أعلن الرئيس قيس سعيّد، دخول تونس في «مرحلة جديدة» بعد الموافقة شبه المؤكدة على الدستور الذي طرحه في استفتاء، أمس الأول الاثنين، والذي يعزز صلاحيات الرئيس،ويتوقع أن يتم إعلان نتائج الاستفتاء رسمياً في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، فيما اتهمت ما تسمى ب«جبهة الخلاص الوطني»، وهي تحالف أحزاب معارضة في تونس،أمس الثلاثاء الهيئة الانتخابية ب«تزوير» أرقام نسبة المشاركة في الاستفتاء على الدستور، مدعية أن استفتاء الرئيس سعيد «فشل»،في حين أعلنت الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات وجود جرائم انتخابية.
وفي خطاب ألقاه ليلاً أمام مؤيديه في وسط تونس العاصمة، قال سعيّد إن «ما قام به الشعب درس، أبدع التونسيون في توجيهه للعالم»، وأضاف «اليوم عبرنا من ضفة إلى أخرى.. من ضفة اليأس والإحباط إلى ضفة الأمل والعمل وسنحقق هذا بفضل إرادة الشعب والتشريعات التي ستوضع لخدمته».
وأكد سعيّد،أن «تونس دخلت مرحلة جديدة»، وأنه «يجب محاسبة كل من أجرم في حق البلاد». في إشارة إلى جماعة الإخوان التي لفظها الشعب التونسي.
قانون الانتخابات جاهز
وقال سعيد، إن أول قرار بعد الاستفتاء على الدستور سيكون وضع «قانون انتخابي» لأنه مطلب شعبي.
وتابع موضحاً «الدستور الجديد سيكون دستور إعلاء للجمهورية، وإنه سيعمل على تحقيق مطالب الشعب التونسي كلها».
ولفت إلى أن «هناك إصلاحات كبرى لا بد من إدخالها على الاقتصاد والتربية وعلى مجالات أخرى».
وأضاف: «يكفي ما عاناه الشعب على مدى عقود، وسنعمل على تحقيق مطالب الشعب كلها».
93 % قالوا نعم
وفي حين يُنتظر الإعلان عن النتائج الأولية الرسمية في وقت متأخر من ليل أمس الثلاثاء، قال حسن الزرقوني مدير معهد استطلاعات الرأي «سيغما كونساي» لوكالة الصحافة الفرنسية، إنّ «بين 92 و93 في المئة» من الناخبين وافقوا على الدستور، وذلك بناء على استطلاع رأي الناخبين لدى خروجهم من صناديق الاقتراع.
وسط مقاطعة أحزاب المعارضة الرئيسية للدستور وصلت نسبة الإقبال إلى 27,54 في المئة على الأقل من أصل 9,3 مليون ناخب مسجل، وفقاً لهيئة الانتخابات.
بعد إعلان هذه التقديرات،نزل بضع مئات من أنصار الرئيس إلى شارع الحبيب بورقيبة ليلاً للاحتفال «بالانتصار»ورددوا «بالروح بالدم نفديك يا قيس»وهم يلوحون بالأعلام التونسية.
وعند حوالى الساعة الواحدة بتوقيت غرينتش، ظهر الرئيس أمام الحشد مبتهجاً، وقال «تونس دخلت مرحلة جديدة»، مؤكداً أن نسبة المشاركة «كان يمكن أن تكون أعلى لو جرت عملية التصويت على يومين».
وأشار مدير شركة «سيغما كونساي» إلى أن الناخبين كانوا خصوصاً من «الطبقة الوسطى الأكثر حرماناً ومن البالغين الذين يشعرون بأنهم تعرّضوا للخذلان اقتصادياً وسياسياً واجتماعياً».
وقال المحلل السياسي عبد اللطيف الحناشي، إن النتائج تظهر «ارتفاعاً واضحاً للمشاركة» مقارنة بنسب المشاركة في الاستشارة الإلكترونية التي شارك فيها حوالي 600 ألف شخص.
المعارضة تتهم
إلى ذلك، اتهمت ما تسمى ب «جبهة الخلاص الوطني»،وهي تحالف أحزاب معارضة، أمس الهيئة الانتخابية ب«تزوير» أرقام نسبة المشاركة في الاستفتاء على الدستور، مدعية أن الاستفتاء«فشل».
وزعم رئيس الجبهة، أحمد نجيب الشابي أن الأرقام التي خرجت من الهيئة المنظمة للانتخابات مضخمة ولا تتفق مع ما تم ملاحظته في الجهات ومن قبل مراقبين.
ونفى الناطق الرسمي باسم الهيئة العليا المستقلة للانتخابات التليلي المنصري «وجود جرائم انتخابية،وقال من المتوقّع أن يقع الإعلان عن النتائج الأوليّة للاستفتاء الساعة الثامنة مساء أمس بالتوقيت المحلي لتونس، مشيراً إلى أن عملية الفرز تتقدم بشكل حثيث في الداخل والخارج.(وكالات)