رويترز، أ.ف.ب
تجددت الاشتباكات بين أرمينيا وأذربيجان، الأربعاء، مع تصاعد الجهود الدولية لإنهاء العنف الذي أسفر عن مقتل العشرات في أعنف قتال بين الجمهوريتين السوفيتيتين السابقتين منذ عام 2020، في حين أعلنت أرمينيا أن القوات الأذربيجانية «احتلت» عشرة كيلومترات مربعة من أراضيها. وقال رئيس الوزراء نيكول باشينيان للمشرعين: إن «العدو احتل 40 كيلومتراً مربعة من أراضي أرمينيا في أيار/ مايو الماضي واحتل عشرة كيلومترات مربعة إضافية الآن» وطالب القوات الأذربيجانية ب«مغادرة أراضينا».
وقال باشينيان أمام البرلمان، إن بلاده وجهت نداء لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة موسكو، لمساعدتها على استعادة وحدة أراضيها بعد هجمات أذربيجان عليها. ونقلت وكالة «تاس» للأنباء عن باشينيان قوله: «إذا قلنا إن أذربيجان شنت عدواناً على أرمينيا، فمعنى هذا أنها تمكنت من بسط سيطرتها على بعض الأراضي».
وأضاف باشينيان أن 105 من الجنود الأرمن قتلوا منذ بدء الهجمات، بما في ذلك الهجوم على منتجع جرموك الصحي، المشهور في جميع أنحاء الاتحاد السوفييتي السابق بينابيعه الدافئة. وفي أعقاب أعمال العنف التي اندلعت، الثلاثاء، على حدود أرمينيا وأذربيجان، والتي حمّلت باكو مسؤوليتها ليريفان، خرجت الدعوات من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى الهدوء ومن المجتمع الدولي لضبط النفس.
وقال نائب وزير الخارجية الأرميني باروير هوفهانيسيان: إن هناك مخاوف من أن تتصاعد الاشتباكات الدامية إلى مستوى الحرب في ما سيصبح ثاني صراع مسلح كبير في دول الاتحاد السوفييتي السابق، في وقت ينشغل فيه الجيش الروسي بالحرب في أوكرانيا.
وقد يؤدي نشوب صراع كامل بين أرمينيا وأذربيجان إلى خطر انجرار روسيا وتركيا، ويزعزع استقرار ممر مهم لخطوط الأنابيب التي تنقل النفط والغاز، مثلما تعطل المواجهة حول أوكرانيا إمدادات الطاقة. واتهمت أذربيجان بدورها أرمينيا، المتحالفة عسكرياً مع روسيا، بإطلاق قذائف هاون ومدفعية على وحداتها العسكرية. وقالت: إن مدنيين اثنين أصيبا منذ اندلاع الاشتباكات.
وقالت وزارة الدفاع الأذربيجانية: «تتعرض مواقعنا على نحو متفرق لإطلاق نار في الوقت الراهن. تتخذ وحداتنا إجراءات الرد الضرورية».
وقالت وزارة الدفاع الأرمينية، التي نفت قصف المواقع الأذرية: إن حدة القتال، الأربعاء، خفت إلى حد كبير بحلول منتصف النهار (08:00 بتوقيت غرينتش).
جهود دبلوماسية
وأثار تصاعد العنف قلقاً دولياً، وكثفت روسيا والولايات المتحدة وفرنسا والاتحاد الأوروبي جهودها الدبلوماسية لإنهاء القتال.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الثلاثاء: إن روسيا يمكنها «إشعال الاضطرابات» أو استخدام نفوذها في المنطقة، للمساعدة في «تهدئة الأجواء». وأجرى اتصالين منفصلين عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الأرميني باشينيان والرئيس الأذربيجاني إلهام علييف لحثهما على إنهاء الأعمال العسكرية.
ودعت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا التي أجرت اتصالين هاتفيين مع نظيريها من البلدين، إلى «وقف الضربات على الأراضي الأرمينية».
ومن المقرر أن يصل الممثل الخاص للاتحاد الأوروبي تويفو كلار إلى جنوب القوقاز، الأربعاء، لتسهيل الحوار بين باكو ويريفان.
وأرسلت منظمة معاهدة الأمن الجماعي التي تقودها موسكو وفداً لتقييم الوضع على الحدود بعد طلب من أرمينيا في أعقاب اندلاع الاشتباكات.
وتقاتل أرمينيا وأذربيجان بعضهما منذ عقود، بسبب نزاع على منطقة ناجورنو كاراباخ، وهي منطقة جبلية معترف بها دولياً كجزء من أذربيجان ولكن حتى عام 2020 كان يسيطر عليها تماماً سكان أرمن.
وخرجت أذربيجان بمكاسب كبيرة في كاراباخ وحولها في حرب استمرت ستة أسابيع في ذلك العام. وتندلع مناوشات بصورة دورية على الرغم من وقف إطلاق النار بوساطة روسية.