بغداد – «الخليج»، وكالات:
أدّى الآلاف من مناصري التيار الصدري صلاة الجمعة، أمس، في محيط البرلمان العراقي داخل المنطقة الخضراء في بغداد، فيما يواصلون اعتصامهم منذ ثلاثة أسابيع للضغط على خصومهم السياسيين، على وقع أزمة سياسية خانقة، فيما وجّه قيادي مقرب من زعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، تحذيراً للإطار التنسيقي، قائلاً إن الصبر نفد، في حين أكدت البعثة الأممية أن الخلافات في العراق ليست عصيّة على الحل.
وتحت شمس حارقة، تجمّع الآلاف، أمس الجمعة، في ساحة محاذية للبرلمان العراقي، لأداء الصلاة كما يفعلون منذ بدء اعتصام التيار الصدري، منهم من اتكّأ على سجادة الصلاة، واحتمى آخرون تحت المظلّات. وفي خطبة الجمعة، أعرب الخطيب، مهند الموسوي، المقرب من الصدر عن رفض الحوار. وقال إن التيار لا يعتد بالحوارات السياسية، في إشارة إلى الحوار الوطني الذي دعا إليه رئيس الوزراء، مصطفى الكاظمي، يوم الأربعاء الماضي. وأضاف أن «الحوارات السياسية التي تعقدونها من أجل مصالحكم السياسية والحزبية ليست في مصلحة البلد والشعب». وأضاف «هذه الحوارات لا قيمة لها عندنا، ولا نقيم لها وزناً أبداً»، مؤكداً أن «الشعب مصدر السلطات وسيقرر مصيره بنفسه». وتابع قائلاً «إرادتنا لن تكسر، وسنكسر كل الإرادات الفاسدة». وكان الصدر أكّد رفضه لمخرجات الحوار وفق بيان صدر عن مقرّب منه، أمس الأول الخميس، اعتبر فيه أن «جلسة الحوار لم تسفر إلا عن بعض النقاط التي لا تسمن ولا تغني من جوع»، متعهداً مواصلة «الثورة».
من جهته، قال صالح محمد العراقي، الذي يعرف بـ«وزير الصدر»، في تغريدات على «تويتر» إن «نهج الإطار أصابه العوار، وأنه لا يملك قراره»، معتبراً أنه مملوء بالتناقضات وقريب من «الإخوان». كما اتهم «الإطار» بأن سياسته قائمة على القتل ومحاولة السيطرة على الحكم.
من جهة أخرى، دعت ممثلة البعثة الأممية في العراق، جينين بلاسخارت، إلى الحوار. وشددت في بيان نشرته على حسابها في تويتر، أمس الجمعة، بمناسبة إحياء الذكرى التاسعة عشرة للهجوم على مقرّها في بغداد، على أن الخلافات الراهنة في العراق ليست عصيّة على الحل، ولا يمكن اعتبارها أكثر أهمية من المصلحة الوطنية. وأشارت إلى أن البلاد شهدت مصاعب لا حصر لها، معتبرة الأزمة السياسية الحالية أحدث تحد مطوّل. كما حثت كل الفرقاء على الحوار، معتبرة أن التضحيات العديدة التي بُذلت سابقاً من أجل استعادة مكانة البلاد يجب ألا تذهب سدى. ودعت إلى حشد كل الجهود من أجل الحوار والتوصل إلى حل يخرج العراق من أزمته.
إلى ذلك، أعلن جهاز الأمن الوطني في العراق، أمس الجمعة، عن اعتقال قيادات من تنظيم «داعش» الإرهابي في محافظة كركوك.