أفادت مصادر دبلوماسية يمنية بأن المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غروندبرغ، يسعى لتوسيع الهدنة التي تم تمديدها شهرين إضافيين مطلع الشهر الجاري، لتكون هدنة متواصلة تمهد لبدء حوار سلام مستدام في اليمن. وأشارت المصادر، إلى أن المبعوث الأممي طلب من الأطراف اليمنية البدء بمشاورات موسعة للوصول إلى سلام دائم، والتخلي عن المسببات التي تعرقل تنفيذ الاتفاقات السابقة، خاصة فتح الطرق وإطلاق الأسرى، وصرف المرتبات. وأوضحت المصادر أن الجهود الأممية والدولية في سبيل تحقيق السلام في اليمن تصطدم بتعنت ميليشيات الحوثي.
وذكرت المصادر أن مجلس الأمن الدولي يستعد لعقد جلسة، الاثنين المقبل، لمناقشة تطورات الأوضاع في اليمن في ظل تعثر جهود تنفيذ بنود الهدنة الإنسانية بشأن طرقات محافظة تعز المحاصرة. ووفقاً للبرنامج الشهري لمجلس الأمن، «ستعقد جلسة المشاورات بشأن اليمن، صباح يوم الاثنين 15 اغسطس/ آب الجاري»، ويتوقع أن يناقش الأعضاء تطورات الأوضاع العسكرية والإنسانية والاقتصادية ومدى التزام الأطراف بالهدنة وبنود تمديدها والتزامها بالتعاون مع المبعوث الأممي.
ويفترض أن يقدم المبعوث الأممي «هانس غروندبرغ»، إحاطة للمجلس عن نتائج جولة المشاورات مع الأطراف بشأن تبادل الأسرى والمختطفين والتي اختتمت الأسبوع قبل الماضي، في العاصمة الأردنية عمّان. كما سيطلع المبعوث أعضاء مجلس الأمن، على نتائج زيارات مستشاره العسكري إلى اليمن ولقاءاته مع المعنيين في الحكومة وميليشيات الحوثي، ومدى التقدم المحرز في مراقبة تنفيذ الأطراف للهدنة والحد من الخروقات التي يجري الإبلاغ عنها بشكل متكرر من قبل الأطراف المتقاتلة. في الأثناء، شنت ميليشيات الحوثي، أكبر هجوم على مدينة مأرب من الجهة الجنوبية، وذكرت مصادر ميدانية أن الهجوم الحوثي تركز على جبهات «الأعيرف والعكد والفليحة» في محيط البلق الشرقي. وأشارت المصادر إلى أنه تم إفشال الهجوم من قبل الجيش اليمني والمقاومة، وتم تكبيد الميليشيات خسائر كبيرة في صفوف عناصرها وعتادها القتالي.
وأعلنت قوات الجيش اليمني رصد 501 خرق حوثي للهدنة، في ثماني محافظات، خلال اليومين الماضيين، أدت لمقتل وإصابة 32 جندياً يمنياً بنيران الحوثيين. وفي الساحل الغربي لليمن، صعّدت الميليشيات من خروقاتها للهدنة وقامت بمحاولات تسلل تجاه مواقع القوات المشتركة في جبهات جنوب الحديدة وغرب تعز.
وأفاد الإعلام العسكري للقوات المشتركة بأن وحدات الرصد وثقت أكثر من 102 خرق حوثي للهدنة في محوري حيس والبرح، تضمنت محاولات تسلل واستحداث مواقع في أطراف مقبل وجبل راس. وفي إب، أقدمت الميليشيات على اختطاف ثلاثة ناشطين ونقلتهم إلى أحد سجونها السرية في المحافظة، على خلفية آرائهم المناهضة لها.
وفي صنعاء، تواصلت المواجهات بين القبائل وميليشيات الحوثي في مديرية بني حشيش في شرق العاصمة لليوم الرابع على التوالي، تركزت في منطقة «صرف»، حيث أقدمت الميليشيات على قصف منازل ومزارع القبائل بالأسلحة الثقيلة. وذكرت مصادر قبلية، أن الميليشيات فشلت في إجبار القبائل على التنازل عن أرضهم في «صرف» التابعة لمديرية بني حشيش، لمصلحة عناصر حوثية من محافظة صعدة، رغم استخدامها الأسلحة الثقيلة في استهداف المزارع ومنظومة الري بالمنطقة.