حذر تقرير صادر عن الصندوق العالمي للطبيعة WWF من أن حب البريطانيين لتناول وجبة “السمك والبطاطس المقلية”، والتي تعد قاسما مشتركا أساسيا للعديد من البريطانيين يهدد بالقضاء على أنواع بعينها من الأسماك، فيما يعد إنذارًا باحتمالية اختفاء تلك الوجبة الشهيرة من قوائم الطعام قريبًا، وفقًا لما نشرته “ديلي ميل” البريطانية.
جهود عاجلة
يدعو تقرير WWF، إلى بذل جهود “عاجلة” لتعزيز تنظيم قطاع المأكولات البحرية، وسط مخاوف من أن حب البريطانيين للمأكولات البحرية يقتل عشرات الأنواع التي يتم الاعتماد عليها في الغذاء.
قالت كيت نورغروف، المديرة التنفيذية للدعوة والحملات في WWF: إن “المحيط هو القلب الأزرق لكوكبنا ونحن نتجاهل صحته على مسؤوليتنا. يجب أن تكون حماية هذا المورد الثمين على رأس أولويات كل مصايد الأسماك في جميع أنحاء العالم، ولكن أدى استمرار الممارسات غير المستدامة لفترة طويلة دون رادع، إلى استنزاف محيط الحياة.
“أعمال محفوفة بالمخاطر”
حدد التقرير، الذي يحمل عنوان “أعمال المأكولات البحرية المحفوفة بالمخاطر”، الحجم الإجمالي للمأكولات البحرية التي يتناولها البريطانيون لأول مرة، حيث تشير التقديرات أنه في عام 2019، تناول البريطانيون 887000 طن من المأكولات البحرية، أي ما يعادل 5.2 مليار جزء من السمك ورقائق البطاطس.
ووفقًا لتقرير WWF، تمثل الأسماك البيضاء، بما يشمل الأسماك والرقائق المفضلة مثل الحدوق وسمك القد، ما يقرب من ثلث الأسماك المستهلكة بنسبة تصل إلى 29%. وتم صيد الغالبية العظمى، بنسبة 81% من هذه المأكولات البحرية أو استزراعها خارج مياه المملكة المتحدة.
تأثيرات المناخ والنظام البيئي
نظر التقرير في سلاسل التوريد لـ 33 سلعة من المأكولات البحرية الشهيرة، من بينها سمك الحدوق والسلمون المرقط والرنجة وبلح البحر والحبار قصير الزعانف، والتي تبين ان بعضها، تحديدًا بلح البحر والسردين والرنجة، منخفضة المخاطر نسبيًا من حيث الإنتاج والاستهلاك.
ولكن تم تقييم أنواع أخرى هي سمك أبو سيف والتونة وقريدس المياه الدافئة والحبار وبعض أنواع سرطان البحر على أنها مخاطر عالية عبر مناطق متعددة، من بينها تأثيرات المناخ والنظام البيئي.
528 نوعا مهددا بالانقراض
في جميع مجموعات أنواع الأسماك، تأثر أكثر من 250 نوعًا من الأنواع المهددة بالانقراض والمهددة والمحمية ETP بشكل مباشر بمصايد الأسماك التي تزود أسواق المملكة المتحدة بالحيتان والدلافين والطيور البحرية وأسماك القرش.
ويضيف التقرير العالمي أنه “مع الأخذ في الاعتبار تداخل الموائل الطبيعية لهذه الأنواع مع أنشطة الصيد وتربية الأسماك، فإن عدد أنواع ETP المحتمل تأثرها يرتفع إلى 528 نوعًا”.
مصادر مستدامة
بناءً على النتائج، يدعو الصندوق العالمي للحياة البرية إلى “جهد منسق وتعاوني” لمعالجة هذه القضايا ولضمان أن جميع المأكولات البحرية المنتجة والمستهلكة في المملكة المتحدة تأتي من مصادر مستدامة بحلول عام 2030.
وأضافت نورغروف أن “التحركات لتعزيز اعتماد المأكولات البحرية المستدامة عبر سلسلة التوريد هي خطوة أولى حيوية لكنها ليست نقطة نهاية”.
إلى جانب الجهود التي يبذلها تجار التجزئة لتحسين الشفافية عبر سلاسل توريد المأكولات البحرية العالمية، فإن وضع معايير بيئية أساسية لجميع الأطعمة المباعة في المملكة المتحدة، بما في ذلك المأكولات البحرية، سيكون له تأثير تحويلي.
خيارات بديلة
ناشدت نورغروف “حكومة المملكة المتحدة على القيام بدورها واتخاذ هذه الخطوة”، فيما أوصى تقرير WWF بأن يتم تناول سمك النازلي بدلاً من سمك القد، والماكريل بدلاً من التونة، والسلمون المرقط المستزرع بدلاً من السلمون ونعل دوفر بدلاً من الحدوق وأن يتم اختيار الروبيان كبديل لبلح البحر.