بيروت: «الخليج»، وكالات
تراجع منسوب التفاؤل لدى اللبنانيين الذين كانوا يترقبون حسم مصير التأليف الحكومي خلال الأسبوع الحالي، بعد أن أكد رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي في حديث تلفزيوني مساء، أمس الاثنين، أنَّ «عدو السلطة هو الفراغ»، مشيراً إلى أن «رئيس الجمهورية ولدى لقاء الشوق الأخير كان مرناً ومنفتحاً على تعديل التشكيلة، ولم يمانع في تسمية وزير يمثل عكار». وقال ميقاتي: وعد رئيس الجمهورية بأنه سيعطي رده على الأسماء المنوي تغييرها بعد 24 ساعة، لكني تفاجأت في اليوم التالي من الاجتماع مع رئيس الجمهورية بإيفاد المدير العام للرئاسة أنطوان شقير حاملاً رسالة مفادها «مش ماشي الحال»، ما يعني أن حسم الملف الحكومي قد يتأخر، في وقت ينتظر لبنان عودة الوسيط الأمريكي لترسيم الحدود البحرية أموس هوكشتاين بحذر، وسط تهديدات بالحرب أطلقها وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس، في حين ارتفعت أسعار المحروقات وعاد مشهد طوابير السيارات أمام المحطات بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار الذي تجاوز ال 34 ألف ليرة لبنانية.
وكان الجميع ينتظر لقاء عون وميقاتي المتوقع خلال أيام لاستكمال البحث بالملف الحكومي بعد تجاوز أزمة التصعيد الكلامي بين ميقاتي ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بعد الاتهامات المتبادلة بينهما بالتعطيل بغية الاتفاق على اسمي وزيري الاقتصاد والمهجرين الجديدين بدل الوزيرين أمين سلام وعصام شرف الدين وسط تمسك عون بتسمية البديلين، فيما يقترح ميقاتي اسماً من عكار بدل سلام لتمثيل كتلة النواب السنة هناك، ولاسم درزي بدل شرف الدين المحسوب على النائب السابق طلال أرسلان يكون الحزب «التقدمي الاشتراكي» راضياً عنه، أو اعتماد خيار توسيع الحكومة إلى 30 وزيراً كما يقترح عون بعد ضم 6 وزراء دولة إليها يمثلون مختلف القوى السياسيةمن جهة أخرى، لا يزال لبنان ينتظر بحذر عودة هوكشتاين المتوقعة خلال أيام، حاملاً الجواب الإسرائيلي على المقترحات اللبنانية وسط تفاؤل بإمكانية التوصل إلى حل وبدء المفاوضات غير المباشرة قبل نهاية الشهر الجاري. ونفى مصدر سياسي لبناني، أن يكون لبنان قد تبلغ من قبل أي جهة أو من قبل الوسيط الأمريكي، بأي موقف بشأن أي اتفاق مرتقب لترسيم الحدود بين لبنان وإسرائيل، يتضمن تنازلاً إسرائيلياً عن مقطع داخل البحر، مقابل تنازل لبناني عن منطقة أكثر قرباً من الشاطئ، وفق ما نقلت صحيفة «الناضول». وكانت القناة ال 12 الإسرائيلية ذكرت أن هوكشتاين يعمل على تسوية من هذا القبيل لإنهاء النزاع الحدودي وترسيم الحدود المائية بين لبنان وإسرائيل، في وقت حذّر غانتس «حزب الله» من أن أي هجوم على حقل الغاز البحري الحدودي كاريش قد يؤدي إلى حرب. وقال غانتس إن عمليات استخراج الغاز ستبدأ «عندما يكون (الحقل) جاهزاً للإنتاج»، مدعيا أن حقل كاريش يقع ضمن المياه الإقليمية الإسرائيلية. وقال لإذاعة «103 إف إم» قائلا إن «إسرائيل على استعداد لحماية مقدراتها والتوصل إلى اتفاق مع الحكومة اللبنانية بوساطة أمريكية بشأن حقل قانا». وأضاف «أعتقد أنه سيكون هناك حقلان للغاز في المستقبل، واحد من جانبنا والآخر من جانبهم (لبنان)». وعبّر غانتس عن أمله «أن لا نضطر إلى خوض جولة أخرى من المواجهات قبل ذلك الوقت». وفي معرض رده على سؤال حول احتمال نشوب حرب في حال شن «حزب الله» هجوماً على حقل غاز إسرائيلي، رد غانتس « نعم قد يؤدي ذلك إلى رد فعل».
إلى ذلك، عاد مشهد طوابير السيارات أمام المحطات من جديد بعد تفاقم أزمة المحروقات بعدما أبلغت الشركات المستوردة للنفط أن مادة البنزين لن تسلّم إلى المحطات، والسبب عدم وضوح آلية احتساب النسبة التي سوف يتم تسعير البضاعة على أساسها بين دولار صيرفة والسوق الموازية من قبل مصرف لبنان علماً بأن الأسعار ارتفعت مع ارتفاع سعر صرف الدولار في السوق السوداء، الذي وصل إلى ما بين 34200 ليرة للشراء و34300 ليرة للبيع، وبالتالي ارتفعت معه أسعار المحروقات.