حثت دولة الإمارات، في بيان أمام مجلس الأمن الدولي، على ضرورة تحسين الأوضاع في الصومال، والعمل مع القيادة الصومالية حول الأولويات، بما يشمل التهديد الإرهابي لحركة «الشباب» المتطرفة، والأزمات الإنسانية والمناخية المتفاقمة. كما أكدت الحاجة إلى تعزيز التعاون بين حكومة الصومال والشركاء الدوليين الرئيسيين لوضع خطة استجابة تلبي احتياجات المجتمع الصومالي، والأهم من ذلك هو أن تكون الجهات الفاعلة الإنسانية قادرة على الوصول للمحتاجين وتقديم الإغاثة لهم من دون عوائق.
وقالت أميرة الحفيتي، نائبة المندوبة الدائمة للدولة الإمارات في مجلس الأمن «يمر الصومال اليوم بمرحلة مهمة بعد نجاح العملية الانتخابية ومنح الثقة للحكومة الجديدة، الأمر الذي يتطلب تكثيف الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، وتمكين الحكومة الصومالية من الاضطلاع بمسؤولياتها في ظل التحديات المعقدة التي تواجهها، بما يخدم تطلعات الشعب الصومالي في بناء دولة مستقرة تنعم بالسلام والرخاء، إذ ترى دولة الإمارات أن الوقت قد حان لإحراز تقدم ملموس في الوضع العام بالصومال، من خلال العمل مع القيادة الصومالية عن كثب حول الأولويات. ويشكل اجتماع اليوم فرصة لتوجيه رسالة واضحة إلى الشعب الصومالي، بأن المجلس سيقف دائماً بجانبه وسيدعمه خلال مسيرته نحو الأمن والاستقرار».
وأضافت: «يواجه الشعب الصومالي، بل وجميع شعوب منطقة القرن الإفريقي، أعمالاً إرهابية عنيفة ترتكبها حركة الشباب بلا هوادة، إذ تواصل هذه الجماعة الإرهابية إلحاق الأذى بالمدنيين، وتدمير البنية التحتية الأساسية، وتقويض الفرص الاقتصادية الوطنية والإقليمية. وتزداد شواغلنا مع استمرار «حركة الشباب» في الحصول على التكنولوجيا المتطورة لارتكاب أعمالها الإجرامية، وإخفاء مصادر تمويلها، وتوسيع نطاق نفوذها. وبالتالي، تقتضي هذه التطورات أن يظل المجلس موحداً في عزمه على التصدي للتهديدات العابرة للحدود التي تشكلها «حركة الشباب» وغيرها من الجماعات الإرهابية على السلم والأمن الدوليين، بما في ذلك عبر اعتماد الإطار التنظيمي اللازم لمنع حصول هذه الجماعات على التكنولوجيا والتصدي لاستخدامها لأغراض إجرامية. ومن هذا المنطلق، تحرص دولة الإمارات على مواصلة الالتزام بالعمل مع الجهات الفاعلة، الإقليمية والدولية، لدعم الصومال في مجال مكافحة الإرهاب».
وتابعت: «لا يخفى على هذا المجلس المحنة الإنسانية التي يمر بها الشعب الصومالي، فقد رسمت جميع وكالات الأمم المتحدة صورة قاتمة عن وضعه الإنساني، وحذرت من تزايد خطر حدوث مجاعة، حيث تعاني البلاد حالياً من أسوأ موجة جفاف في تاريخها، والتي وفقاً لتقرير الأمين العام ستؤثر في ما يقارب خمسين في المئة من السكان، في الوقت الذي يعاني فيه أكثر من ستة ملايين صومالي شُح المياه. ولا يمكن تحت أي ظرف ترك هذه الأوضاع على حالها، فهذه الأزمات المتفاقمة والمقلقة تتطلب انتباهاً عاجلاً من المجتمع الدولي، وتستدعي مضاعفة المساعدات الإنسانية ودعم الحكومة الصومالية والمساهمة في التخفيف عن المجتمعات المعرضة لتداعيات الجفاف في أنحاء البلاد». وأكدت أن الإمارات ستواصل التزامها بتقديم المساعدات الإنسانية للشعب الصومالي، مشيرة إلى إرسال نحو 2,870 طناً من المساعدات لدعم ملايين الأشخاص المتضررين من الجفاف، منذ بداية العام الجاري.