بغداد: زيدان الربيعي
شهدت العاصمة العراقية تظاهرات جديدة في ساحة النسور بوسط بغداد، طالب خلالها المشاركون بكتابة دستور جديد للبلاد، وتغيير شكل النظام السياسي من برلماني الى رئاسي أو شبه رئاسي، واسترجاع أموال العراق المنهوبة ومحاسبة الفاسدين والمتورطين في سفك الدم العراقي. كما تظاهر مئات العراقيين في محافظة السليمانية بناء على دعوة رئيس حراك الجيل الجديد شاسوار عبدالواحد لإقامة وقفات وتظاهرات في الساحات العامة للمطالبة بتغيير نظام الحكم في إقليم كردستان.
وأعلنت رئيسة الكتلة في مجلس النواب العراقي، النائبة سروة عبدالواحد، اعتقال عدد من قياديي الجيل الجديد ونوابه، مؤكدةً أن 30 سيارة عسكرية مسلحة تحاصر مقر رئيس الحراك. وقالت عبدالواحد، إن «الجيل الجديد يحمل الإقليم وحزبي الاتحاد والديمقراطي مسؤولية الحفاظ على حياة رئيس الحراك ونوابه وقيادييه»، مؤكدةً، أنه «تم إبلاغ السفارات والأمم المتحدة بما يحدث».
يجيء ذلك فيما أكد القيادي في التيار الصدري، حازم الأعرجي، استمرار الاعتصام في المنطقة الخضراء وسط بغداد. وقال الأعرجي في منشور عبر فيس بوك، «مستمرون في الاعتصام حتى تتحقق المطالب». ودخل اعتصام أنصار التيار الصدري يومه الثامن على التوالي، مؤكدين ضرورة عدم انسحابهم من مكان الاعتصام، قبل تحقيق مطالبهم، التي شدد عليها مقتدى الصدر، قبل يومين، ومنها حل البرلمان وإجراء انتخابات مبكرة.
ويعيش العراق حالة من التوتر تسببت بشلل سياسي في البرلمان العراقي الذي أصبح تحت سيطرة أنصار الصدر، حتى تحقيق مطلب التيار بحله وإجراء انتخابات مبكرة. وتصاعدت تظاهرات أنصار الصدر، إثر محاولة من الإطار التنسيقي لتمرير ترشيح محمد شياع السوداني لتولي تشكيل حكومة عراقية جديدة. وتستجيب الأطراف في العراق لدعوات التهدئة التي أطلقها رئيس حكومة تصريف الأعمال مصطفى الكاظمي، ومن المتوقع أن يعقد زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر ورئيس تحالف الفتح هادي العامري حواراً خلال الأيام القليلة المقبلة.
وفي السياق ذاته، أعلن عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة بالعراق، رحيم العبودي، أن المبعوثة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق، جينين بلاسخارت، قدمت مبادرة لحل الأزمة السياسية، يتمثل إطارها العام في عقد مؤتمر للحوار برعاية الأمم المتحدة. وقال إن الزيارة المرتقبة لهادي العامري إلى مقتدى الصدر، مرتبطة بنتائج الزيارة المرتقبة لبلاسخارت إلى الإطار التنسيقي.
وبحسب وسائل إعلام عراقية، أكد رحيم العبودي، أن زيارة جينين بلاسخارت إلى مقتدى الصدر، جاءت ضمن مبادرة لحل الأزمة السياسية في العراق، موضحاً أن بلاسخارت تتوسط حالياً بين الأطراف الشيعية. وأضاف أن الإطار العام للمبادرة يتمثل في عقد مؤتمر للحوار تشرف عليه الأمم المتحدة، وتشارك فيه جميع الأطراف الشيعية والسنية والكردية.
وكانت بلاسخارت زارت زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر في منزله بمنطقة الحنانة في النجف، أول أمس الجمعة، مشيرة إلى أنها عقدت لقاءً جيداً مع الصدر، بحثا خلاله أهمية إيجاد حل للأزمة السياسية. وأشار عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة إلى أن المبعوثة الدولية تعتزم نقل رد الصدر على المبادرة، شفهياً أو عبر زيارة، إلى الإطار التنسيقي في غضون يومين، مبيّناً أن الإطار التنسيقي سيعقد بعد ذلك اجتماعاً لبحث رد الصدر. وشدد رحيم عبودي على أن زيارة هادي العامري إلى مقتدى الصدر، تعتمد على نتائج زيارة بلاسخارت للإطار التنسيقي، حيث سيتقرر القيام بالزيارة من عدمه في ضوء رد مقتدى الصدر.