كرم العالم ذكرى الملكة إليزابيث الثانية التي رافقت البريطانيين مدة 70 عاماً، أمس الجمعة، مع قرع أجراس الكنائس وطلقات مدفعية من أستراليا إلى المملكة المتحدة؛ حيث تبدأ مرحلة حداد وطني من عشرة أيام، فيما أصبح نجلها البكر تشارلز ملكا.
وعاد تشارلز الثالث (73 عاماً)، إلى لندن بعدما أمضى ليلته في بالمورال في إستكلندا مع زوجته كاميلا، ويعلن مجلس الخلافة رسمياً تشارلز الثالث ملكاً خلال اجتماع يعقده اليوم السبت، في قصر سانت جيمس في لندن، على أن يُتلى الإعلان بعد ساعة على ذلك من على شرفة القصر ومن ثم في كل مقاطعات المملكة المتحدة في اليوم التالي.
واستأنف البريطانيون، الذين استيقظوا للمرة الأولى على صباح بدون المرأة التي وصفها حفيدها هاري ذات يوم بأنها «جدة البلاد»، التجمع أمام قصر باكنغهام وقلعة وندسور لوضع الزهور والتقاط الصور في المكان. وعرضت اللوحات الإعلانية في أنحاء المدينة رسائل العزاء. ونشرت الصحف على صفحاتها الأولى صور الملكة. وأعلن قصر باكنغهام عن فترة حداد لأفراد العائلة المالكة لمدة أسبوع بعد الجنازة التي لم يحدد موعدها، لكن يتوقع إقامتها في غضون عشرة أيام. أعلنت الحكومة البريطانية عن فترة حداد وطني تستمر حتى إقامة الجنازة الرسمية. كما تم فتح كتاب للعزاء على الإنترنت.
ووقفت الحكومة «المتحدة في دعمها لجلالة الملك» الجديد دقيقة صمت على روح الملكة التي اعتلت العرش مدة تزيد على 70 عاماً، على ما أكدت رئاسة الحكومة البريطانية بعد اجتماع استثنائي لمجلس الوزراء.
وشهد البرلمان جلسة خاصة للنواب لتكريم الملكة ومن المقرر أن يجتمع اليوم السبت أيضاً، وهو أمر نادر، للموافقة على رسالة تعزية للملك.
وأقيمت مراسم دينية مساء الجمعة، في كاتدرائية القديس بولس في لندن بحضور تراس التي تلتقي الملك الجديد بعيد وصوله إلى لندن. وقرعت أجراس الكنائس في كل أرجاء البلاد، لا سيما في كاتدرائية القديس بولس وكاتدرائية ويستمنستر وقصر ويندسور؛ حيث كانت تقيم الملكة معظم الوقت. وقرع جرس مقر بلدية سيدني في أستراليا التي كانت إليزابيث الثانية تملك عليها أيضاً، 96 مرة عن كل سنة من عمر الملكة الراحلة. وأطلقت بعد ذلك 96 طلقة مدفع من أماكن عدة في العاصمة البريطانية مثل برج لندن ومتنزه هايد بارك، فضلاً عن قصور كارديف وادنبره ويورك وبورتسموث وجبل طارق.
في أول ظهور علني له منذ أصبح ملكاً ترجل تشارلز الثالث من سيارته أمام قصر باكينغهام وصافح عشرات الأشخاص في تحية للحشود المجتمعة بعد وفاة والدته الملكة إليزابيث الثانية. ولم تكن هذه المحطة مدرجة في البروتوكول المرسوم، فيما أعربت الحشود عن فرحتها بالملك الجديد بعدما بكت رحيل إليزابيث الثانية التي توفيت الخميس. ورددت على مسامع تشارلز عبارات مثل «نحبك الملك تشارلز»، فيما صدحت صيحات تأييد وعلا التصفيق.
وأعلن الملك الجديد، أن الحداد الملكي الذي يشمل أفراد العائلة الملكية والعاملين فيها والحرس المشارك في مراسم، سيتواصل لسبعة أيام بعد جنازة الملكة التي لم يؤكد موعدها بعد إلا أنه يتوقع أن تكون في 19 سبتمبر/أيلول.
وستبقى الدارات الملكية مغلقة حتى مراسم الدفن والأعلام منكسة. أما الحداد الوطني فيستمر إلى يوم الجنازة.
وقالت رئيسة الوزراء البريطانية ليز تراس، بعد أن تحدثت مع الملك تشارلز ملك البلاد الجديد مساء الخميس، إن لديه إحساساً بالمسؤولية والرغبة في خدمة البلاد حتى في أثناء حزنه لوفاة والدته الملكة إليزابيث. وأضافت تراس، مخاطبة البرلمان: «كنت ممتنة للتحدث إلى جلالة الملك الليلة الماضية وتقديم تعازي. حتى أثناء حزنه، فإن إحساسه بالواجب والرغبة في الخدمة واضح».
على خطى والدته.. تشارلز الثالث يتعهد بخدمة البريطانيين
تعهد الملك تشارلز الثالث، أمس الجمعة، بخدمة البريطانيين طوال حياته، مستعيداً الالتزام الذي قطعته والدته الملكة الراحلة إليزابيث الثانية على نفسها في عيد ميلادها الحادي والعشرين. وقال تشارلز في أول كلمة متلفزة له كملك «أجدد أمامكم هذا الالتزام بالخدمة طوال حياتي»، واصفاً إليزابيث الثانية بأنها «مصدر إلهام ومثال» بالنسبة إليه وإلى عائلته. ومنح العاهل البريطاني الملك تشارلز ابنه الأكبر وليام وزوجته كيت لقب أمير وأميرة ويلز. وقال تشارلز في خطابه الأول للأمة وهو ملك لبريطانيا «مع وجود كاثرين (كيت) إلى جانبه، سيواصل أمير وأميرة ويلز الجديدان، حسب علمي، الإلهام والقيادة لحواراتنا الوطنية».