#أخبار الموضة
غانيا عزام
22 سبتمبر 2022
بدأ المصمم السعودي الموهوب، يوسف أكبر، رحلته من الصفر، إذ حثته رغبته في ارتداء الأرقى والأجمل على تعلم تصميم الأزياء، وكان لا بد أن يبدأ من أزياء النساء. ومن هناك، بدأت الحكاية، ونمت الموهبة وتعززت، بالإضافة إلى حصوله على ماجستير في «إدارة الخدمات اللوجستية وسلسلة التوريد»، من جامعة سيدني حيث يقيم. ومن أستراليا، أطلق علامة أزيائه، التي تحمل اسمه؛ فنجح ولمع اسمه إلى أن حاز جائزة «فاشن ترست آرابيا»، التي فتحت أبواب الشهرة العربية أمامه. وفي حواره مع «زهرة الخليج»، يكشف لنا أكبر المزيد عن أفكاره، ورؤيته، والتزامه بالاستدامة والمسؤولية الأخلاقية في عملياته الإنتاجية كافة:
• حدثنا عنك وعن بداية شغفك بتصميم الأزياء؟
– ولدت وترعرعت في جدة، وكان أهلي يريدون أن أدرس مهناً محددة، مثل: الطب والهندسة والمحاماة، وكان من المستحيل أن أناقش والدي في رغبتي بدراسة الفن أو الرسم أو التصميم، ثم حصلت على بعثة إلى أستراليا؛ فتلقفتها وتخرجت في جامعة سيدني في Logistics and supply chain management. بعدها، كان من المفترض أن أعمل في اختصاصي، إلا أن اتجاهي إلى عالم التصميم بدأ من حبي للثياب، فكنت أبحث في المحال التجارية، وأتابع الموضة، فلم أجد يوماً ما جاكيت زهرياً أو ذهبياً مثلاً، وإن وجدت ما أبحث عنه فغالباً يكون من العلامات الباهظة الثمن، إذ كنت أنتمي إلى عائلة متوسطة. كنت إن أعجبني تصميم ما وأريده بلون وشكل مختلفين أتجه إلى الخياطين في السعودية لتنفيذه، عندما أزور بلادي. بعد فترة من الزمن، قررت دخول دورة جامعية لتصميم الأزياء، لأنفذ ملابسي قي وقت فراغي أثناء الدراسة في الفصل الأخير منها كهواية فقط، فأنجزت «بورتفوليو» لدخول الجامعة، وتم قبولي. وعندما بدأت دراسة «الفاشن»، كنت أنوي الدخول للتعلم فقط، ولم أكن أنوي استكمال الدراسة في هذا المجال، إلا أنني أحببت الأزياء كثيراً، واكتشفت أن هذا ما أردت العمل به فعلاً طوال حياتي، فعبر «الفاشن» استطعت التعبير عن نفسي تماماً.
ما الذي قادك إلى تأسيس علامتك التجارية؟
– عندما دخلت مدرسة الأزياء كنت أنوي تعلم تصميم الأزياء الرجالية ولي بشكل خاص، والسنة الأولى كانت مخصصة للأزياء النسائية فكانت ورطة، إذ كان من الضروري أن أجري بحوثاً كثيرة، لأعرف أكثر عن الأزياء النسائية وتفاصيلها ومن هم المصممون المبدعون لكي أجتاز السنة الدراسية الأولى بنجاح، لاسيما أن دراسة الأزياء الرجالية كانت في السنة الرابعة. لكن لكثرة البحوث التي أجريتها تعلقت بالأزياء كثيراً وأحببت الاختصاص، ووجدت أنه من المستحيل أن أصمم شيئاً آخر غير الأزياء النسائية التي تناسبني جداً. وقبل إطلاق علامتي التجارية، عملت مع أكثر من مصمم في أستراليا؛ فحصلت على الخبرة المطلوبة، بعدها شعرت بأنني مستعد لإطلاق علامتي، ولا أريد تضييع الوقت، والاستثمار بنفسي، وبناء مستقبلي، وكنت أدرك أن طريقي سيكون صعباً لكني بدأت وأطلقت علامتي التجارية سنة 2017، ومجموعتي الأولى في أسبوع الموضة بأستراليا.
• تلتزم بالمسؤولية الأخلاقية والاستدامة في العملية الإنتاجية لأزيائك.. ما سبب اختيار هذا النهج الراقي والصعب في الوقت نفسه؟
– الاستدامة والمسؤولية الأخلاقية لم تكن خياراً، إنما هي ضرورية وأساسية لأي علامة تجارية، وإن لم تكن تعمل وفق ذلك؛ فهذا خطأ فادح. فقبل عشرين سنة من الآن، لم تكن هذه المواصفات موجودة. لكن اليوم في عام 2022 صارت أساسية لأي علامة؛ فتأثير صناعة الأزياء على العالم سلبي جداً، سواء في التلوث، أو استغلال الناس، أو الهدر في الموارد، ويجب على كل مصمم تطوير نفسه دائماً، وأن يقلل الإهدار.
•هل منحك فوزك بجائزة «فاشن ترست آرابيا» زخماً ودافعاً للاستمرار بالحضور العربي؟
– الانتقالة الكبرى بالنسبة لي، كانت فوزي بهذه الجائزة، التي أصبحت – من خلالها – معروفاً في السعودية، ولم أكن أتوقع الفوز أبداً. بعد فوزي بهذه الجائزة، سُلّط عليَّ الضوء بشكل كبير في الشرق الأوسط والخليج العربي، وقد كنت محظوظاً منذ البداية، فكثيرون ساعدوني، ولولا وجودهم في حياتي لم أكن ما أنا عليه اليوم، سواء من أهلي، أو أصدقائي، أو الذين يعملون بصناعة الأزياء في أستراليا أو أميركا وأماكن أخرى. أنا لم أبدأ برأسمال كبير، بل بدأت من الصفر، وكنت أعمل كثيراً، وأدخر لشراء ماكينة خياطة أو قماش أو أشياء أخرى، فالوضع لم يكن سهلاً أبداً، ومن دون مساندة هؤلاء الناس كان النجاح مستحيلاً، ثم أتى فوزي بالجائزة، بالإضافة إلى دعم هيئة الأزياء السعودية. تتطور الأمور نحو الأفضل، وما سيأتي في المستقبل سيكون أفضل.
• هناك أسماء سعودية بارزة في تصميم الأزياء.. من يلفت نظرك من بينهم؟
– قبل سنة أو سنتين كانت معلوماتي عن المصممين السعوديين ضعيفة، لكن بعد «رؤية 2030»، والدعم الذي تقدمه الحكومة في السعودية إلى قطاع الأزياء؛ تم تسليط الضوء كثيراً على صناعة الأزياء في السعودية، وهذا الدعم غير مسبوق، وجزء منه كان إنشاء برنامج Saudi one hundred brands، وأنا واحد منهم. فمن خلال هذا البرنامج، تعرفت إلى مصممين سعوديين موهوبين كثيرين، من أبرزهم: أروى العماري، ومحمد خوجة، وهلا الغرباوي، وسلمى زهران، ممن يتميزون بنقاط مختلفة وخاصة، وهذا ما يسعدني، فأنا مؤمن بالتنافس الإيجابي بين المصممين؛ فعندما يكثر المصممون تعلو المنافسة، ويسلط الضوء أكثر على صناعة الأزياء في الوطن العربي والخليج بشكل عام، والسعودية بشكل خاص، وهذا إيجابي جداً لنمو صناعة الأزياء.
صناعة مزهردة
• كيف ترى ازدهار صناعة الموضة في وطنك السعودية؟
– قبل «رؤية 2030»، لم أكن أعتبر أن هناك صناعة أزياء في السعودية؛ إذ كانت محدودة، وأساسياتها غير موجودة. لكن بعد «الرؤية»، ومع الدعم السعودي بقيادة الملك سلمان، والأمير محمد بن سلمان، وتأسيس هيئة الأزياء، بدأ إنشاء البنية التحتية لصناعة الأزياء في السعودية. بالطبع، هناك تحديات ومصاعب كثيرة أمامنا، إلا أن الخطط الموضوعة جيدة ومستدامة. وأعتقد أن هذه الصناعة ستكون مستقبلاً ريادية في الشرق الأوسط، وربما سننافس عالمياً مع استمرار دعم هذا القطاع.
إقرأ أيضاً: أغلى 15 علامة تجارية للملابس في 2022
•ما الفكرة الرئيسية لمجموعتك الأخيرة؟
– استوحيت مجموعتي الأخيرة من فترة الإغلاق العام، حيث كان الجميع معزولين بمنازلهم؛ فصرت أفكر في معنى البيت والأرض والانتماء، وتساءلت عن انتمائي: هل هو إلى أستراليا أم جدة أم مكان آخر؟ تعمقت بهذا الموضوع، وبدأت البحث عن تراثي وأصلي وأجدادي، وما سبقهم منذ عام 1700 حتى الآن، واستعرت مراجع وصوراً من كل فترة، وحاولت ترجمتها بطريقة معاصرة، فعند النظر إلى الملابس نلاحظ أنها ليست تراثية، أو فيها ما يمت بصلة إلى جدة أو الشرق الأوسط بشكل عام، أو السلطنة العثمانية أو ما سبقها، إلا أن ترجمة الصور جاءت بناء على أحاسيسي، وما شعرت به، سواء في الألوان، أو الأشكال، أو بطريقة القص والخياطة.