أكدت أميرة الحفيتي، نائبة مندوبة دولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، أن إحراز تقدم ملموس في السودان «لا يزال ممكناً، إلا أنه يستوجب دعماً جاداً من المجتمع الدولي»، وقالت إن الآليات الوطنية في السودان مهمة لتهدئة التوترات، في وقت شهدت فيه الخرطوم أمس تظاهرات جديدة تطالب بالحكم المدني.
وقالت نائبة مندوبة دولة الإمارات لدى مجلس الأمن، خلال جلسة للمجلس بشأن السودان، إنه يتعين على المجتمع الدولي تكثيف دعمه للسودان للتخفيف من محنة المتضررين من تداعيات المناخ. وأكدت مواصلة دولة الإمارات التزامها بتقديم المساعدات الإغاثية من خلال الجسر الجوي الذي أطلقته مؤخراً لدعم المنكوبين في السودان. كما أكدت دعمها لتطلعات الشعب السوداني وجددت التزامنا بسيادة السودان واستقلاله وسلامة أراضيه ووحدته الوطنية.
وبشأن الأوضاع الأمنية، أكدت أميرة الحفيتي أن الإمارات ترى أن الآليات الوطنية في السودان مهمة لتهدئة التوترات، مشيرة في هذا السياق إلى رعاية السودان لعددٍ من اتفاقات السلام المحلية المرتبطة بالاشتباكات بين القبائل في غرب وجنوب دارفور. وقالت إنه «بالرُغمِ من الدعم المحدود الذي تلقّاه السودان بشأن استكمال تنفيذ اتفاق جوبا للسلام، إلا أنّه تمكن من تحقيق تقدمٍ ملحوظ في الترتيبات الأمنية في دارفور».
وفي وقت سابق أمس الثلاثاء، أعلن المجلس القومي للدفاع المدني بالسودان، ارتفاع عدد ضحايا السيول والفيضانات إلى نحو 250 شخصاً بين صريع ومصاب، منذ موسم الخريف الحالي بالسودان.
وحسب بيان مجلس القومي للدفاع المدني: «ارتفاع عدد ضحايا السيول والفيضانات في السودان إلى 129 صريعاً و120 مصاباً، إلى جانب انهيار أكثر من 15 ألف منزل مرفق، منذ بدء موسم الخريف للعام الحالي بالسودان».
وأكد المسؤول السوداني، انهيار 21 ألفاً و221 منزلاً بشكل كامل، و31 ألفاً و807 منازل بشكل جزئي، مضيفاً: «الخسائر طالت 138 من مباني المرافق العامة والمنشآت الحيوية».
من جهة أخرى، حاول متظاهرون مشاركون في «مليونية 13 سبتمبر» الوصول إلى محيط القصر الرئاسي للمطالبة ب«عودة الحكم المدني». وأطلقت الشرطة السودانية، أمس الثلاثاء، القنابل الصوتية وعبوات الغاز المسيل للدموع لتفريق مئات المتظاهرين بالعاصمة الخرطوم حاولوا الوصول للقصر الجمهوري للمطالبة بالحكم المدني.
ووفق شهود عيان، خرج مئات المتظاهرين في العاصمة الخرطوم، ومدن أم درمان (غرب) وبحري (شمال) في مظاهرات جديدة للمطالبة بالحكم المدني في البلاد.
وجاءت التظاهرات تحت شعار «مليونية 13 سبتمبر» بدعوة من «تنسيقيات لجان المقاومة» في إطار الحراك الثوري المستمر للمطالبة بعودة الحكم المدني.
وأغلقت السلطات الأمنية جسر «المك نمر»، الرابط بين العاصمة الخرطوم، ومدينة بحري (شمال) والشوارع المؤدية إلى القصر الرئاسي، ومحيط القيادة العامة للجيش تفادياً لوصول المتظاهرين.
وشهد وسط العاصمة الخرطوم انتشاراً أمنياً مكثفاً، خاصة في محيط القصر الرئاسي والقيادة العامة للجيش، ما أدى إلى تكدس السيارات والازدحام المروري.
وردد المتظاهرون الذين يحملون الأعلام الوطنية هتافات تطالب بعودة الحكم المدني.
(وكالات)