إعداد: علي نجم
يحتفل دوري الإمارات لكرة القدم حين تنطلق صفارة بداية النسخة 48 منه، بالعام ال 50 لانطلاقته، منذ أن أبصر النور موسم 1973 – 1974 وفاز بلقبه الأول فريق العروبة (الشارقة).
أقيمت على مدى السنوات ال49 الماضية 47 نسخة من البطولة، في حين ألغيت في موسمي 1990-1991 بسبب حرب الخليج، وفي موسم 2019-2020 بسبب فيروس كورونا.
وكان دوري الإمارات على موعد دائم مع الإثارة،من الملاعب الترابية، إلى الملاعب العشبية، والتحف المعمارية الكروية، ومن الهواية إلى الاحتراف، كانت كرة الإمارات دائماً على موعد سنوي ثابت مع مسابقة، جذبت الأضواء، وشكلت دائماً «الحدث الكبير» الذي يسعد الجماهير، ويسرق أحلامهم أو يحولها إلى واقع جميل في ليالي التتويج التي تبقى خالدة في الذاكرة.
كان دورينا دائماً محط كل الأنظار، منذ البدايات، ورغم كل الصعوبات، سارت المسابقة على درب النجاحات، فتخطت كل العوائق وتبدل الكثير من الأسماء، لكن إثارة المسابقة لم تتغير لتبقى دائماً هي محل جذب لكل اهتمام، بعدما مارست البطولة هواية صنع المتعة والإثارة والتنافس، رغم تبدل العصور وتغيير هوية المنافسين.
ومر «دورينا» بالكثير من التغييرات، فعاش الهواية بمشاركة الأجانب، ومن دونهم، حتى جاء قرار شهر رمضان الشهير بعودة الأجانب إلى ملاعبنا، قبل أن يكون القرار النوعي الآخر بتطبيق الاحتراف.
حقبة الاحتراف
وبعيداً عن حقبة الهواية التي طويت آخر أوراقها بتتويج فريق الشباب بطلاً للمسابقة بعد ماراثون من المنافسة على الدرع مع الجزيرة في موسم 2007-2008، فإن الحقبة الجديدة التي بدأت مع الاحتراف جاءت لتمنح المسابقة واللعبة نقلة كبيرة ونوعية على مستوى: التنظيم، الإدارة، الهوية الفنية، والصراع، حيث باتت الكلمة هي ل«الهوامير» الكبار الذين يمتلكون القدرات المادية على جذب النجوم من محليين وأجانب من أجل الظفر بدرع المسابقة، وإن كان تراجع الحضور الجماهيري هو العائق الوحيد أمام صنع مسابقة كاملة الأوصاف.
وسيشهد الموسم الكروي الجديد، تغييرات جديدة على مستوى قيد وتسجيل اللاعبين، وعلى عدد اللاعبين الأجانب الذين سيرتفع عددهم إلى 5 لاعبين، إضافة إلى اللاعبين المقيمين، بعدما كان القرار الأول بلاعبين فقط، لتصل اللعبة إلى منعطف جديد، يتواكب مع متطلبات المشاركات الآسيوية لفرقنا التي ما زالت تبحث عن موطئ قدم لها فوق المسرح القاري، بعدما تراجعت النتائج وتدهورت العروض في السنوات الأخيرة.
زعامة العين
وفرض العين نفسه زعيماً للمسابقة تاريخياً، بعدما أضاف الموسم الماضي النجمة الرابعة عشرة على سجله الذهبي بالفوز بالدرع للمرة 14، والخامسة في عصر الاحتراف، ليوسع الفارق عن الملاحقين شباب الأهلي والوصل إلى 7 ألقاب.
وفي الوقت الذي سيكون العين مرة جديدة هو المرشح الأول لنيل الدرع، ستتطلع الفرق الأخرى إلى كسر احتكار الزعيم، وضمان عدم زيادة الفريق «البنفسجي» لغلته من الألقاب والدروع، بهدف تقليص الفارق الذي يفصل بينهم وبين من تربع على عرش صدارة اللعبة لسنوات عدة.
وشهد تاريخ المسابقة تتويج 8 فرق بلقب الدرع، فكانت حصة الأسد للعين ب 14 لقباً، مقابل 7 للوصل وشباب الأهلي، و6 للشارقة، و4 للوحدة، مقابل ثلاث مرات لكل من الجزيرة والنصر والشباب.
أما في حقبة الاحتراف التي بدأت في موسم 2008-2009، فقد شهدت المسابقة تتويج 5 فرق من أصل 21 شاركت بها طوال السنوات السابقة.
وكان شباب الأهلي أول بطل ينال الدرع في زمني الهواية والاحتراف، لكن شمس الفرسان غابت عن منصة التتويج في آخر 6 سنوات (باحتساب موسم الإلغاء).
ويتساوى «الفرسان» مع الجزيرة بالفوز بالدرع 3 مرات في عصر الاحتراف، ليمثلا مثلث الصراع الأبرز مع «الزعيم» على الدرع، في وقت ذهب اللقب مرة واحدة إلى بيت «أصحاب السعادة»، ومرة واحدة إلى معقل الإمارة الباسمة في أحضان نادي الشارقة.
وتبدلت هوية البطل في عصر الاحتراف بشكل دائم في دورينا، باستثناء مرة واحدة كسر بها العين القاعدة، ونال اللقب مرتين على التوالي في موسمي 2011-2012، و2012-2013، وهو الإنجاز الذي يأمل أن يتكرر من جديد.
العنبري فقط
ويمثل فوز الشارقة بالدرع في موسم 2018-2019 واحدة من أبرز لقطات المواسم منذ بداية عصر الاحتراف، خاصة أنه اللقب الأول في تاريخ الملكي بعد سنوات من التراجع، كما كان اللقب الأول الذي يتوج به مدرب محلي، وهو المشهد الذي قد لا يتكرر من جديد في القريب العاجل.
وجوه جديدة
وشهدت المسابقة «ظاهرة» تقليص وزيادة الأندية، فكانت البداية مع 12 فريقاً، ومن ثم مع 14، قبل أن يتقلص العدد من جديد إلى 12، ومن ثم ليترفع إلى 14 بعد انتهاء «حقبة الدمج».
وسيشهد الموسم الجديد، كما الموسم الماضي، «ظاهرة» جديدة تتمثل بالوافدين الجدد إلى عالم الأضواء والمحترفين، فقد سجل العروبة في الموسم الماضي أول مشاركة له في دورينا بعصر الاحتراف، لكنه لم يعمر طويلاً، ليعود من جديد إلى عالم المظاليم بعدما حل وصيفاً للقاع برصيد 18 نقطة.
وسيكون البطائح الاسم الجديد في دورينا «تاريخياً»، ذلك أنها المرة الأولى التي سيخوض بها الفريق منافسات الدوري بعدما أمضى 3 سنوات في دوري المظاليم فقط.
وسيكون البطائح الفريق ال 21 الذي سيحفر اسمه في تاريخ المسابقة بالمشاركة في المنافسات أملاً أن ينجح في كسر مقولة الصاعد هابط التي كانت حدثاً شبه ثابت في المسابقة خلال العقود الثلاث الأخيرة.
أرقام وحقائق
وكان عصر الاحتراف، قد شهد العديد من الأرقام التاريخية، فكان الجزيرة هو «أفضل بطل» بعدما حصد 68 نقطة في موسم 2016-2017، مقابل 66 نقطة لشباب الأهلي بطل نسخة 2015-2016.
وتصدر الجزيرة قائمة الفرق الأكثر فوزاً في موسم واحد (22 فوزاً)، مقابل (21 فوزاً) لشباب الأهلي.
ويعتبر العين الفريق «الفتاك» هجومياً في مرمى المنافسين، بعدما سجل 74 هدفاً في موسم 2012-2013، بينما هز الجزيرة شباك المنافسين 72 مرة في موسم 2016-2017، حين نال اللقب.