أفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن فلسطينيين اثنين قتلا في اشتباكين منفصلين مع الجيش الإسرائيلي، الذي اعتقل 15 فلسطينياً من أنحاء مختلفة في الضفة الغربية ومدينة القدس المحتلتين الخميس، فيما تقول أوساط إسرائيلية إنها تخشى من تصعيد أكبر في الضفة الغربية في الثلث الأخير من هذا العام بالتزامن مع التحضير لانتخابات مبكرة.
وقالت الوزارة، في بيان، إن شاباً يبلغ من العمر 25 عاماً من مخيم العين للاجئين في نابلس أصيب برصاصة في الرقبة، فيما أصيب آخر يبلغ من العمر 26 عاماً من مخيم قلنديا قرب القدس برصاصة في القلب.
وأعلن الجيش الإسرائيلي، في بيان، أنه على علم بتقارير عن مقتل فلسطينيين اثنين خلال عمليات نفذها الليلة الماضية في الضفة الغربية.
وأضاف الجيش أن جنوده ردوا بالمثل على إطلاق نار في مخيم بلاطة للاجئين في نابلس، وأن آخرين استعملوا وسائل تفريق الحشود للتعامل مع ما أسماها «أعمال شغب عنيفة» شملت إلقاء حجارة وقنابل مولوتوف قرب رام الله.
مداهمات يومية
وقال شهود عيان، إن مواجهات اندلعت بين عشرات الفلسطينيين والجيش الإسرائيلي عقب اقتحامه حي «أم الشرايط» في مدينة البيرة المجاورة لمدينة رام الله، وتفتيشه عدداً من المنازل.
وينفذ الجيش الإسرائيلي مداهمات بصورة شبه يومية في الضفة الغربية منذ بداية العام، كثيراً ما تؤدي لسقوط ضحايا من الفلسطينيين. وزادت وتيرة المداهمات في الأشهر القليلة الماضية بعد سلسلة هجمات مميتة نفذها عرب في شوارع إسرائيل.
وتقول إسرائيل إن المداهمات هي إجراء أمني يستهدف المسلحين المشتبه فيهم، فيما يعتبر الفلسطينيون المداهمات شكلاً من أشكال العقاب الجماعي، ويؤكدون أنهم يقاتلون ضد الاحتلال الإسرائيلي المستمر منذ عقود.
وفي اليومين الماضيين، شهدت الضفة الغربية تصاعداً في عمليات استهداف الجيش الإسرائيلي والمستوطنين، فيما تأخذ الدوائر الإسرائيلية بجدية احتمال أن تكون الضفة الغربية مُقبلة، في الثلث الأخير من العام الجاري، على تصعيد أكبر، قد يتطور إلى انتفاضة شاملة.
وقالت صحيفة «هآرتس» العبرية، الأربعاء، إن «كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن الداخلي (الشاباك) ووحدة تنسيق العمليات الحكومية، تتفق على رأي واحد بأن الأوضاع في الضفة الغربية آخذة بالتدهور، وتتحول إلى واقع عنيف شبه يومي».
وأضافت الصحيفة أن حكومة الثلاثي لابيد وبينيت وغانتس، «تدرك أنه عليها اتخاذ مبادرات اقتصادية أو سياسية يمكن أن تخفف من حدة التوتر، لكنها تخشى أن ينظر إليها على أنها يسارية وانهزامية في المعركة الانتخابية أمام حزب الليكود، الذي يرأسه نتنياهو». وأشارت إلى أنه «يمكن أن تتفاقم الفوضى في الضفة الغربية وتنتشر مرة أخرى بالوصول إلى مناطق الخط الأخضر قبل الانتخابات الإسرائيلية، وبطريقة تؤثر حتى في نتائجها».
وأوضحت أن «الأحداث الأخيرة في نابلس وقبلها في قباطية، وأيضا قبلها في عدة مناطق من شمال الضفة الغربية تعيد إلى الأذهان العمليات التي كانت تقوم بها تلك القوات الإسرائيلية ضد المطلوبين وخوض اشتباكات معهم واستخدام كافة وسائل الضغط عليهم، وذلك بعد توقف دام 15 عاماً».