مانيلا – أ ف ب
اجتاح الإعصار «نورو» الشديد القوة، الأحد جزيرة لوزون الفلبينية ذات الكثافة السكانية، مصحوباً برياح عاتية، وأمطار غزيرة ما أجبر آلافاً من السكان على إخلاء منازلهم، وإصدار تحذيرات من فيضانات واسعة وانزلاقات للتربة.
والإعصار «نورو» محمّل برياح عاتية تصل سرعتها إلى 195 كيلومتراً، في الساعة، و«ازدادت شدّته بشكل كبير» وغير مسبوق، وفق مرصد الأحوال الجوية الحكومي.
و«نورو» أقوى عاصفة تضرب الفلبين هذا العام، ضرب بلدة بورديوس في جزر بوليو، حيث أظهرت لقطات نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي، الأشجار تتمايل بقوة بسبب الرياح الشديدة.
وجاء في بيان للقائد العام للشرطة الفلبينية رودولفو أزورين: «نطلب من السكان المقيمين في مناطق خطرة التقيّد بأوامر الإخلاء حينما تقتضي الضرورة». وعادة ما تتعرّض الفلبين لعواصف يحذّر علماء من أن شدّتها تزداد مع الاحترار العالمي الناجم عن التغيّر المناخي.
وقال إرنستو بورتيو البالغ 30 عاماً، والذي يعمل طاهياً في منطقة كويزون: «كانت الرياح عنيفة هذا الصباح». وتابع: «قلقون بعض الشيء.وضعنا مقتنياتنا في مكان آمن، واشترينا مواد غذائية» تحسباً للإعصار.
وزادت سرعة الإعصار بمقدار 90 كيلومتراً، في الساعة خلال 24 ساعة. وقال خبير الأرصاد، روب غايل، إن «الأعاصير أشبه بالمحركات، هي تحتاج إلى وقود، وإلى عادم لتعمل». وأضاف: «في حالة الإعصار كاردينغ، لديه كمية جيدة من الوقود لوجود كميات كافية من المياه الدافئة على مساره، كما أن هناك عادماً جيداً عند المستوى الأعلى من الغلاف الجوي، لذا فإنها مكونات جيّدة لتزداد شدّته بشكل كبير».
وضرب الإعصار منطقة تقع على بعد حوالى مئة كيلومتر إلى شمال شرق مانيلا، حيث تتهيّأ عناصر الإغاثة إلى رياح عاتية محتملة وأمطار غزيرة قد تضرب المدينة التي يتخطى عدد سكانها 13 مليون نسمة. ونفّذت عمليات إجلاء قسرية لسكان المناطق «الأكثر عرضة للخطر» في العاصمة، وفق ما أعلن مسؤولون.
وقالت جلوريا بيريز البالغة 68 عاماً: «أخليت المنزل الذي أقيم فيه لأنني شعرت بالخوف، فالفيضانات هناك تكون مرتفعة جداً». وأضافت: «لا أريد أن يتكرر ما حدث لي من قبل». وقال المدير الإقليمي لجهاز الدفاع المدني، رومولو كابانتاك، إن منطقة العاصمة مستعدة. نحن ننتظر ونأمل ألا يضربنا الإعصار.
ويأتي الإعصار «نورو» بعد تسعة أشهر على إعصار أسفر عن مصرع أكثر من 400 شخص وشرّد مئات الآلاف.
وفر 4.600 شخص من منازلهم قبل أن تضرب العاصفة الأخيرة، بينهم سكان بلديات عدة في منطقة كويزون، وفق المكتب الإقليمي لإدارة الكوارث. وفي منطقة أورورا المجاورة، صدرت أوامر إخلاء لسكان بلدة دينغالان.
ويتوقّع أن تتراجع شدّت الإعصار عندما يضرب وسط منطقة لوزون، قبل توجّهه نحو بحر الصين الجنوبي الاثنين.
وحذّرت الأرصاد الجوية من ارتفاع الأمواج بأكثر من ثلاثة أمتار، عند سواحل أورورا وكويزون، ومن فيضانات واسعة النطاق وانزلاقات تربة بسبب الأمطار الغزيرة. ويمكن أن يتسبب الإعصار باقتلاع أشجار جوز الهند والمانغو، وبخسائر فادحة في محاصيل الأرز والذرة وبفيضانات في القرى.
وأفاد خفر السواحل، بأن أكثر من 2500 شخص عالقون، بعدما ألغيت رحلات العبارات. كما ألغيت عشرات الرحلات الجوية من مانيلا وإليها. وتقرر إغلاق المدارس والخدمات الحكومية غير الأساسية الاثنين.
وتعد الفلبين من أكثر دول العالم عرضة لتداعيات التغيّر المناخي، وتشهد كل عام ما معدّله 20 عاصفة.