إعداد – محمد ثروتأثار إعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مساء الاثنين الاعتراف باستقلال جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك الانفصاليتين في شرق أوكرانيا عاصفة عالمية، مع اشتعال المخاوف من قيام موسكو بغزو أوكرانيا، خاصة مع تأكيد بوتين إرسال قوات روسية إلى دونيتسك ولوغانسك من أجل حفظ السلام.وتعتبر الخطوة التي اتخذها بوتين والمتمثلة بالاعتراف بجمهوريتي دونيتسك ولوغانسك محفوفة بالمخاطر، وتهدد باندلاع الحرب في أي وقت، كون القوات الروسية ستكون على خط التماس تماماً أمام نظيرتها الأوكرانية.قنبلة موقوتةكما أن دخول القوات الروسية إلى دونيتسك ولوغانسك يعني أن موسكو ستمدد نفوذها الفعلي عبر الانفصاليين المؤيدين لها في الجمهوريتين، والقوات التي سترسلها إلى هناك، إلى ما هو أبعد مما كان عليه حتى وقت قريب، حيث سيمتد الوجود الروسي إلى المناطق الواقعة تحت سيطرة الجيش الأوكراني.ويخشى مسؤولون أوكرانيون وغربيون من أن هذا الاعتراف سيمهد الطريق تماماً أمام زعماء الجمهوريتين الانفصاليتين إلى طلب المساعدات العسكرية من روسيا، ما يمهد الطريق تماماً أمام عملية عسكرية روسية واسعة النطاق، وسوف تعتبر كييف ذلك اعتداءً من جانب القوات الروسية على أراضيها.وبحسب مجلة «ذي إيكونوميست»، فإن اعتراف روسيا باستقلال دونيتسك ولوغانسك يقترب من سيناريو «الضم»، الذي نفذته موسكو مع شبه جزيرة القرم في عام 2014، حيث ستضم الجمهوريتان قطاعات واسعة من المواطنين الروس الجدد، حيث قامت روسيا بتوزيع مئات الآلاف من جوازات السفر على المواطنين من سكان إقليم دونباس، الذي يضم دونيتسك ولوغانسك، وصوّت الكثير منهم في الانتخابات البرلمانية الروسية العام الماضي.الصراع في 10 نقاطويمكن شرح أسباب الأزمة وجذورها في النقاط التالية:أولاً: تقع جمهوريتا دونيتسك ولوغانسك، اللتان اعترفت روسيا باستقلالهما، في المنطقة المعروفة باسم حزام الصدأ شرق أوكرانيا، حيث تعتبر الجمهوريتان جزءاً من إقليم دونباس.ثانياً: يعتبر إقليم دونباس محوراً صناعياً رئيسياً يقوم على التعدين.ثالثاً: تعتبر دونيتسك مدينة التعدين الرئيسية في دونباس، ويزيد عدد سكانها قليلاً على 900 ألف نسمة، أما لوغانسك، فيبلغ عدد سكانها 1.5 مليون نسمة، وهي أيضاً مدينة صناعية.رابعاً: يسيطر الانفصاليون المدعومون من روسيا على دونيتسك ولوغانسك منذ عام 2014، بعد ضم موسكو لشبه جزيرة القرم، في أعقاب المظاهرات التي أطاحت الرئيس الأوكراني الموالي لروسيا فيكتور يانوكوفيتش.خامساً: منذ عام 2014، وقت اندلاع الأزمة، قُتل ما لا يقل عن 14 ألف شخص، في القتال بين الجيش الأوكراني والانفصاليين الموالين لروسيا.سادساً: يؤدي اعتراف الرئيس الروسي بوتين باستقلال دونيتسك ولوغانسك إلى دفن اتفاق 2015 الهش للسلام، ويفتح الباب أمام دور مباشر للجيش الروسي في الصراع.سابعاً: الحدود الفاصلة بين القوات الأوكرانية والمناطق الواقعة تحت سيطرة الانفصاليين تعرف باسم «خط التماس».ثامناً: كلتا المنطقتين دونيتسك ولوغانسك تسعيان للاستقلال التام عن الحكومة المركزية في أوكرانيا، ويوجد رئيسان لكلتا الجمهوريتين.تاسعاً: يعتبر إقليم دونباس في قلب المعركة الثقافية بين روسيا وأوكرانيا، حيث تقول موسكو إن تلك المنطقة، التي تمثل مساحة واسعة من شرق أوكرانيا، تتحدث اللغة الروسية، وتحتاج إلى الحماية من القومية الأوكرانية.عاشراً: وجود المتكلمين باللغة الروسية بقوة في دونيتسك ولوغانسك يرجع إلى أن العديد من العمال الروس انتقلوا للعيش هناك، بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.وتنشر روسيا ما يقرب من 190 ألفاً من قواتها على الحدود مع أوكرانيا، وبعد قرار الاعتراف باستقلال دونيتسك ولوغانسك فإن القوات الروسية ستدخل المنطقتين، لحفظ السلام كما أعلن بوتين مساء الاثنين.وترفض روسيا أي انتشار لقوات حلف شمال الأطلسي «الناتو» في شرق أوروبا، كما تعارض بشدة انضمام أوكرانيا إلى الحلف، حيث ترى روسيا أوكرانيا بوصفها «منطقة عازلة» أمام الناتو، الذي تأسس عام 1949 للدفاع عن أوروبا ضد العدوان السوفييتي، ووصف بوتين أي توسع للحلف شرقاً بأنه يمثل خطاً أحمر بالنسبة له.
أخبار شائعة
- روسيا تنذر برد "قريب" على "ضربة صاروخية أوكرانية ضخمة"
- الجيش الإسرائيلي يعلن فشل اعتراض صاروخ أطلق من اليمن
- أوكرانيا وروسيا تتبادلان طرود عيد الميلاد لأسرى الحرب
- "مراسم تأبين" في ماغدبورغ بعد الهجوم على سوق عيد الميلاد
- مجلس النواب الأميركي يقر مشروع قانون لتجنب "الإغلاق"
- خليجي 26: تصريحات المدربين واللاعبين قبل انطلاق البطولة
- صالح الصقري ومحمد الخراشي ينضمان لتحليل مباريات خليجي 26
- لبنان يسارع للكشف عن مصير المفقودين والمخفيين قسرا في سوريا