جمعت رئيسة الحكومة البريطانية الجديدة ليز تراس كبار وزرائها في أول اجتماع حكومي، أمس الأربعاء، بعد تسلّم مهامها، قبل أن تواجه وابلًا من الأسئلة في مجلس العموم.
واستبعدت تراس، في أول جلسة لمساءلتها في مجلس العموم بصفتها رئيسة للوزراء، فرض رسوم استثنائية لتمويل تجميد رفع فواتير الطاقة لتعويض الارتفاع الكبير في أسعار الكهرباء والغاز. وقالت إنها ستعلن غداً الخميس خططها لحزمة دعم اقتصادي لمنع تفاقم الأزمة في الأشهر المقبلة.
وتدرس تدابير يُعتقد بأن تتجاوز 130 مليار جنيه إسترليني (150 مليار دولار)، لتجميد فواتير الطاقة للعائلات والأعمال التجارية التي تعاني صعوبات، فيما يواجه العديد منها خطر الإفلاس هذا الشتاء.
وعندما سألها زعيم حزب العمال المعارض كير ستارمر إذا كان تمويل تلك المبالغ سيكون من رسوم استثنائية على أرباح شركات الطاقة، ردت تراس بالقول: «أنا ضد أي رسوم استثنائية. أعتقد بأن من الخطأ تثبيط عزيمة الشركات عن الاستثمار في المملكة المتحدة في وقت نحن في حاجة إلى تنمية الاقتصاد.. هذا البلد لن يتمكن من النمو بفرض ضرائب».
وتواجه حكومة تراس، مجموعة كبرى من القضايا، أبرزها ارتفاع التضخم إلى أعلى مستوى منذ طريقة التعامل مع فواتير الطاقة التي يُتوقع أن ترتفع بنسبة 80% الشهر المقبل على أن ترتفع مجدداً في يناير/كانون الثاني، فيما حذّر بنك إنجلترا من أن البلاد قد تغرق في ركود في وقت لاحق هذا العام.
وفي خطوة لإضفاء سلطتها على الحكومة البريطانية، أقالت تراس، العديد من الوزراء في إدارة رئيس الوزراء السابق، بوريس جونسون، لا سيما أولئك الذين دعموا منافسها في انتخابات قيادة الحزب، ريشي سوناك، في حين أنها اختارت كواسي كوارتنغ، وزيراً للخزانة، وهو دور رئيسي لمجلس الوزراء الذي تتركز مهامه على مواجهة أزمة الطاقة الناجمة عن الأزمة الأوكرانية، التي تهدد برفع فواتير الطاقة إلى مستويات لا يمكن تحملها، وإغلاق الشركات وترك البريطانيين الأكثر فقراً دون تدفئة في منازلهم هذا الشتاء؛ إذ سيكون كوارتنغ هو أول وزير للخزانة من أصحاب البشرة السوداء.
وفي خطوة أخرى، اختارت ليز تراس، حليفتها تيريز كوفي، لتكون نائبة لها، كما أن الأخيرة كلفت أيضاً بحقيبة وزارة الصحة، في وقت تعاني فيه مؤسسة خدمات الصحة الوطنية التي تمولها الدولة تزايد الطلب ونفاد الموارد في أعقاب أزمة فيروس كورونا.
وبتعيينها جيمس كليفرلي وزيراً للخارجية، اختارت تراس شخصية وفية لها، لكن غير معروفة في الخارج، لخلافتها في هذا المنصب الدبلوماسي في فترة مضطربة على الساحة الأوروبية والدولية.
وللمرة الأولى لا يشغل رجل أبيض أياً من المناصب الرئيسية في السلطة التنفيذية؛ حيث تتولى سويلا برافرمان المولودة في الهند وزارة الداخلية وكواسي كوارتنغ أول أسود حقيبة الخزانة مثل كيلفرلي وزير الخارجية.
(وكالات)