نيويورك، الولايات المتحدة الأمريكية (CNN)– يُبرم الجيش الأمريكي صفقات مع شركات الصواريخ التجارية لاستكشاف فكرة استخدام الصواريخ المكلّفة عادةً بإطلاق الأقمار الصناعية أو رواد الفضاء، لنقل البضائع العسكرية حول العالم بسرعات قياسية.
من بين الشركات التي تعمل حتى الآن للانضمام إلى الجيش لاستكشاف الطرق التي تمكن هذه الفكرة من أن تؤتي ثمارها شركة SpaceX لإيلون ماسك، وBlue Origin لجيف بيزوس، والأحدث شركة Rocket Lab، وفقاً لبيان صحفي صدر يوم الثلاثاء.
كما قامت شركتان ناشئتان بتوقيع صفقات هما: Sierra Space Corporation ومقرها كولورادو وشركة Virgin Orbit المدعومة من ريتشارد برانسون.
هذه الصفقات مع الجيش مختلفة قليلا عما نراه عادة من قبل هذه الشركات، فبدلاً من أن تترك الصواريخ حمولتها في مدار الأرض، يهدف هذا البرنامج إلى استخدامها لنقل الأسلحة أو الإمدادات أو ربما حتى الأشخاص من بلد إلى آخر بسرعات تفوق بكثير سرعة أنواع النقل الأخرى.
ورد في بيان صحفي لشهر أغسطس من قيادة النقل العسكرية الأمريكية: “تخيل السفر من الولايات المتحدة إلى أي مكان في منطقة المحيط الهادئ وقياس وقت العبور الخاص بك في دقائق، وتصور قيام الولايات المتحدة بتقديم المساعدة لحليف يحتاج إلى الإغاثة في حالات الكوارث، أو محاربة خصم يخطط لأعمال استفزازية ضد المصالح الوطنية للولايات المتحدة بسرعة الصاروخ.”
إنها فكرة مشابهة لتلك التي استخدمتها أكبر الجيوش في العالم لعقود، وهي الصواريخ الباليستية العابرة للقارات. ولكن في حين تم تصميم تلك الصواريخ لتصل إلى الأرض بسرعات تفوق سرعة الصوت عندما تصل إلى هدفها، فالفكرة هنا هي في وصول الحمولة مع هبوط لطيف.
تندرج العقود في إطار برنامج يرأسه مختبر أبحاث القوات الجوية، يسمى ببساطة “Rocket Cargo”.
إن الاستثمار العسكري الحالي في البرنامج “صغير”، وفقًا لبيان صادر في مايو من نائب مساعد سكرتير القوات الجوية كريستين بالدوين، رغم أن الهدف هو أن يؤثر الجيش على “جهود التصميم التجاري المبكر والاستفادة من 5-10 مليارات دولار أمريكي للصناعة الجارية واستثمارات ناسا.”
إن فكرة استخدام الصواريخ للسفر من نقطة إلى نقطة على الأرض ليست جديدة. على سبيل المثال، أعلنت شركة SpaceX أن صاروخ “ستارشيب” القادم يمكن استخدامه لنقل العملاء من نيويورك إلى شنغهاي في غضون 40 دقيقة.
لا يزال هذا الخيار بعيد المنال بالنسبة للمستهلكين. وبشكل عام، لا تزال الصواريخ التي تقوم برحلات من نقطة إلى نقطة هدفًا بعيد المنال. ستكون الرحلات مكلفة للغاية ومعقدة من الناحية التكنولوجية والجيوسياسية. ولكن مع الاتجاهات الحالية في صناعة الفضاء التجارية المزدهرة، يعتقد البعض أنه أمر لا مفر منه. وفقًا لتقديرات UBS عام 2019، قد يصل حجم سوق سفر الركاب الأسرع من الصوت إلى 20 مليار دولار سنويًا.
يهدف الجيش من برنامج Rocket Cargo، الذي تم الإعلان عنه لأول مرة العام الماضي، للمشاركة في مثل هذه الجهود في وقت مبكر على أمل أن يتمكن بسرعة من تشغيل هذه التكنولوجيا لصالح الولايات المتحدة وحلفائها عندما تكون متاحة.