إعداد: معن خليل:
«الهدف الشبح» مصطلح موجود في كرة القدم، وهو يعني احتساب الهدف على الرغم من أن الكرة لم تدخل الشباك، وهو يعرف في ألمانيا بهدف «الفانتوم»، وفي دول أخرى بأسماء أخرى، إلا أن المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو كان أول من أطلق تسمية «الهدف الشبح»، لتصبح شائعة بعد ذلك.
ومع إدخال تقنية الفيديو (فار) وتقنية خط المرمى، أصبح هذا المصطلح من التاريخ، لكن لنتعرف إلى قصة «الهدف الشبح» وأبرز أحداثه.
كان لاعب باير ليفركوزن ستيفان كيسلينغ أحد المسجلين للهدف «الشبح» عام 2016، عندما ارتقى إثر ركلة ركنية لكرة رأسية خلال المباراة مع هوفنهايم في المرحلة التاسعة من الدوري الألماني لكرة القدم، وعلى الرغم من أن كرته أصابت الشباك الخارجية، فإن الحكم احتسبها هدفاً في مفارقة غريبة.
هدف كيسلينغ أحدث وقتها ضجة كبيرة، وكان حديث وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي المختلفة بالنظر إلى طرافتها؛ حيث إن كرة مهاجم باير ليفركوزن الرأسية في الدقيقة 70 أصابت الشباك الخارجية، ودخلت إلى المرمى من خلال ثقب، ليشير الحكم وقتها فيليكس بريتش إلى منتصف الملعب محتسباً الكرة على أنها هدف وسط استغراب كل من في الملعب، ومن بينهم كيسلينغ نفسه الذي كان يضع يديه على رأسه متحسراً على إهدار الفرصة السهلة.
وتعرض كيسلينغ لهجوم من مواقع التواصل الاجتماعي، لعدم اعترافه للحكم بعدم صحة الهدف، وقد قدم اعتذاره للجميع في تصريح رسمي له قال فيه: «أتفهم تماماً ردود الفعل التي صدرت، وأنا نفسي أشعر بأسف شديد لما حصل».
وفيما أبدى نادي ليفركوزن وقتها موافقته على إعادة المباراة التي انتهت بفوزه 2-1، إلا أن الاتحاد الألماني لكرة القدم، رفض ذلك حتى لا تتكرر واقعة عام 1994 بين بايرن ميونيخ ونورنبرغ والتي وجدت انتقاداً صريحاً من «فيفا» الذي ترفض قوانينه إعادة أي لقاء انتهى بصافرة من الحكم، مهما كان حجم الأخطاء التي حدثت وتعد حسب المتعارف عليه جزءاً من اللعبة وإثارتها.
وبالنظر إلى أهمية الواقعة، أصبحت الشباك المثقوبة هي نجمة ليلة 18 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، وقد عرضها نادي هوفنهايم في مزاد علني لمصلحة حملة «قلب الطفل» الخيرية، وقد فسر النادي هذه الخطوة بالقول: «لقد أثارت الشباك الكثير من الضجة والتصعيد؛ لذلك فإن الأعمال الخيرية تعد مقايضة لطيفة لكل الأضرار التي تسببت بها».
فانتوم هيلمر
الملاعب الألمانية شهدت أيضاً في 23 إبريل/ نيسان من عام 1994 هدفاً وهمياً كان أغرب ما عرفته «البوندسليغا» طوال تاريخها، وأُطلق عليه وعلى كل هدف يسجل بنفس الطريقة «هدف فانتوم».
ولتسمية «هدف فانتوم» قصة تعبر عن استحالة الطريقة التي يسجل فيها اللاعب، وكان بطلها النجم الهولندي الشهير يوهان كرويف؛ وذلك خلال فترة لعبه مع برشلونة الإسباني في فترة السبعينات، عندما سجل في مرمى أتلتيكو مدريد هدفاً خرافياً ومدهشاً؛ حيث قفز في الهواء، وقام بتدوير جسمه حتى يواجه مرمى الحارس رينا ميغيل ثم سدد الكرة في شباكه، فسمي الأسلوب «فانتوم» في إشارة إلى الطائرة الحربية الأمريكية الصنع، وطريقة دورانها في السماء.
أما «الهدف الفانتوم» الأول في ألمانيا فعُرف عام 1994؛ وذلك خلال مباراة بايرن ميونيخ وعدوه اللدود في مقاطعة بافاريا نورنبرغ؛ حيث كان البايرن بحاجة إلى الفوز ليتوج بطلاً على حساب منافسه على اللقب كايزرسلاوترن، وكان كل شيء يسير على ما يرام حتى الدقيقة 24 من الشوط الأول حين وجد مدافع بايرن ميونيخ توماس هيلمر الكرة أمامه بعد ركلة ركنية، وسدد إلى جانب القائم، وهنا بدأ لاعبو البايرن بالاحتفال، مما أربك الحكم هانز أوسميرز الذي ركض نحو الحكم المساعد يورغ جابلونسكي، ليسأله عن الواقعة فأجاب: «أعتقد أنه هدف»، فما كان من أوسميرز إلا أن احتسب الهدف الذي سُمي فيما بعد بالهدف «الفانتوم».
اجتمع الاتحاد الألماني، وقرر إعادة المباراة بعد عشرة أيام، وفاز البايرن بخماسية نظيفة، وتوج بطلاً للدوري، أما الهدف فظل محط تندر الجميع، وحتى الحكم أوسميرز ما زال يحتفظ بصورة الهدف فوق مكتبه، لأنه أدخله التاريخ، في حين أن حارس منتخب ألمانيا ونورنبرغ وقتها أندرياس كوبكة، أصدر كتاباً لسيرته الذاتية كان فصل قصة الهدف من أبرز ماجاء فيه، وقد قال: «لا أستطيع التصديق بأن الحكم أهداهم الهدف، وقفت إلى جانب مدافع بايرن هيلمر وسألته ماذا حدث، فأجابني بصراحة أنه لايعرف لماذا احتسب الحكم الهدف».
وهناك عدة أهداف «فانتوم» في الكرة الألمانية، لكن أغربها كان في لقاء دويسبورغ وفرانكفورت في دوري الدرجة الثانية عام 2010 عندما سدد لاعب فرانكفورت كريستسان تيفرت كرة قوية اصطدمت بالعارضة، ومن ثم ابتعدت عن خط المرمى بنحو مترين، ليحتسب الحكم الهدف الذي كان فضيحة تحكيمية بكل ماللكلمة من معنى.
الفضل لمورينيو
وإذا كانت هذه النوعية من الأهداف يطلق عليها «فانتوم» في ألمانيا، إلا أنها ليست كذلك في أنحاء العالم؛ حيث تُعرف بـ«الهدف الشبح»، وتعود التسمية إلى المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو حين كان يشرف على فريق تشيلسي الإنجليزي عام 2005 وقد خسر «البلوز» أمام مواطنه ليفربول في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا بهدف وحيد، سجله المهاجم الإسباني لويس غارسيا واحتسبه الحكم السلوفاكي ميشيل لوبوس على الرغم من أن الكرة لم تتجاوز خط المرمى.
بعد اللقاء خرج المدرب مورينيو ليصف الهدف في المؤتمر الصحفي بـ«الشبح» ومن ثم تابع بقوله: «الهدف جاء من القمر»، ومنذ ذلك الوقت أصبح كل هدف يحتسب على الرغم من عدم صحته وبأسلوب غريب تطلق عليه هذه التسمية.
السبق إنجليزي
تاريخياً، يعد الإنجليزي جيف هيرست صاحب «الهدف الشبح» الأشهر، كما أنه استمد أهميته أنه جاء في المباراة النهائية لكأس العالم عام 1966 التي استضافتها إنجلترا على أرضها.
كانت نتيجة المباراة بين إنجلترا وألمانيا تشير إلى التعادل 2-2 والأمور تتجه في الوقت الإضافي نحو اللجوء إلى ركلات الترجيح، قبل أن يسدد هيرست كرة قوية اصطدمت بباطن العارضة، وسقطت بعيداً عن خط المرمى، لكن مساعد الحكم توفيق باخراموف من الاتحاد السوفييتي السابق ومن أصل أذربيجاني احتسب الهدف على الرغم من عدم صحته.
وما زال الإنجليز يزورون ملعب توفيق باخراموف في مدينة باكو الأذربيجانية؛ حيث ينتصب تمثال لمساعد الحكم المونديالي؛ وذلك اعترافاً بجميل من أهداهم كأس العالم للمرة الوحيدة في تاريخهم، وإن كان بطريقة سيئة، وبهدف غير شرعي.
وتعددت الأهداف «الشبح»؛ حيث وقع أحد الحكام في خطأ هو الأغرب في عالم كرة القدم؛ وذلك في الدوري الكازاخستاني؛ حيث سدد أحد اللاعبين كرة اصطدمت بالقائم الحديدي الخارجي للمرمى، ومن ثم ارتدت إلى لاعب آخر والذي أكملها في الشباك واحتسبها الحكم هدفاً.
صبي الكرات
ويمكن وضع هدف تم تسجيله في الدرجة الثانية في البرازيل ضمن أكثر لحظات «الهدف الشبح» إثارة؛ حيث إن زينيسي لاعب سانتا كروز سدد كرة طائشة خارج مرمى أتلتيكو سورو كابا، وقام صبي الكرات أو «جامع الكرات» بإرجاع الكرة إلى حارس المرمى لتدخل الشباك، وهنا ركض الحكم إلى وسط الملعب محتسباً الهدف ظناً منه أن التسديدة الأولى هي من أصابت المرمى.
وشهد الدوري الإنجليزي الممتاز في سبتمبر/ أيلول عام 2008 حادثة مضحكة، عندما احتسب الحكم ستيوارث أتويل هدفاً لريدنيغ في مرمى واتفورد؛ حيث إن الكرة المسددة ذهبت بعيداً عن المرمى، وركض لاعب من ريدينغ وأعادها إلى الشباك، وفوجئ الجميع بإشارة من الحكم المساعد باحتسابها هدفاً على الرغم من اعتراض لاعبي واتفورد وحارسهم غير المصدق ما يحصل أمامه.
هدف عفوي
وفي الدوري الأرجنتيني سجل نادي كولون أكثر أهداف عام 2012 إثارة للجدل خلال اللقاء مع سان لورينزو؛ حيث أشار مساعد الحكم إلى تسلل على كولون وتوقف لاعبو الفريقين، لكن اللاعب المتسلل مرر كرة عرضية بطريقة عفوية أكملها زميله في الشباك أيضاً عن طريق المزاح، وإذا بالحكم يحتسب الهدف وسط ذهول الجميع بهذا القرار الفريد من نوعه.
وفي 17 إبريل/ نيسان من نفس العام، حقق تشيلسي فوزاً مثيراً للجدل على توتنهام في كأس إنجلترا؛ حيث جاء الهدف الثاني له بطريقة «الشبح»؛ إذ نفذ فرانك لامبارد ركلة ركنية ارتقى لها المدافع البرازيلي دافيد لويز برأسه، لكن حارس توتنهام كودتيتشيني أبعدها بنجاح على الرغم من أنه تعرض للعرقلة من كابتن «البلوز» جون تيري وفي هذا الوقت سدد الإسباني خوان ماتا الذي كان يلعب في تشيلسي وقتها الكرة ليبعدها الكاميروني أسوإركوتو عن خط المرمى واحتسبها الحكم مارتن اتكنيسون هدفاً على الرغم من أن الإعادة التلفزيونية أثبتت أنها لم تعبر الخط أبداً، وكانت بعيدة عنه بمسافة واضحة.
أخبار شائعة
- الشرطة الألمانية توقف سوريين بعد الإبلاغ عن "تهديد"
- غوغل تقدم مقترحاتها للقضاء الأميركي لمواجهة احتمال تفكيكها
- إيطاليا تغرّم "Chat GPT" بأكثر من 15 مليون دولار.. ما السبب؟
- الذهب يتراجع في أسبوع بعد أنباء عن تراجع وتيرة خفض الفائدة
- ميدان فروسية الجبيل يقيم سباقه السادس للموسم الحالي ١٤٤٦
- البحرين تدين حادثة الدهس المروعة بمدينة ماغديبورغ الألمانية
- ما هي "كروت الصين" للرد على رسوم ترامب؟
- سلاح وتهديد.. لماذا ترك الأمن الألماني و"‘إكس" منفذ الدهس؟