تدمر حرائق الغابات الناجمة عن تغير المناخ ضعف المساحات العالمية المغطاة بالأشجار، مقارنة مع ما كان يحدث قبل 20 عاماً، وفقاً لبيانات نُشرت، أمس الأربعاء، تظهر أن العالم يخسر كل دقيقة ما يوازي مساحة 16 ملعباً لكرة القدم مغطاة بالأشجار، فيما واصلت البرتغال كفاحها للسيطرة على حريق في منتزه طبيعي، بينما خفضت واشنطن حصص المياه لبعض الولايات وللمكسيك بسبب الجفاف،
وأظهر البحث الذي وفر تحليلاً لم يسبق أن تضمن مثل هذه التفاصيل، كيف تطورت حرائق الغابات على مدى العقدين الماضيين، وكيف دمرت هذه الحرائق ما يقدر بثلاثة ملايين هكتار إضافية كل عام – بما يضاهي مساحة بلجيكا – مقارنة بعام 2001. وأظهرت الدراسة أن فقدان الغطاء الشجري يحصل بأغلبيته في الغابات الشمالية التي تغطي مساحات واسعة من روسيا وكندا وألاسكا، وتعد من بين أكبر مستودعات الكربون على الأرض. وأظهرت البيانات أن عام 2021 شهد بعض أسوأ حرائق الغابات منذ مطلع القرن مع فقدان 9,3 مليون هكتار من الغطاء الشجري على مستوى العالم. وأوضحت خدمة مراقبة الأقمار الاصطناعية التابعة للاتحاد الأوروبي، الأسبوع الماضي، أن أوروبا الغربية شهدت حرائق على مستوى قياسي حتى الآن في عام 2022، مع فقدان عشرات الآلاف من الهكتارات من الغابات في فرنسا وإسبانيا والبرتغال. وقال الباحثون إن تغير المناخ كان على الأرجح «دافعاً رئيسياً» في زيادة استعار الحرائق، إذ تجعل موجات الحرارة الشديدة الغابات جافة أكثر بخمس مرات حالياً مما كانت عليه قبل 150 عاماً. وأوضحوا أن هذه الظروف الأكثر جفافاً تؤدي إلى إصدار انبعاثات أعلى من الحرائق لتزيد تفاقم تغير المناخ كجزء من «حلقة التغذية الراجعة بين الحرائق والمناخ».
من جهة أخرى، تواصلت التعبئة في منتزه سيرا دا استريلا الطبيعي في وسط البرتغال للسيطرة على حريق اندلع منذ السادس من أغسطس/ آب في قرية أورجيس. وأكد قائد الحماية المدنية أندريه فرنانديز، خلال إيجاز صحفي «تمت السيطرة على 90 في المئة من نطاق هذا الحريق حتى الآن».
وأشار إلى مشاركة أكثر من 1200 رجل إطفاء، و340 مركبةن و14 وسيلة إطفاء جوية، لمكافحة الحريق «ضمن نطاق يبلغ 160 كيلومتراً».
إلى ذلك، بات ينبغي لبعض الولايات الأمريكية، وللمكسيك أيضاً، الحدّ من استهلاك المياه لتفادي تداعيات «كارثية» على نهر كولورادو، في وقت تعاني المنطقة من جفاف لا سابق له، وفق ما أعلنت الحكومة الفيدرالية. وبعد تساقطات أدنى من المتوسط لعقدين من الزمن، بات مستوى المياه في هذا النهر الحيوي للغرب الأمريكي يثير القلق. وتتفاقم موجات الجفاف بفعل التغير المناخي الناجم عن الأنشطة البشرية. وبالرغم من تحذيرات أطلقت مراراً وتكراراً، لم تنجح الولايات التي تعوّل على هذا النهر في تخفيف استخدام المياه على نحو كافٍ، ما دفع السلطات الفدرالية إلى فرض هذه القيود، أمس الأول الثلاثاء. (وكالات)