أكدت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للإمارات العربية المتحدة في مجلس الأمن، أهمية أن تكون عمليات السلام مرنة وفعّالة ومُزودة بالموارد التي تُمكّنها من تنفيذ ولاياتها بالكامل، لاسيما أن نحو ثمانية وسبعين ألف فرد من قوات حفظ السلام من أكثر من مئة وخمسة وعشرين دولة حول العالم ينتشرون اليوم، سعياً لتنفيذ أول التزام يرِد في ميثاق الأمم المتحدة بشأن إنقاذ الأجيال المقبلة من ويلات الحرب.
وقالت نائبة مندوبة الدولة خلال مناقشة في مجلس الأمن الدولي حول تعزيز عمليات حفظ السلام، إنه يتعين على مجلس الأمن التوقف عن القبول ضِمنياً بإدارة الصراعات بدلاً من حلها، ما يعني عدم الاكتفاء بإسناد مهام دعم العمليات السياسية وتيسيرها لعمليات السلام؛ حيث يجب أن تظل هذه المسألة السياسية ضمن أولويات المجلس، وإلا كانت النتيجة خلق فجوة بين الواقع والمتطلبات التي ينبغي على عمليات السلام الاضطلاع بتنفيذها.
وشددت على أن التأخر في التوصل إلى حلول، يخلق حالة من الإحباط والاستياء وانعدام الثقة، تستغلها بعض الجهات التي لها مآرب خبيثة تضر بالأمم المتحدة وأولئك الذين تخدمهم هذه المنظمة. لذلك، من المهم تعزيز الثقة بين المجتمعات المضيفة وقوات حفظ السلام ومواجهة المعلومات المضللة والمغلوطة عبر تسليط الضوء على الأهداف النبيلة التي تسعى عمليات السلام لتحقيقها.
وأوضحت أن التواصل المباشر والمنتظم مع المجتمعات المضيفة يساعد البعثات على اتخاذ قرارات أكثر استجابة للواقع وتخصيص أمثل للموارد، مع ضرورة ضمان شمولية هذا النهج، لاسيما من حيث إشراك النساء والشباب.
وذكرت أن الجميع يعلم أن البيئات التي تتواجد فيها عمليات حفظ السلام قد تزايد تعقيدها وخطورتها على مر السنوات الماضية، بسبب غياب الحلول السياسية وتدهور الأوضاع الأمنية وتطور التهديدات التي تشكلها مختلف الجماعات الفاعلة في الصراعات، لاسيما مع تمكن العديد منها من حيازة أسلحة متطورة. وقد أقرت مبادرة «العمل من أجل حفظ السلام» بأن فاعلية حفظ السلام تكمن في تصميم عمليات سلام تُفضي إلى حلول مستدامة. وأثنت أميرة الحفيتي، على البلدان المساهمة بقوات وأفراد شرطة وموظفين مدنيين يعملون في بيئات صعبة وخطِرة، بعيداً عن عائلاتهم، لتنفيذ الولايات الصادرة عن مجلس الأمن، في سبيل خدمة السلم والأمن الدوليين. ونُوجِه أيضاً تحية تقدير وإجلال لأكثر من أربع آلاف فرد فقدوا أرواحهم أثناء تأدية واجبهم تحت راية الأمم المتحدة.
وأشارت إلى المساهمات المهمة والاستثنائية للمرأة في مجال حفظ السلام، وتمكنها من تجاوز العديد من العقبات الصعبة، لتتمكن من أداء مهامها على أكمل وجه. ونتقدم في هذا السياق بخالص التهنئة للسيدة أليزيتا كابور من بوركينا فاسو لحصولها على جائزة الأمم المتحدة لأفضل ضابطة شرطة هذا العام.
وقالت: «حان الوقت للنظر إلى حفظ السلام باعتباره شراكة بين كافة الجهات الداعمة لعمليات السلام، وأنه مثال واقعي على العمل متعدد الأطراف، لذلك، من المهم تصميم الولايات بشكل مُبسّط وقابل للتكيف مع المتغيرات، باعتباره عنصراً أساسياً في الحفاظ على مستقبل حفظ السلام في ظل الاستقطاب العالمي الحالي.
وبدورها، فإن دولة الإمارات، ملتزمة بدعم عمليات السلام، بما في ذلك دعم جهود إصلاحها وتعزيز فاعليتها».