عادي
23 سبتمبر 2022
12:46 مساء
أوكرانيا – «الخليج»
انطلقت، الجمعة، استفتاءات في أربع مناطق بأوكرانيا للانضمام إلى روسيا، في خطوة يرى خبراء أنها ستطلق مرحلة جديدة من الصراع المشتعل منذ 7 شهور.
وتبلغ مساحة الأراضي الأوكرانية التي تسيطر عليها روسيا 100 ألف كلم مربع، ما يشكل قرابة 20% من مجموع مساحة البلاد.
ويراوح عدد سكان تلك المناطق الخاضعة للسيطرة الروسية ما بين 5 إلى 7 ملايين نسمة، أي ما يقارب 15 في المئة من مجموع سكان أوكرانيا، بحسب ما أورد موقع «سكاي نيوز عربية».
– لوغانسك: تبلغ مساحتها أكثر من 26.5 كم مربع، وعدد سكانها يبلغ نحو مليونين وربع المليون نسمة.
– دونيتسك: تبلغ مساحتها 26.5 كم مربع، وعدد سكانها يتجاوز 4 ملايين نسمة.
– خيرسون: مساحتها تبلغ 28 ألف كم مربع ويبلغ عدد سكانها زهاء مليون نسمة.
– زاباروجيا: مساحتها تبلغ 20 ألف كم مربع وعدد سكانها يفوق المليون ونصف المليون.
خيار الخلاص
قال رئيس مركز الحوار الروسي العربي، مسلم شعيتو: إن هذه المناطق الأربع هي من طالبت بتنظيم الاستفتاءات فيها للخلاص من القمع الأوكراني المديد لها، ولهذا فالانضمام لروسيا هو خيار شعبي عام في تلك المناطق التي تنقسم لقسمين:
أولها: تلك التي تقع في إقليم دونباس بالشرق، وتضم جمهوريتي لوغانسك ودونيتسك اللتين بادرتا منذ عام 2014 لإعلان استقلالهما عن كييف، لكنهما ظلتا طيلة 8 سنوات تتعرضان لضغوط عنيفة ولقصف شبه يومي من قبل القوات الأوكرانية، ما أدى إلى مقتل أكثر من 14 ألف شخص من مواطنيهما، ولهذا فالاستفتاء للانضمام لروسيا هو الطريق الوحيد أمام لوغانسك ودونيتسك للخلاص من التهديدات الأوكرانية المتواصلة.
ثانيهما: منطقتا خيرسون وزابوروجيا فتقعان في الجنوب، وهما أيضاً لطالما عانى سكانهما الاضطهاد والتمييز على خلفية كونهم في أغلبهم من الروس، ولهذا فالاستفتاء فيهما يحظى بدعم شعبي واسع؛ حيث يقدر عدد من يحق لهم التصويت بأكثر من نصف مليون، في حين أن مجموع سكانهما كان يربو على 5 ملايين نسمة، لكن بفعل سياسات كييف التمييزية وبفعل الحرب هاجر الكثيرون منهم على مدى السنوات الماضية.
حسابات أيديولوجية
وأضاف شعيتو: هذه المناطق الأربع تاريخياً هي روسية، فمثلا خيرسون كانت من أهم موانئ الإمبراطورية الروسية في البحر الأسود، وكذلك ميناء مدينة ماريوبول، وحتى عاصمة أوكرانيا كانت تسمى في العهد القيصري بكييف الروسية؛ حيث إن سكان هذه المناطق يتحدثون الروسية كلغة أم، وتربطهم صلات تاريخية ودينية وثقافية عريقة بروسيا، إن في عهودها القيصرية أو في زمن الاتحاد السوفييتي السابق.
وأشار إلى أن الدولة السوفييتية وزعت المناطق والأقاليم التابعة لها إدارياً، وفقاً لاعتبارات وحسابات أيديولوجية لإنشاء جمهوريات عديدة، ومع انهياره تخلى بوريس يلتسن الذي حل محل غورباتشوف كأول رئيس للاتحاد الروسي الجديد، عن حقوق روسيا التاريخية والجغرافية في تلك الجمهوريات كأوكرانيا مثلاً.
الموارد الطبيعية
وتتمتع هذه المناطق بثروات وموارد طبيعية كبيرة وهي منبع رئيسي للفحم الحجري والحبوب والغلال وخاصة دوار الشمس.
وقال الخبير في الشأن الروسي والأستاذ بمدرسة موسكو العليا للاقتصاد، رامي القليوبي: اثنتان من بين المناطق الأربع التي ستلتحق بروسيا، وهما دونيتسك ولوغانسك حتى قبل إجراء الاستفتاءات المرتقبة غداً، تقعان خارج سيطرة كييف وسلطتها، فهما قد انفصلتا عن أوكرانيا منذ عام 2014، إبان تفجر أزمة شبه جزيرة القرم بين موسكو وكييف آنذاك.
وأضاف: أما مقاطعة خيرسون فهي من أولى المناطق التي سيطرت عليها القوات الروسية في بداية عمليتها العسكرية في أوكرانيا ومركزها مدينة خيرسون بسط الروس سيطرتهم الكاملة عليها في منتصف شهر مارس/ آذار الماضي، فيما تسيطر روسيا على قرابة 75 في المئة من مساحة مقاطعة زابورويجيا.
الاتحاد الروسي
وتابع: بعد هذه الاستفتاءات وانضمام تلك المناطق للسيادة الروسية، فإن عدد الكيانات الإدارية في روسيا سيرتفع من 85 إلى 89 كياناً، وبذلك ستنطبق أوتوماتيكياً العقيدة العسكرية الروسية على هذه المناطق؛ بحيث إن تعرض أي منها للهجوم سيعد تهديداً لوجود الدولة الروسية ككل.
وأردف: التلويحات الروسية بالسلاح النووي قبيل تنظيم هذه الاستفتاءات، لا يجب قراءتها كتهديد مباشر باستخدامه؛ بل هي أقرب لرسائل تحذيرية للغرب للحد من إيغاله بدعم أوكرانيا عسكرياً، والرضوخ للواقع الجيوسياسي الجديد الذي سيتمخض عن الاستفتاءات الأربعة.
https://tinyurl.com/29yspv6n