#مجوهرات وساعات
زهرة الخليج
اليوم
تعاونت «Miu Miu» مع الفنانين الســويديين المقيمين في ألمانيا، ناتالي دجوربرغ وهانز بيرغ، Nathalie Djurberg & Hans Berg، اللذين صمما المجوهرات لمجموعة خريف/ شتاء 2022، المستوحاة من ســـلسلة المنحوتات لعــام 2015، A Thief Caught in the Act، حيث تسرق الطيور الملونة حبوباً ملونة بالقدر نفسه، وحيوانات صغيرة من طاولة تعبّر – وفقاً للفنانين – عن «الرغبة في الهروب بروح الدعابة والوداعة». تحاور «زهرة الخليج» الفنانين الموهوبين في المزج بين النحت والصوت والرسوم المتحركة؛ لمعرفة المزيد عن هذا التعاون المثمر:
• كيف تصفان تحدي مجوهراتكما من «ميو ميو» للقواعد والمفاهيم السائدة في عالم المجوهرات؟ وما القصة وراء هذه القطع؟
– الفكرة وليدة سلسلة من المنحوتات تحمل اسم «A Thief Caught in the Act» (القبض على لص بالجرم المشهود)، وتتناول موضوع الهروب، ورصد رحلة الهروب بروح مليئة بالدعابة واللطف. وتظهر في الأعمال الفنيّة حيوانات صغيرة، وطيورٌ ملوّنة تسرق حبوباً ملونة مماثلة من طاولة، ولا يُعرف ما إذا كانت الطيور تأخذ الحبوب؛ لأنها ترى فيها نفسها، أو ما إذا كانت تشبهها؛ لأنها تناولت الحبوب. وتستمد هذه المجوهرات روحها وطابعها من هذا العمل الفني، وتغيّر المفهوم التقليدي بمجرد ارتدائها. ويُشارك الأشخاص في العمل الفني بارتدائهم المجوهرات؛ فتتشابه أدوارهم مع أدوار الطيور. نريد أن نشعر بالاسترخاء، أو أن نعيش تجربةً بكامل حواسنا ومشاعرنا.
• هل يمكنكما وصف هذا التعاون مع «ميو ميو»؟
– لقد حصلنا على الحرية الكاملة لإطلاق العنان لإبداعاتنا. وأدى ذلك – بجانب اعتمادنا على مهارات وخبرات المصممين – إلى تجربة ممتعة جداً، أثمرت أفكاراً ورؤى رأيناها تتحقّق على أرض الواقع. نعتقد أن هذا التعاون قد قدم لنا إبداعاً جديداً؛ فلم يسبق لنا العمل في قطاع المجوهرات على الإطلاق من قبل؛ لذلك نثق بـ«ميو ميو» كلّ الثقة في ما يتعلق بهذا الجانب، ونحن متأكدان من أن هذه التجربة مختلفة كلياً عن عملية التصميم التي يشهدونها يومياً.
• شاركتما في تصميم الديكور والمجوهرات مع «ميو ميو»، وكلاهما يرتبط بالفنون التطبيقية أكثر من الفنون الجميلة.. كيف تريان هذا الاختلاف؟
– من الجيد أن تعمل بطرق مختلفة؛ لتنويع المسارات المحددة التي يسلكها عقلك، وكانت هذه فرصة لنا لنعتمد اتجاهاً مرحاً إبداعياً في عملنا، ونبتكر شيئاً جديداً. وعندما نتعاون مع العديد من الأشخاص الآخرين في إطار عمل محدد، لا نمتلك تلك الحرية التي نتمتّع بها عندما نعمل بمفردنا، لكن هناك أيضاً حرية عند العمل وفق حدود مُعينة، وهذا يجعلك تفكّر بشكل مختلف، وتبتكر إبداعاتٍ جديدة وغير متوقعة.
• ما شعوركما تجاه الموضة كوسيلة؟ وما أهميتها في حياتكما وفي حياة الناس بشكل عام؟
– كلانا يحب الموضة، فنحن قادران على الحفاظ على أناقتنا. أمّا في الاستديو، فتذهب الأناقة مهب الريح. وتعتبر الموضة، أيضاً، عالماً يُمكن الفرار إليه، وتعبيراً عن الإبداع والفن، فهي امتدادٌ مباشر للصورة التي نرى بها أنفسنا.
• وماذا عن المجوهرات؟ وما أهمية الطريقة التي يختارها الأشخاص لتزيين أجسامهم؟
– حرص البشر على تزيين أجسامهم في مختلف العصور، وفي جميع الثقافات. إنها طريقة للاحتفال بالجسم، وأحياناً للتخفي؛ فالحياة شديدة التعقيد، ونحن مثل الطيور التي تزيّنها.
• تتميّز المجوهرات، دائماً، بقيمتها الثمينة وتعكس شخصية من يقتنيها. هل تتفقان؟ وما الذي يعنيه ذلك بالنسبة لكما؟
– نعم بالتأكيد، بغض النظر عن وجود قيمة رمزية (أو نقدية) قوية لا يختلف عليها اثنان في مجتمعنا. فعلى المستوى الشخصي، يمكننا أن نعلق الكثير من المعاني الشخصية على المجوهرات؛ لأنها ذات قيمة ثمينة بالنسبة لنا، فهي شكلٌ من أشكال التفكير السحري.
• تتسم تصاميم المجوهرات من «ميو ميو» بعفويّة واضحة، لكن في الوقت نفسه، هناك لمسة أسطورية.. هل يمكنكما مشاركتنا المزيد عن ذلك؟
– نعم، إنها لمسة قاتمة تحمل سراً ورغبة في الهروب إلى عالم آخر، أو أن تتحوّل إلى إبداع فريد؛ فهي تعكس فكرة الرغبة في السقوط في مكان يفيض بالكنوز والمفاجآت، مثل: كهف علاء الدين، أو فتح الجدار الجبلي في مغارة «علي بابا والأربعين حرامي»، لكن ينتهي الأمر بخطف الساحرة لهانسل وغريتل، بعد أن تُغريهما بمنزل على شكل حلوى الزنجبيل والسكاكر. ورغم أنهما ينجحان في الفرار، فإنهما يخفقان في ذلك حتى يرتكبا جريمة قتل بنفسيهما. هذه الرغبة الشديدة مدمرة وتُفطر القلب، وتحقيقها قد يكون محالاً.
• متى وكيف شعرتما بالشغف الفنيّ داخلكما إلى الحد الذي جعلكما تُمضيان حياتكما كفنانين؟
– ناتالي: اتخذ تطوري مساراً طبيعياً في مرحلة الطفولة؛ فلطالما كنت ألجأ إلى الأقلام والطلاءات وعجينة اللعب كلما شعرت بالملل أو الحزن، وهذا جعل من هذه الأشياء عالمي الخاص، وكذلك المختبر والمدرسة التي تقوم على الفهم والاستكشاف. بعد مرور وقت طويل، اتخذت قراراً بالاستمرار في العمل الفني، رغم أنه لم يكن قراراً بالمعنى الحرفي، فقد بدا كأنه قرارٌ في ذلك الوقت.
هانز: كنت، دائماً، مهتماً بالصوت والموسيقى، ولطالما حاولت تأليف ألحان موسيقية باستخدام جهاز مزج موسيقي ومشغلات كاسيت رخيصة للأطفال. لم يكن هناك الكثير من الموسيقى أو الفن في محيطي عندما كبرت، لكنني كنت أبحث عنها دائماً بنفسي بدافع الرغبة فيها. ورغم أنني لم أكن واعياً آنذاك، فقد أدركت – بعد ذلك بكثير – أن هذا ما أريده أن يكون مجال عملي. ومع ذلك، لا يمكنني أبداً أن أعيش دون موسيقى.
• هل يمكنكما القول بأن هناك فكرة شاملة تعبّر عن عملكما من وجهة نظركما؟
– لقد كان الأمر، دائماً، استكشافاً شخصياً عميقاً، وطريقة لفهم العالم من حولنا، والخروج بمعانٍ منه، والإحساس به من زوايا مختلفة. من خلال التعبير والإبداع، نحاول التوصل إلى فهم كلّ ما يحيط بنا.
• ما الدوافع التي قادتكما إلى ممارسة الفن؟
– الحاجة إلى فهم اللغز الذي لا يمكن الإجابة عليه، والرغبة في معرفة ما تبحث عنه دون معرفة ماهيته، ثم الانسياق وراء العملية الإبداعية بتقلباتها وذرواتها المذهلة.