دعت دولة الإمارات، خلال جلسة لمجلس الأمن، مساء الاثنين، إلى ضرورة تجنب أعمال العنف والتخريب في ليبيا، فيما قال مندوب أمريكا في مجلس الأمن، إن الوقت حان للقادة الليبيين لأن يُنحُّوا مصالحهم الشخصية جانباً، وينفّذوا خطة لإجراء الانتخابات اتّساقاً مع خارطة طريق جنيف التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة، في حين قال مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير طاهر السني، إن «قوى دولية بعينها تقف وراء تعطيل إجراء الانتخابات في بلاده»، من دون أن يحددها.
وقال نائب مندوبة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، السفير محمد بوشهاب، إن بلاده تابعت بقلق الأحداث التي شهدتها عدة مدن ليبية أخيراً، ومنها تصاعد وتكرار الاشتباكات بين المجموعات المسلحة في طرابلس.
وأكد ضرورة وقف أعمال العنف والتخريب، وأن يمارس الجميع أقصى درجات ضبط النفس، مقدماً التعازي لأسر الضحايا الذين قتلوا نتيجة الاشتباكات التي وقعت الأسبوع الماضي.
المصالحة الوطنية
وشددت دولة الإمارات على أن التوصل إلى السلام المستدام في ليبيا يحتم على كافة الأطراف الانضمام لمبادرة المصالحة الوطنية والعمل على لم الشمل، وعلى ضرورة انسحاب المقاتلين الأجانب والمرتزقة من ليبيا.
وشدد على أن مسوّدة الدستور يجب أن تنبني على أساس الانتخابات الرئاسية والبرلمانية، داعياً إلى التوصل إلى توافق حول النقاط الخلافية في المسوّدة، والحفاظ على التقديم المحرز في اجتماعات القاهرة وجنيف، ومن أجل إنهاء المرحلة الانتقالية وفق الموعد الذي يتوافق عليه الليبيون.
وقال، السفير بوشهاب، إن الانسداد السياسي المستمر في ليبيا ألقى بظلاله على الحياة اليومية للمواطن وتطلعاته المشروعة، وأدى إلى الإحباط، ما انعكس على المشهد الأمني الراهن.
فتح الطريق الساحلي
ولفت السفير بوشهاب إلى ضرورة إبقاء الطريق الساحلي مفتوحاً من أجل حرية تنقل الأشخاص والبضائع بين المدن، وتجنب أية إجراءات سلبية تؤرق الليبيين.
ودعا مجلس الأمن إلى اتخاذ قرار موضوعي ومتكامل يراعي الوضع الحرج في ليبيا، مضيفاً: «نتطلع إلى تعيين ممثل خاص إلى ليبيا يحظى بدرجة كافية من التوافق ليتواصل مع جميع الأطراف المعنية ويسعهم في تعزيز العملية السياسية».
تنحية المصالح الشخصية جانباً
من جانبه، اعتبر مستشار أول الشؤون السياسية الخاصة ببعثة الولايات المتحدة الدائمة لدى الأمم المتحدة، جيفري ديلورينتيس، أن الوقت قد حان للقادة الليبيين لأن ينحّوا مصالحهم الشخصية جانباً وينفذوا خطة لإجراء الانتخابات اتساقاً مع خارطة طريق جنيف التي أقرها ملتقى الحوار السياسي الليبي برعاية الأمم المتحدة.
وشدد الدبلوماسي الأمريكي، في كلمته له أمام مجلس الأمن، على ضرورة العمل على «زيادة الثقة» بمصرف ليبيا المركزي، باعتباره المؤسسة المالية الرئيسية والأولى في البلاد، محذراً من أن «استخدام عوائد النفط لدعم المرتزقة وزيادة الوجود العسكري في المدن يزعزع الاستقرار» في ليبيا.
السني يتهم قوى دولية
بدوره، اتهم مندوب ليبيا الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير طاهر السني، قوى دولية بعينها بتعطيل إجراء الانتخابات في بلاده، من دون أن يحددها.
وقال السني في كلمته خلال جلسة مجلس الأمن «يعاني اقتصاد ليبيا حالياً، تداعيات التدخل الدولي وعدم التوصل إلى حلول سياسية شاملة.. ومحاولات وضع حلول تلفيقية وغير واقعية» للأزمة السياسية.
وأضاف أن «الحل يكمن ببساطة في دعم إرادة الليبيين في قيام دولة مستقرة وفي دستور يحدد نظامها السياسي والافتصادي، وإدارة موارد البلاد وتوزيعها بما يحافظ على هيبة الدولة وسيادتها».
وأعرب السفير الليبي عن أسفه لأن «اهتمام المجتمع الدولي ببلادي ينصب على ثلاثة ملفات فقط: أولها استمرار تدفق النفط، ومنع الهجرة لأوروبا، ومكافحة الإرهاب، وغير ذلك مما يحدث في ليبيا لا يهم.. هذا شيء مؤسف للغاية».
إلى ذلك، شددت مساعدة الأمين العام للأمم المتحدة لشؤون إفريقيا، مارثا أما أكيا بوبي، على أن الحل الوحيد للأزمة السياسية الحالية في ليبيا «هو عقد انتخابات وطنية في أقرب الآجال»، مناشدة القادة الليبيين أن يصغوا لنداء شعبهم، وأن يظهروا المسؤولية من خلال الاستجابة لمطالبهم.
عدم تسيس مؤسسات الدولية
وناشدت ممثلة المملكة المتحدة في مجلس الأمن، باربارا وودوورد، السلطات الليبية ضرورة «الامتناع عن تسييس مؤسسات الدولة، ومنها المؤسسة الوطنية للنفط»، معتبرة أن الأحداث الأخيرة في ليبيا تؤكد الحاجة إلى التسوية السياسية العاجلة، وضرورة إجراء الانتخابات في أقرب وقت.(وكالات)