عبر كبائن محمولة ومخيمات صحراوية.