شدد الملك تشارلز الثالث على أهمية الديمقراطية التي تشكل تقليداً عريقاً للبرلمان البريطاني. ولفت في كلمة مقتضبة ألقاها أمام مجلسي العموم واللوردات في «وستمنستر هول» بلندن، أمس الاثنين، إلى أن الاجتماع يأتي إحياء لذكرى الملكة إليزابيث الثانية، التي حرصت منذ صغرها على خدمة الشعب والأمة، والحفاظ على المبادئ الديمقراطية الثمينة للحكومة الدستورية.
أثنى الملك تشارلز في كلمته على أهمية الدور الذي يلعبه البرلمان في الحفاظ على الديمقراطية والقيم الدستورية في البلاد. وتعهد بأن يحذو حذو والدته «بإخلاص». وأعرب الملك تشارلز الثالث في الجلسة الرمزية، أمام 900 من النواب واللوردات، عن امتنانه الكبير «لتعاطف النواب واللوردات بعد وفاة والدته»، والذي قال إنه يشمل بشكل مؤثر ما قصدته الملكة للجميع. وقال إن برج إليزابيث، الذي يستضيف ساعة بيغ بن، سيمثل انتقال الملكة الراحلة من قصر باكنغهام إلى البرلمان، يوم الأربعاء. ونقل الملك عن شكسبير قوله عن الملكة إليزابيث الأولى: «إنها كانت نموذجاً لجميع الأمراء الأحياء».
وأضاف أن والدته «أعطت مثالاً للواجب غير الأناني» كملكة، متعهداً أن يحذو حذوها في الالتزام بملكية دستورية. وقال إن البرلمان هو «الأداة الحية والمتنفسة لديمقراطيتنا». كما تحدث عن شعوره «بثقل التاريخ الذي يحيط بنا ويذكرنا بالتقاليد البرلمانية الحيوية التي يكرس أعضاء كلا المجلسين أنفسهم لمثل هذا الالتزام الشخصي من أجل الخير لنا جميعاً». وكان السير ليندساي هويل، رئيس مجلس العموم، قال في كلمته «بقدر ما نشعر به من حزن، نحن نعلم أن حزنك أعمق». وأضاف السير ليندسي مخاطباً الملك نيابة عن النواب: «نحن نعلم أنك تحترم أعظم الاحترام والتقاليد الثمينة والحريات والمسؤوليات لتاريخنا الفريد ونظامنا للحكومة البرلمانية».
وأضاف: «نحن نعلم أنك ستتحمل تلك المسؤوليات التي تقع على عاتقك بالصلابة والكرامة التي أظهرتها الملكة الراحلة».
من جهته، أشاد اللورد ماكفول رئيس مجلس اللوردات في كلمته بالملكة الراحلة، وقال إنها «أسرت خيال الشعوب في جميع أنحاء العالم». وأضاف «نتذكر التزامها ولطفها وروح الدعابة التي تتحلى بها وشجاعتها وثباتها، وكذلك الإيمان العميق الذي كان دعامة في حياتها». وقال اللورد ماكفول: «نحن فخورون ومتواضعون للترحيب بكم كملك».
حضرت المراسم رئيسة الوزراء ليز تراس، إضافة إلى زعيم المعارضة سير كير ستارمر، وعدد من النواب. وانتهت المراسم بوقوف الملك تشارلز وكاميلا عقيلة الملك لدى عزف السلام الوطني. وبعد انتهاء كلمته المختصرة توجه الملك البريطاني ترافقه عقيلته، إلى قصر هوليرودهاوس المقر الملكي الرسمي في اسكتلندا، الذي وضع فيه نعش الملكة الراحلة الليلة الماضية، وسط حراسة فرقة ارتشرز الملكية (وهي وحدة مراسم تتولى حراسة الملكة). حيث رافق الجثمان إلى كاتدرائية سان جيل. ومن المقرر ان يسافر الملك تشارلز، يوم الجمعة المقبل، إلى ويلز كي يتلقى عزاء المسؤولين داخل البرلمان، وحضور مراسم دينية بكاتدرائية لانداف بكارديف. فيما تستقبل الأسرة الملكية يوم 18 من الشهر الجاري، المعزين في الملكة، بمن فيهم رؤساء الدول والحكومات من جميع أنحاء العالم، وسيلقي الملك تشارلز وليز تراس رئيسة الوزراء خطابات أمام جميع الحضور. (وكالات)