بعد قرابة ثلاثة أشهر من منافسته على رباعية تاريخية، يجد ليفربول نفسه في موقف حرج للغاية بعدما ازدادت أزمته بتلقيه الأربعاء هزيمة مذلة على أرض نابولي الإيطالي 1-4 في مستهل مشواره في مسابقة دوري أبطال أوروبا التي وصل إلى مباراتها النهائية الموسم الماضي.
وبدأ البعض يطرح امكانية إقالة المدرب الألماني يورغن كلوب رغم مافعله لليفربول،حي ثيعتبر صانع مجد«الريدز» الحديث.
وكشفت الهزيمة التي مني بها فريق المدرب الألماني على ملعب «دييغو أرماندو مارادونا» في الجولة الأولى من منافسات المجموعة الأولى، حجم المشكلة التي يواجهها أبناء أنفيلد في مستهل هذا الموسم.
والمسألة لا تتعلق فقط بالخروج خاسراً للمرة الثالثة توالياً من معقل نابولي وحسب، بل أن الفريق قابع في المركز السابع في الدوري الممتاز بعد 6 مراحل.
ولم يشأ كلوب الأربعاء التعمق في تحليل الأزمة التي يمر بها الفريق، قائلاً «أحتاج إلى الوقت لكي أقول الأمور الصحيحة، لكن الوضع ليس واضحاً الآن 100 بالمئة».
وكانت هزيمة الأربعاء الأكبر لليفربول قارياً منذ 56 عاماً منذ الخسارة في الدور الثاني لكأس الأندية الأوروبية البطلة أمام منافسه الحالي في المجموعة أياكس أمستردام الهولندي 1-5 عام 1966.
وكانت هناك إمكانية أن يعود «الحمر» من الجنوب الإيطالي بهزيمة أثقل لو لم ينقذ الحارس البرازيلي أليسون بيكر ركلة جزاء للنيجيري فيكتور أوسيمهن في الشوط الأول الذي أنهاه صاحب الأرض متقدماً 3-صفر قبل أن يضيف رابعاً في مستهل الثاني.
ولم يفز فريق كلوب سوى بمباراتين من أصل سبع خاضها هذا الموسم محلياً وقارياً في سلسلة تضمنت الخسارة أمام غريمه مانشستر يونايتد 1-2.
مشكلة البداية البطيئة
ويعاني «الحمر» من مشكلة البداية البطيئة ليس هذا الموسم وحسب بل امتداداً من الموسم الماضي، إذ لم يكن صاحب هدف التقدم سوى مرة واحدة في آخر 14 مباراة في جميع المسابقات.
وقال كلوب في تصريح لشبكة «بي تي سبورت» البريطانية «يبدو أنه يتعين علينا إعادة انتاج أنفسنا»، أي استعادة ما كان عليه الفريق الموسم الماضي، مضيفاً «هناك افتقاد للكثير من الأشياء. الجزء الممتع (ساخراً) هو أننا بحاجة إلى القيام بذلك في منتصف موسم الدوري الإنجليزي الممتاز وحملة دوري أبطال أوروبا».
وتابع «بعد ثلاثة أيام سنلعب ضد ولفرهامبتون في الدوري الممتاز، ومن المؤكد أنهم لا يستطيعون التوقف عن الضحك بعدما شاهدوا مباراة الليلة ويعتقدون أنها اللحظة المثالية لاسقاط ليفربول. لو كنت مكانهم، لفعلت الأمر ذاته وقلت إنها اللحظة المثالية، لكن علينا أن نحاول إيجاد توليفة كي نكون أفضل في كل شيء».
لا يوجد الكثير من الوقت أمام كلوب لإيجاد حلول في ظل ما ينتظره الأسبوع المقبل أمام أياكس في «أنفيلد» وبعدها على ملعب تشيلسي في الدوري المحلي، قبل أن يتنفس بعض الصعداء مع التوقف بسبب نافذة المباريات الدولية.
وأقر المدرب الألماني «أننا لا نعمل كفريق. نحن لا نلعب بشكل جيد بما فيه الكفاية. هذا واضح، هذا جلي والجميع يراه. نحن نلعب في أقوى دوري في العالم ولدينا مجموعة قوية في دوري أبطال أوروبا، لكن هذه هي المهمة التي علينا التعامل معها».
العودة إلى الأساسيات
ورفض الألماني القاء اللوم على أحد في الفريق، بالقول «إنها مسؤوليتي. أحتاج الى وقت للتفكير في الأمر. وظيفتي تقضي بايجاد الحلول وعلينا إعادة ضبط أنفسنا والبدء من جديد».
وتعرض كلوب لسلسلة من الإصابات التي طالت عناصر مؤثرة في الفريق، وسيشعر ببعض الارتياح لمشاركة الكاميروني جويل ماتيب والإسباني تياغو ألكانتارا والبرتغالي ديوغو جوتا في الشوط الثاني.
لكن الظهير الأيسر الاسكتلندي أندي روبرتسون قال إن الفريق بأكمله يجب أن يعود إلى الأساسيات بعدما تلقى هدف الافتتاح للمرة الخامسة في سبع مباريات هذا الموسم.
وأقر «نحن نترك مساحات شاسعة. لا يمكنك القدوم إلى مكان مثل هذا (ملعب نابولي) وألا تغلق المساحات. عندما تكون فريقاً يضغط وتخطئ، فأنت بحاجة إلى شخص يركض لمحاولة مساندة زميله».
وتابع «لكن في كثير من المرات انطلقوا (نابولي) بهجمات سريعة وكان لديهم مساحات كبيرة للدخول في العمق من خلفنا وتسببوا في مشاكل لقلبي الدفاع لدينا بعدما وجدا نفسيهما في مواجهة اثنين ضد اثنين أو إثنين ضد ثلاثة».
وشدد «بعيداً عن ملعبك في مباراة بدوري أبطال أوروبا، لا يمكنك الدفاع بهذه الطريقة. علينا أن نعود إلى الأساسيات وأن نغلق المساحات».