إعداد: معن خليل
عرفت كرة القدم على مر تاريخها لاعبين شرسين؛ حيث تسببوا بإصابات خطِرة لمنافسيهم لذلك أطلق على هؤلاء لقب «الجزارين»، ونستعرض في هذا التقرير أبرزهم:
يعد «جزار بلباو» الأشهر في هذا المجال، واسمه أندوني غويكوتشيا، واشتهر كونه دمر أربطة الكاحل والركبة اليسرى للأسطورة الأرجنتينية دييغو أرماندو مارادونا عندما كان النجم الراحل لاعباً في صفوف برشلونة الإسباني عام 1983، وهناك أيضاً حارس مرمى منتخب ألمانيا السابق هارالد شوماخر المعروف باسم «جزار إشبيلية» بعدما اعتدى بوحشية على لاعب منتخب فرنسا، باتريك باتيستون خلال مونديال إسبانيا 1982، ولا ننسى «جزار إيطاليا» كلاوديو جنتيلي، و«جزار النجوم» الهولندي نايجل دي يونغ، و«الجزار الأسترالي» كيفين ماسكوت وغيرهم.
جزار بلباو
وبدأت قصة «جزار بلباو» غويكوتشيا في 24 سبتمبر من عام 1983 حين التقى فريقا برشلونة وأتلتيك بلباو على ملعب «نوكامب»، وكان مارادونا يومها النجم المطلق للنادي الكتالوني، لكن المدافع الشرس لم يمهله سوى دقائق حين انقض على قدمه متسبباً له بإصابة خطِرة أبعدته عن الملاعب لمدة 107 أيام.
والغريب في الأمر أن «جزار بلباو» لم يبد ندماً على فعلته؛ بل افتخر بها بعدما احتفظ بالحذاء الذي أصاب كاحل مارادونا وركبته في علبة زجاجية بمنزله كتذكار تاريخي للحادثة، التي أوقف على إثرها غويكوتشيا لمدة 16 مباراة، إلا أنه لم يتوقف عن ممارسة خشونته بعدما أصاب أيضاً قدم النجم الألماني الشهير سابقاً بيرند شوستر والذي كان يلعب حينها أيضاً في برشلونة.
ولمارادونا عدة «جزارين» اشتهروا بالتعامل معه بقسوة، لكن يبقى أهمهم كلاوديو جنتيلي، الذي أطلق عليه لقب «جزار إيطاليا» واحتل المركز الثامن ضمن قائمة أكثر 50 لاعباً قسوة في كرة القدم حسب اختيارات صحيفة التايمز البريطانية عام 2007.
وكان لدى جنتيلي قاعدة تقول «المهاجم والكرة لا يمران معاً، فقط إحداهما يمر، إما المهاجم أو الكرة»، وقد اشتهر لاعب يوفنتوس السابق بمراقبة مارادونا والنجم البرازيلي زيكو وتمزيق قميصهما في مونديال 1982.
ولم ينس الراحل مارادونا «الجزار» جنتيلي وتذكره بعد 28 عاماً وتحديداً في مونديال 2010 عندما كان مدرباً للأرجنتين وتعرض ليونيل ميسي للعنف خلال لقاء المكسيك في الدور الثاني؛ حيث قال: «لا أعتقد أننا عدنا إلى أيام المدافعين الجزارين مثل جنتيلي».
الحارس القاتل
وعلى الرغم من أن هارالد شوماخر هو من أشهر حراس المرمى في العالم ولديه تاريخ طويل من التألق مع منتخب ألمانيا الغربية سابقاً، فإنه دخل قائمة «جزاري كرة القدم» بعد فعلته الشنيعة في ملعب إشبيلية ضد منتخب فرنسا في مونديال عام 1982.
كان ما حصل في الدور ربع النهائي لمونديال 1982 أشبه بـ«الجريمة» التي هزت البطولة، عندما تعمد الحارس الألماني الاصطدام باللاعب الفرنسي باتريك باتيستون في حادثة وصفها كريس فريدي في كتابه «كأس العالم» بأنها أسوأ خطأ في تاريخ المونديال.
في الدقيقة 50 أرسل فنان منتخب فرنسا السابق ميشيل بلاتيني تمريرة ذهبية إلى باتيستون داخل منطقة الجزاء ليخرج شوماخر مندفعاً من مرماه بعنف ليخطف الكرة ويضرب بقدمه باتيستون في صدره ويوجه كوعه الأيمن نحو وجهه ليسقط اللاعب الفرنسي على أرض الملعب فاقداً للوعي والحركة، ودخل الطاقم الطبي بسرعة لإنقاذه وبعد 6 دقائق أخرجوه من الملعب محمولاً ونقل إلى المستشفى.
شوماخر الذي ارتكب ذلك الخطأ الشنيع لم تهزه الحادثة؛ بل استمر على مدى الست دقائق التي عولج فيها باتيستون يجري حركات الإحماء وأيضاً أبدى امتعاضاً من طول عملية إسعاف اللاعب، وظل يمضغ اللبنان الذي اشتهر به بشكل مستفز.
نقل باتيستون إلى المستشفى ما بين الحياة والموت ومما جاء في موسوعة صحيفة «ليكيب» الفرنسية عن كأس العالم أن «الجميع كان يشعر بالخوف، لأن هذه الحادثة كادت أن تقضي على حياة باتيستون نهائياً ومن المؤسف أن شوماخر لم يبد الأسف على ضحيته».
تعرض باتستيون لكسر أربعة ضلوع وتحطم خمسة أسنان بجانب عدة كدمات في فقرات الرقبة ولم يلعب مع فريقه موناكو طوال مباريات الدور الأول من الدوري الفرنسي الذي تلا المونديال، وعندما علم شوماخر بحجم الإصابة لم يتراجع عن موقفه وزاد من غضب العالم عندما قال: «لا يوجد شيء اسمه تعاطف بيننا في عالم المحترفين، أخبروه أنني سأدفع فاتورة تركيب أسنانه الجديدة».
وقد قال شوماخر بعد 15 عاماً من تلك الواقعة أنه لو عادت نفس الظروف لكان سيفعل نفس الشيء.
غضب الفرنسيين
لم ينس العالم لشوماخر تلك الحادثة وفي المباراة النهائية لنفس المونديال أمام إيطاليا كان معظم المشجعين يطلقون صافرات الاستهجان تجاه حارس ألمانيا كلما لمس الكرة، وفي فرنسا أجري استطلاع للرأي حول أكثر الألمان كرهاً عندهم، فتغلب شوماخر على الزعيم النازي هتلر.
وحتى الألمان أنفسهم أبدوا استياءهم من موقف حارس مرمى منتخبهم وكتب لوديجر شولز في كتابه القديم عن المنتخب الألماني أن ما فعله شوماخر غطرسة تؤدي إلى مزيد من التطرف، وتابع شولز: «هذه الواقعة أعادت الوجه القبيح للكرة الألمانية مرة أخرى للحياة».
يذكر أن حكم المباراة بين ألمانيا وفرنسا الهولندي شارلز كروفر لم يتخذ أي قرار بحق شوماخر وحتى لم يرفع في وجهه بطاقة صفراء، في واقعة أثارت الاستغراب أكثر، على الرغم من أن الحارس كان يستحق السجن والمحاكمة حسب
رأي الفرنسيين.
الأسترالي القاسي
حادثة أخرى أرتكبها أحد «جزاري» كرة القدم المشاهير هو كيفن موسكات استدعت محاكمة وحكم صدر بعد ست سنوات من وقوع حادثة إعاقة عنيفة.
حصل ماتي هولمز لاعب وسط نادي تشارلتون عام 2004 على ثاني أكبر تعويض في تاريخ القضايا الرياضية في بريطانيا عندما فرضت المحكمة على موسكات دفع نحو 750 ألف جنيه إسترليني إلى هولمز الذي انتهى مشواره مع اللعبة بسبب خطأ عنيف ارتكبه المدافع الأسترالي.
وكان يطلق على موسكات «الرجل القاسي»، وبدأ مسيرته مع الكرة الإنجليزية عام 1995 عندما انضم إلى نادي شيفيلد يونايتد ثم كريستال بالاس وبعدها انتقل إلى فريق ولفرهامتون وخلال لقاء الأخير مع تشارلتون عام 1998 اشترك بكرة مع هولمز بشكل عنيف، ما أدى إلى كسر ساقه اليسرى وإنهاء مسيرته كلياً مع كرة القدم.
ولم يكتف موسكات الذي نال خلال مسيرته 123 بطاقة صفراء و12 حمراء بذلك؛ بل تسبب بإيذاء الكثير من اللاعبين، لتطلق عليه مختلف التسميات القبيحة، منها «أنه الرجل الأبغض في عالم كرة القدم» حسب مارتن غرينجر اللاعب السابق لنادي برمنغهام بعد تعرض زميله ستان لازاريديس لضربة قوية من المدافع الجزار.
أما روجيه لومير مدرب منتخب فرنسا فقد قال عن موسكات إن تصرفاته «وحشية»، وذلك بعدما تعمد إيذاء لاعب «الديوك» كريستوفر دوغاري خلال لقاء ودي مع منتخب أستراليا عام 2001.
ومن أشهر ما يروى عن موسكات أنه كان عام 2006 صاحب أغرب اعتداء في كرة القدم، عندما قام جون كوسمينا مدرب فريق أديلايد يونايتد الأسترالي بمحاولة خنق موسكات الذي كان يلعب لفريق ملبورن فيكتوري، وذلك بعدما أسقط المدرب من فوق مقعده أثناء محاولتهما الإتيان بالكرة من خارج الملعب.
ومن مشاهير «جزاري كرة القدم» أيضاً هناك الهولندي دي يونغ لاعب ميلان الإيطالي السابق والذي احترف سابقاً مع مانشستر سيتي الإنجليزي؛ حيث سبق له أن أبعد الفرنسي حاتم بن عرفة ستة أشهر عن الملاعب بعدما تسبب له بكسر مزدوج، كما تسبب بإبعاد لاعب منتخب أمريكا ستيوارت هولدن عن مونديال 2010 خلال لقاء، كما ضرب لاعب إسبانيا تشافي ألونسو خلال نهائي الحدث العالمي نفسه لذلك سمي بـ«جزار النجوم».
أخبار شائعة
- ما الذي ينتظر "البيتكوين" في 2025؟
- الاقتصاد البريطاني لم يحقق أي نمو في الربع الثالث
- لاغارد: منطقة اليورو قريبة من تحقيق هدف التضخم
- وزير خارجية الأردن يزور دمشق.. ويلتقي الجولاني
- مدرب المنتخب السعودي : اتحمل مسؤولية الخسارة من منتخب البحرين ونحتاج الكثير من العمل
- "أدنوك للحفر" تستقبل منصتي حفر بحريتين جديدتين
- رغم الاعتذار.. قائد جيش أوغندا يهدد مجددا بـ"غزو الخرطوم"
- صحيفة: قطر "ستوقف" مبيعات الغاز لأوروبا إذا تم تغريمها