إعداد – محمد ثروت
عاد مصطلح الحرب العالمية الثالثة ليخيم على الساحة السياسية والإعلامية، وكذلك مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الساعات الأخيرة، بعد الزيارة التي قامت بها رئيسة مجلس النواب الأمريكي نانسي بيلوسي إلى تايوان، والتي صاحبتها تهديدات واضحة من الصين، تمثلت في أن «أمريكا سوف تدفع الثمن».
وطفت التوقعات بنشوب حرب عالمية ثالثة على السطح مراراً خلال الفترة الأخيرة، وكان أبرز الأحداث التي عززت هذا الطرح الحرب الروسية الأوكرانية المشتعلة منذ الرابع والعشرين من فبراير الماضي.
إبادة العالم
وربما كان أقوى التصريحات الدولية التي تشير إلى أن العالم على حافة الهاوية ما قاله الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس بأن العالم يواجه شبح «الإبادة النووية»، في ظل حالة التوتر المتصاعدة التي تشهدها العديد من البقاع الساخنة على كوكب الأرض.
وقالت صحيفة «ماركا» الإسبانية إن زيارة نانسي بيلوسي إلى تايوان لم تحقق أي شيء سوى تصعيد التوترات بين الولايات المتحدة والصين على الصعيد العسكري، حيث يستمع الجانبان حالياً إلى قادة الجيشين لتقييم الموقف، والتحرك بناءً على تلك التقييمات.
ورأت الصحيفة أنه من المبكر للغاية الحديث عن اندلاع حرب عالمية ثالثة، ولكن زيارة بيلوسي أدت إلى إشعال حرب باردة حديثة بين الولايات المتحدة والصين، خاصة أن الأخيرة تحظى بدعم واضح من جانب روسيا.
بيلوسي تشعل التوترات
وفي تقرير بعنوان «هل تقوم الصين بغزو تايوان؟»، قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن بكين صعّدت تهديداتها للولايات المتحدة، نتيجة زيارة بيلوسي إلى تايوان، ما وضع العالم على حافة نشوب مواجهة عسكرية بين القوتين العظميين.
وأضافت: «في عهد الرئيس الصيني شي جين بينغ، تطور الجيش الصيني كثيراً، ما يعزز التوقعات بإمكانية غزو تايوان، إلا أن هناك آراء أخرى تستبعد ذلك، لأنها ستكون خطوة محفوفة بالمخاطر بالنسبة لبكين على الصعيدين العسكري والاقتصادي».
وأشارت «أوريانا ماسترو»، الزميلة في جامعة «ستانفورد»، إلى أن هناك ثمناً ستدفعه الصين حال دخول الحرب، وفي نفس الوقت فإن الساسة الأمريكيين يستبعدون لجوء الصين إلى القوة العسكرية.
وقالت الصحيفة: «إلى أي مدى يملك الجيش الصيني القدرة على إرسال عشرات الآلاف من الجنود إلى تايوان، عن طريق الجو أو البحر، وهل يستطيع السيطرة على مواقع حيوية مثل الموانئ والسكك الحديدية ومراكز الاتصال، إضافة إلى المدن المتخمة بالمسلحين؟».
ونوهت بأن العديد من الدراسات الحديثة، الصادرة عن الكلية الحربية البحرية الأمريكية، أشارت إلى أن الصين لا تزال تفتقر للكثير من الأدوات العسكرية التي تمكنها من غزو تايوان، رغم أنها أكبر قوة بحرية في العالم من حيث عدد السفن.
استخدام الأسلحة النووية
ورأت صحيفة «صن» البريطانية أن الأزمة الروسية الأوكرانية يمكن أن تتسع في أي لحظة، حال استخدام موسكو للأسلحة النووية، أو هجومها على أي دولة عضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو».
وأشارت إلى أن استخدام الأسلحة النووية من شأنه أن يغير نظرة حلفاء أوكرانيا إلى الوضع، ففي ضوء أن أوكرانيا ليست عضواً في الناتو، فإن بريطانيا والولايات المتحدة وحلفاءها يساعدون كييف، دون إعلان الحرب على روسيا، ولكن المعطيات سوف تتغير إذا هاجمت روسيا حلفاء الناتو.