تستضيف كازاخستان يومي 14 و 15 سبتمبر المقبل الدورة السابعة لمؤتمر زعماء الأديان العالمية والتقليدية في العاصمة “نور سلطان” بحضور فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف وقداسة البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، بالإضافة إلى 100 وفد من 60 دولة يمثلون جميع الأديان وذلك تحت عنوان “دور زعماء الأديان العالمية والتقليدية في التنمية الروحية والاجتماعية للبشرية في فترة ما بعد الجائحة”.
ونوه سعادة ماديار مينيلبيكوف، سفير جمهورية كازاخستان لدى الدولة – خلال إحاطة إعلامية عقدها بمقر سفارة بلاده في أبوظبي – إلى وجود تشابه كبير في معايير التسامح بالإمارات العربية المتحدة وكازاخستان، من حيث احتضان عدد كبير من الجنسيات والأعراق، مع تواجد نحو 130 جنسية ومجموعة عرقية في كازاخستان، ونحو 200 جنسية من مختلف دول العالم في الإمارات يعيشون في تآخ وسلام واستقرار.
وقال : تتميز ثقافة التسامح في الاستراتيجية الكازاخية بأنها نتاج صراع طويل من أجل البقاء والاستمرار، منذ الاستقلال عن الإتحاد السوفييتي السابق، مما ساهم في اهتمام الدولة الكازاخية بهذا المفهوم ليس سياسيا فقط وإنما ثقافيًا واجتماعيًا أيضا، مشيرا إلى أن برامج واستراتيجية الحكومة الكازاخية ساهمت في ترسيخ مفهوم التسامح الاجتماعي بين مختلف الأعراق، مما حافظ على الاستقرار الاجتماعي – السياسي وتهيئة الظروف المواتية لتنمية الاتصال بين التعددية الثقافية وفيما بين الثقافات، حيث واجهت الحكومة الكازاخية الكثير من العقبات والتحديات الاجتماعية بسبب تعدد الطوائف والأعراق المكونة للمجتمع الكازاخي المعاصر، إذ أصبحت هذه القضية ضمن الأولويات والمهام الأساسية في الاستراتيجية الاجتماعية والثقافية.
وأوضح سفير كازاخستان لدى الدولة أن المؤتمر السابع سيكون أحد الأحداث الدولية الرئيسية لهذا العام، حيث ستظهر كازاخستان للعالم التزامها بأفكار التسامح والانفتاح والاحترام المتبادل والثقة بين الدولة والمجتمع، والتأكيد على أن تشكيل ثقافة الحوار أصبحت أحدى التوجهات القيمة الأساسية في هذا العصر، وذلك في مواجهة عالم مليء بالتحديات، حيث لن تكون البشرية قادرة على البقاء إلا من خلال تطوير ثقافة الثقة والحوار.
وقال السفير ماديار : لقد اكتسب المؤتمر حقًا مكانة الرمز المميز لكازاخستان التي أصبحت منصة دولية فريدة للحوار بين الأديان العالمية والتقليدية، مشيرا إلى الاعتراف الدولي بدور كازاخستان، ومنها الأمم المتحدة، ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا، وتحالف الحضارات، ومنظمة التعاون الإسلامي، ورابطة العالم الإسلامي، ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة /اليونسكو/، وقادة الأديان.
وأكد أن استراتيجية التنمية في كازاخستان تهدف إلى ضمان الحوار والتعاون بين الثقافات والأديان كعمود أساسي للنظام الدولي، وذلك لادراكها التام بالحاجة الماسة إلى إصلاحات عاجلة في نظام العلاقات الدولية التي تهدف إلى قمع التهديدات والتحديات التي واجهها المجتمع العالمي في العقد الثالث من القرن الحادي والعشرين، مشيرا إلى أن مؤتمر زعماء الأديان الذي انعقد لأول مرة منذ 19 عامًا لقي استجابة كبيرة في العالم ولعب دورا إيجابيا في إقامة حوار بنّاء بين المجتمعات والأديان والثقافات والتسامح.
وحول الأهدف المحددة لمؤتمر زعماء الأديان، حدد السفير أبرزها فيما يلي، ترسيخ السلام والتعايش، والاحترام المتبادل والتسامح بين الأديان، والأمم والجماعات العرقية، ومنع استخدام الدين لتصعيد النزاعات، وتعزيز تقاليد الحوار بين الأديان والطوائف، والتعاون مع جميع المنظمات الدولية، وتوسيع الحوار بين ممثلي مختلف الأديان بمشاركة ممثلي وسائل الإعلام وجمعيات الشباب والمثقفين وتنمية ثقافة التسامح والاحترام المتبادل في مواجهة الكراهية والتطرف.
وام